نخبة من الشخصيات العامة تبحث تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي وانعكاساته على الداخل المصري

في أمسية ثقافية شهدها صالون "إضاءات" يوم 13 أبريل الجاري، اجتمعت نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية والدبلوماسية والاقتصادية لمناقشة موضوع بالغ الأهمية: "تحديات الأمن القومي المصري".

الندوة أقيمت تحت إشراف وتنظيم المهندس أحمد العصار، مقدم برنامج "حوار عن قرب" على قناة TeN، وأدار الجلسات النقاشية التي حفلت برؤى وتحليلات عميقة.

رؤية شاملة للأمن القومي: ما وراء الحدود والسلاح

في كلمته الافتتاحية، قدّم الأستاذ إسلام عفيفي، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، تصورًا شاملًا لمفهوم الأمن القومي، مؤكدًا أن التحديات لم تعد تقتصر على حماية الحدود أو الردع العسكري، بل باتت تشمل الأبعاد الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية وحتى المعنوية.

وأشار عفيفي إلى أن التطور التكنولوجي المتسارع يشكل تحديًا مركبًا، خصوصًا في ظل تغير التحالفات العالمية بشكل دائم، ما يفرض على مصر تأقلمًا دائمًا مع مشهد دولي يتبدل كل يوم.

استراتيجية مصر في مواجهة التحولات الكبرى

تناول الأستاذ عفيفي أيضًا تداعيات التحولات السياسية العالمية، مشيرًا إلى التغيرات الجذرية التي أحدثتها فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي دشّنت عصر "الصفقات السياسية" والتفاوض بالقوة.

وشدد على أن مصر تنجح، وسط هذه الفوضى، في بناء نموذج خاص من الاستقرار والتنمية، عبر مشروعات قومية كبرى في مجالات الطاقة والبنية التحتية والعمران، ما يجعلها لاعبًا محوريًا قادرًا على التفاعل مع عالم متغير بإرادة واضحة ورؤية استراتيجية.

وفي ختام كلمته، أكد عفيفي أن مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة لم يكن ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية في منطقة تعصف بها الأزمات، معتبرًا أن التجربة المصرية تقدم نموذجًا متماسكًا قادرًا على الصمود والابتكار.

الشارع المصري أكثر وعيًا وصلابة

شهدت الندوة نقاشًا موسعًا حول الأثر المجتمعي للأزمات الإقليمية والدولية، حيث أجمع الحضور على أن وعي الشارع المصري قد تطور بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، ما جعله أقل عرضة للتضليل أو الانجراف نحو موجات الغضب غير المحسوبة.

وأشار المتحدثون إلى أن ما أسموه بـ"الحصانة الرقمية" لدى المواطن المصري باتت أداة حماية فعّالة، تساعده في فهم التحديات التي تواجه الدولة، وتعزز من استقرار المجتمع.

الطبقة الوسطى.. صمام أمان المجتمع

كما شدد المتحدثون على أهمية الطبقة الوسطى، واعتبروها حجر الأساس في أي مشروع وطني، ودعامة أخلاقية واجتماعية للمجتمع. وأكدوا أن الحفاظ على هذه الطبقة يعزز التماسك الداخلي، ويمنع الانزلاق نحو الفوضى، سواء كانت فكرية أو اجتماعية.

الصبر الاستراتيجي وسياسة الشراكات الإقليمية

أبرز المشاركون في الصالون أن مصر لا تعيش في عزلة، بل تسعى بشكل دائم إلى بناء شراكات إقليمية قائمة على المصالح المشتركة.

وأشاروا إلى أن "الصبر الاستراتيجي" هو نهج الدولة المصرية في التعامل مع عالم متقلب، مليء بالتعقيدات والضغوط.

حضور نوعي يعكس ثقل النقاش

ضم اللقاء شخصيات رفيعة، أبرزهم: اللواء أركان حرب أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور صفوت النحاس، أمين عام مجلس الوزراء الأسبق، والسفير حاتم تاج الدين، مساعد وزير الخارجية السابق، والأستاذ عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير جريدة الشروق، إلى جانب الأستاذ عمرو بدر، الخبير السياحي.

كما شارك الفنان محمد ثروت وزوجته، والمهندس أشرف بولس، والأستاذة مها سالم، نائب رئيس تحرير الأهرام، والدكتور عمرو هاشم من جامعة النيل، والأستاذ أحمد القيعي، نائب مدير شبكة فرانس 24 السابق، برفقة الإعلامية الأستاذة سميرة إبراهيم من إذاعة مونت كارلو الدولية، والصحفية إسراء ممدوح من بوابة أخبار اليوم.