التعرق وسيلة طبيعية ينظم بها الجسم حرارته، لكن تغير أنماطه مع التقدم في العمر قد يخبرك بالكثير عن صحتك. وفي بعض الحالات، قد يكون التعرق المفرط أو المفاجئ إشارة على اضطراب هرموني، أو مشكلة في الغدة الدرقية، أو تأثيرًا جانبيًا لدواء، أو حتى مرضًا أكثر خطورة، وفقًا لتقرير حديث لصحيفة "تايم".
كيف يتغير التعرق مع العمر؟
في العشرينات والثلاثينات: تكون الغدد العرقية في ذروة نشاطها بفضل الأيض المرتفع واستقرار الهرمونات، ويظهر العرق غالبًا مع المجهود أو التوتر، بينما يظل الجسم قادرًا على التحكم في حرارته بكفاءة.
في الأربعينات والخمسينات: تبدأ التغيرات الهرمونية، خاصة لدى النساء في مرحلة ما قبل أو أثناء سن اليأس، فتظهر الهبّات الساخنة والتعرق الليلي، كما أن اضطرابات الغدة الدرقية قد ترفع حرارة الجسم وتزيد التعرق.
بعد الستين: تقل كفاءة الغدد العرقية، ما يعني تعرقًا أقل، لكن أيضًا قدرة أقل على التخلص من الحرارة، لذا يجب توخي الحذر، حيث يزيد خطر الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.
أسباب أخرى لزيادة التعرق
لا تقتصر الأسباب على الحرارة، فقد يحفزه القلق، أو الألم، أو الأطعمة الحارة، أو الكافيين، أو الكحول، أو المشروبات الساخنة، أو الرطوبة، أو الحمى، أو بعض الأدوية.
الأدوية قد تكون سببًا خفيًا للتعرق المفرط
عدد من الأدوية قد يؤدي إلى زيادة التعرق أو اضطراب قدرة الجسم على تنظيم حرارته، مثل مضادات الاكتئاب، خاصة من فئة SSRIs، ومسكنات الألم الأفيونية، وأدوية السكري مثل الإنسولين، وعلاجات الغدة الدرقية، وبعض أدوية الضغط.
كما أن التوقف المفاجئ عن بعض المواد أو الأدوية، مثل الكحول أو النيكوتين أو المهدئات، قد يسبب تعرقًا غزيرًا يستدعي المراقبة الطبية.
فرط التعرق.. حالة تحتاج متابعة
يصيب فرط التعرق نحو 5% من الناس، ويتسبب في إفراز كميات مفرطة من العرق حتى في الراحة أو الطقس المعتدل. قد يكون أوليًا دون سبب واضح، أو ثانويًا نتيجة مرض أو دواء، ورغم أنه غير مهدد للحياة بحد ذاته، إلا أنه قد يؤثر نفسيًا واجتماعيًا ويشير أحيانًا إلى وجود مشكلة صحية أعمق.
متى يصبح التعرق مؤشر خطر؟
التعرق في حد ذاته أمر طبيعي، لكن التغير المفاجئ في نمطه أو اقترانه بأعراض أخرى قد يكون جرس إنذار لا ينبغي تجاهله، لذا يجب استشارة الطبيب فورًا إذا لاحظت هذه التغيرات:
يحدث فجأة وبغزارة دون سبب واضح.
يوقظك ليلًا بانتظام.
يكون مصحوبًا بأعراض مثل الحمى، أو فقدان الوزن، أو ألم الصدر.