تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة أنشطتها الثقافية والفنية بمحافظة الشرقية، ضمن مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها" التي أطلقتها وزارة الثقافة.
في هذا الإطار، نظم قصر ثقافة ديرب نجم لقاء أدبيا بعنوان "شباك الذاكرة – إطلالة على صلاح جاهين"، أدار اللقاء الأديب محمود الديداموني، بمشاركة نخبة من الأدباء والشعراء، تناولوا خلاله سيرة وإبداعات الشاعر الكبير صلاح جاهين.
افتتح الديداموني اللقاء بالحديث عن أهمية جاهين كواحد من أبرز رموز الشعر العامي والكاريكاتير في مصر، مشيرا إلى أن أعماله – خاصة الرباعيات وأوبريت "الليلة الكبيرة" – تجمع بين العمق الفلسفي والبساطة التعبيرية التي تعكس نبض الشارع المصري.
وقدم الشاعر رضا عطية لمحة عن السيرة الذاتية لجاهين، موضحا أنه ولد بحي شبرا عام 1930، وتخرج في كلية الحقوق عام 1955، وبدأ حياته المهنية كرسام كاريكاتير في مجلة "روزاليوسف"، ثم انتقل إلى مجلة "صباح الخير" التي تولى رئاسة تحريرها، قبل أن يلتحق بجريدة "الأهرام" وتوفي في 20 يونيو 1986.
كما تحدث الشاعر علاء عيسى عن غزارة إنتاج جاهين الشعري والموسيقي، لافتا إلى كتابته لعدد من الأغنيات الوطنية الشهيرة مثل "صورة" و"خلي السلاح صاحي" التي غناها عبد الحليم حافظ، بجانب أعماله في السينما ككاتب سيناريو ومنتج وممثل، ومن أبرز أفلامه "خلي بالك من زوزو"، و"أميرة حبي أنا".
من جهته، أشار الأديب السيد النماس إلى الارتباط الفكري والوجداني بين جاهين وثورة يوليو 1952، والتي عبر عنها شعريا في العديد من المواقف، خاصة ما يتعلق بقانون الإصلاح الزراعي وتغير حال المجتمع المصري.
وأوضح الناقد مجدي جعفر أن جاهين ينتمي لجيل التحولات الكبرى في الخمسينيات والستينيات، إلى جانب مبدعين ومفكرين تركوا بصمات عميقة، مؤكدا أن جاهين يُعد ظاهرة ثقافية فريدة امتزج فيها الأمل بالألم، والعامية بالفلسفة، والفن بالحياة اليومية.
وتوالت المداخلات التي أشادت بعطاء جاهين، وبتأثيره المستمر في وجدان الأجيال المختلفة، باعتباره أحد أبرز من جسدوا الروح المصرية ببساطة وعمق.
وفي سياق متصل، نظم فرع ثقافة الشرقية، ضمن برنامج "إبداعنا يجمعنا"، وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بالشرقية، ورشة لتعليم صناعة الإكسسوار بالخرز وتستمر حتى 16 يوليو الجاري.
وقدمت الورشة الفنانة مي محمد، التي شرحت للمشاركات كيفية تنفيذ قطع الإكسسوار المختلفة مثل الأساور، الكوليهات والسبح باستخدام الخرز، والاستانلس، وتختتم الورشة بإقامة معرض لأعمال المتدربات.
وفي إطار إحياء الحرف التراثية، أقام قصر ثقافة منيا القمح ورشة مشغولات خزفية باستخدام الطين الأسواني، قدمتها الفنانة يمنى أحمد، لتعريف الأطفال بهذه الحرفة المصرية القديمة وتدريبهم على التشكيل اليدوي باستخدام أدوات بسيطة مثل صفائح المنشار وأطباق البلاستيك كقوالب.
كما نظم قصر ثقافة الزقازيق ورشة فنية لعمل أشكال كرتونية للأطفال قدمتها الفنانة تريزا فريد، حيث تعلم الأطفال تنفيذ تصميمات باستخدام الكرتون الملون.
وفي مواقع أخرى، قدمت مكتبة الصنافين ورشة لتعليم أساسيات الرسم للأطفال، أشرفت عليها الفنانة سالي نصر، بينما نظمت مكتبة صفط زريق ورشة فنية بمركز شباب تل القاضي، شملت تدريبات يدوية وتنمية مهارات التعبير البصري.