منصور: القمة مطالبة بقرارات رادعة بعيدًا عن بيانات الشجب والتنديد
زيادة: ضرورة مطالبة الولايات المتحدة بتغيير موقفها والالتزام بالقانون الدولى
المعايعة: يجب الخروج باستراتيجية موحدة ضد المشروع الاستعمارى الجديد
يرى خبراء وسياسيون أن القمة العربية الإسلامية الطارئة فى قطر تمثل فرصة تاريخية لصياغة استراتيجية جماعية تضع حدًا لسياسات الهيمنة والاعتداء على سيادة الدول، وتفتح الباب أمام خيارات أكثر صرامة وواقعية فى إدارة الأزمات، عقب العدوان الإسرائيلى الأخير على الدوحة الأسبوع الماضى، فيما يعتبرونها اختبارا حقيقيا لجدية الموقف العربى والإسلامى فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وأكدوا أن أصوات الشعوب تتعالى مطالبة بقرارات عملية موحدة تتجاوز بيانات التنديد التقليدية، خاصة أن العدوان على قطر حلقة جديدة فى مشروع الهيمنة الإسرائيلى ويستلزم استراتيجية عربية وإسلامية متماسكة.
وقال وزير الخارجية اللبنانى الأسبق عدنان منصور إن انعقاد القمة الإسلامية المشتركة فى الدوحة يأتى فى وقت عصيب تمر به الأمة العربية والإسلامية نتيجة العدوان الإسرائيلى الواسع النطاق الذى يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وأضاف منصور لـ«الشروق» أن القمة الحالية يجب أن تختلف عن المؤتمرات السابقة، وأن تصدر عنها مخرجات محددة وقابلة للتنفيذ بعيدا عن الاكتفاء بالرفض والشجب الذى لم يعد مجديًا أمام، موضحا: «عدو تحوّل إلى ثور هائج يهدد الدول العربية كافة».
وأشار إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى الأخيرة تمثل تحديا سافرا للأمة العربية، لافتا إلى أن الشعوب لم تعد تقبل ببيانات سياسية لا تتبعها خطوات عملية على الأرض، مؤكدا أن مواجهة العبث الإسرائيلى بمقدرات الشعوب العربية لن تتحقق إلا بقرارات صارمة وموحدة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية بعيدًا عن الانقسامات.
من جهته أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر أديب زيادة، أن إسرائيل لم تعد تعترف بحدود سايكس ــ بيكو وتتعامل مع أمنها باعتباره مبررا للتدخل فى أى مكان، مشيرًا إلى استهداف سبع دول عربية فى وقت واحد ضمن محاولة واضحة لقتل فرص السلام.
وقال زيادة لـ«الشروق» إن قمة الدوحة يجب أن تخرج بموقف منفرد وحاسم للرد على التعدى على السيادة القطرية، معتبرًا أنه إذا اقتصرت على بيانات الشجب فالأجدر ألا تُعقد من الأساس.
وأوضح أن على القمة أن توجه رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة بضرورة تغيير موقفها والالتزام بالقانون الدولى ورفض استهداف الدول وسيادتها، مشددًا على أن أى مخرجات أقل من ذلك ستكون مخيبة لآمال العرب والمسلمين.
من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردنى عبد الرحيم المعايعة، أن المرحلة الراهنة تشهد تصاعد سياسة إخضاع الدول العربية والإسلامية بالقوة العسكرية تحت مظلة الهيمنة الأمريكية وأداتها المتمثلة فى الكيان الإسرائيلى، موضحا أن العدوان على قطر يعكس إصرار الكيان على المضى فى مشروعه العدوانى ضد المنطقة.
وشدد على أن القمة الإسلامية العربية المشتركة مطالبة بوضع استراتيجية موحدة لا تنتصر فقط لفلسطين وقطر، بل تهدف إلى مواجهة المشروع الاستعمارى الجديد والتصدى العملى لمخططات الهيمنة التى تستهدف الأمن القومى العربى والإسلامى.