ناقشت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، طلب الإحاطة المقدم من النائب هشام حسين بشأن الاستثمار الثقافي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، لا سيما من خلال عقد شراكات مع دور النشر الخاصة.
استعرض حسين طلب الإحاطة، في بداية اجتماع اللجنة اليوم، مشددًا على أهمية تعظيم الاستثمار الثقافي داخل الهيئة، خاصة في ظل تراجع الإقبال على الكتاب المطبوع، لا سيما بين فئة الشباب، مضيفًا أن العلاقة بين الهيئة العامة للكتاب وهذه الفئة أصبحت شبه منعدمة.
وأشار إلى أن الكتاب لم يعد محصورًا في شكله المطبوع فقط، بل أصبح رقميًا أيضًا، ومع ارتفاع تكلفة الطباعة وسهولة تداول المعلومات عبر الوسائط الإلكترونية، بات حال الكتب المطبوعة "يُرثى له".
وأضاف أن انتشار كم هائل من المعلومات غير الدقيقة والمضللة على الإنترنت، يستدعي التوسع في نشر الكتاب الرقمي وتعزيز التفاعل بين وزارة الثقافة ودور النشر الخاصة في هذا المجال.
وتساءل عن خطة وزارة الثقافة للتعامل مع هذا الملف، سواء من حيث شكل الكتاب ومضمونه أو طرق عرضه، بهدف تحقيق طفرة حقيقية في هذا القطاع الحيوي.
ودعا إلى الاستعانة بمكاتب استشارية لدراسة أفضل الحلول، مع توفير دعم من وزارة المالية، مقترحًا البدء برفع الكتب المستهدفة إلكترونيًا وإتاحتها للتحميل، كخطوة أولية تتبعها خطة مستدامة لنشر الكتاب الرقمي، تبدأ بفترة تجريبية لا تقل عن ثلاثة أشهر.
من جانبه، عقب الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، مؤكدًا أن الوزارة تعمل وفق محورين رئيسيين في هذا السياق: أحدهما كلاسيكي، والآخر حديث يواكب التطورات التكنولوجية.
وأوضح الوزير أن الوزارة لديها مشروع قائم لإنتاج الكتاب الإلكتروني، يتضمن نشر نحو 7 آلاف عنوان، إلى جانب استمرار طباعة الكتب ورقيًا، مشيرًا إلى أن هناك ما يُعرف بـ"السلوك الثقافي"، إذ يفضل البعض الكتاب الورقي باعتباره جزءًا من عاداته الثقافية.
وأضاف: "لدينا طموح حقيقي لإعادة إطلاق مشروع مكتبة الأسرة بالتعاون مع المجتمع المدني".
بدوره، أوضح الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن الهيئة تضع ضمن أولوياتها تطوير آليات النشر لتواكب العصر، كاشفًا عن قرب تدشين منصة رقمية تقدم من خلالها خدمات متنوعة، من بينها إتاحة الكتب إلكترونيًا.
وأشار بهي الدين إلى أن المتابعة اليومية أظهرت استمرار الإقبال على شراء الكتب، وهو ما تجلّى بوضوح خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤكدًا أن الهيئة تنظم ما يقرب من 30 معرضًا للكتب، بالإضافة إلى المعارض المقامة داخل الجامعات.