قال وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، إن 98% من موارد المياه المتجددة في مصر تأتي من خارج حدودها؛ ولذلك تُجري الوزارة دراسات دقيقة ومستمرة لما يحدث في حوض النهر.
وأشار إلى تطوير النماذج الرياضية لمراقبة مياه الأمطار على مدى العامين الماضيين؛ لتمكين الوزارة من عمل تنبؤات دقيقة للغاية وبصورة استباقية لحساب كمية المياه التي تصل إلى السد العالي وتوقيتها.
وأكد الوزير أن التحدي الأكبر الذي يواجهونه هو التصرفات الأحادية، حيث لم يعد الأمر "مقاربة طبيعية" بعد الآن، لوجود طرف يقوم بتصرفات منفردة في حوض النهر، وتحديداً في النيل الأزرق.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "الابتكار من أجل المرونة" ضمن فعاليات اليوم الثالث لأسبوع القاهرة الثامن للمياه.
وقال سويلم إن مصر تراقب جميع الإجراءات التي تحدث في السد الإثيوبي بصورة دقيقة وعلى مدار الساعة عبر الأقمار الصناعية لإعداد أنفسنا جيدا لما يحدث من تغييرات فى إطلاقات المياه بناءً على ملاحظاتنا.
وأشار إلى أن إثيوبيا قللت تدفقات المياه بشكل مفاجئ بهدف الإسراع من ملء السد قبل ما يسمى ب"الافتتاح" بالمخالفة حتى للمنطق العلمي والهندسي، ثم بدأوا بإطلاق المياه من المفيض ومخارج الطوارئ - والتي يجب أن تعمل فقط في حالات الطوارئ - بهدف الشو في وسائل الإعلام، وهو ما يعد عبثا.
وأضاف الوزير أنه بعد ذلك مباشرة، أطلقت كميات هائلة من المياه، حيث وصلت القفزة في التدفق إلى 776 مليون متر مكعب يومياً في نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر، وهو رقم "غير معتاد ان يحدث في هذا التوقيت".
وشدد على أن هذا الإطلاق المتعمد تسبب في ضرر هائل في السودان، حيث جاءت المياه في وقت غير متوقع كما هو الوضع كل عام، بعد أن بدأ الناس بزراعة محاصيلهم وهو ما اشتكى منه المزاعين فى السودان، وبالتالي فان ما حدث هو "فيضاناً صناعياً" وليس طبيعياً.
وتابع: "ولحسن الحظ، لدينا 12 إلى 14 يومًا لإعداد أنفسنا، لكن بالنسبة للسودان، لديهم فقط بضع ساعات للرد لأنهم قريبون جدًا من السد الإثيوبي"
كما أكد سويلم أن وزارة الري تعمل على تطوير أنظمة الرصد والمراقبة بالسد العالي بأحدث التقنيات ضمن عملية التطوير التي بدأت بالفعل لكامل منظومة السد العالي التي تشمل كذلك مفيض توشكى.