رد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، على الخطأ الشائع الذي يطرحه البعض بأن التمسك الصارم بحقوق الملكية الفكرية هو «فكر قديم» لا يواكب العصر، وذلك في إطار تعليقه على الجدل المثار حول الفيديو الذي أنتجه الشاب عبد الرحمن خالد؛ بهدف الترويج للمتحف المصري الكبير.
وقال خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «على مسئوليتي» مع الإعلامي أحمد موسى، عبر فضائية «صدى البلد»: «بالعكس، حماية الملكية الفكرية هي التطور الجديد القائم؛ أما الفكر القديم هو اللي كان كل حاجة ماشية».
وشدد على أن الفكر الحديث والمتقدم يحترم العقود والالتزامات والحقوق، مستشهدا بالواقعة الشهيرة التي سبقت كأس العالم في روسيا والمتعلقة باستخدام صورة قائد المنتخب الوطني وليفربول الإنجليزي محمد صلاح على طائرة المنتخب، والتي أثارت أزمة آنذاك، معتبرا هذه التجربة درسا هاما يجب التعلم منه.
وأعرب عن تعاطفه مع الشاب عبد الرحمن خالد، قائلا: «أنا متعاطف معه بحكم أني مصري، جيناتنا لا زال فيها جزء معلش (ثقافة التجاوز)؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بالعمل والمسئولية، معلش مبتمشيش».
ووجه الدعوة لترسيخ ثقافة الاحتراف في مصر، والتخلي عن «ثقافة معلش»، قائلا: «لابد أن نستغل هذه الفرصة ونبدأ نبطل ثقافة معلش، ونشتغل بشكل احترافي، ونعرف أن الصح صح والغلط غلط، ولا نحاول أن نجد للغلط مبررات، واللي بيبتكر يبقى مبتكر فعلا، مش يقص ويلزق»، في إشارة إلى الفيديو محل الجدل.
وشدد على أن الابتكار الحقيقي له أصول وقواعد لا يمكن تجاوزها، أبرزها احترام حقوق الآخرين، مضيفا: «ليس عيبا أن أذهب للعمل في شركة أولا وأتعلم، إنما كل واحد تقوم في دماغه يعمل حاجة شايف إنها حلوة، يقوم عاملها وخلاص، طبعا لأ».
ورد على تساؤل الإعلامي أحمد موسى، حول إذا كان تصرف كوزير أم كمواطن في الواقعة، قائلا: «من الناحية القانونية وزير 100%، أنا أحمي حقوق دولة، لابد أن أفصل الدولة عما حدث، لأنه لا يمكن أن يرانا الآخرين كمتضامنين أو ناس موافقين على مثل هذا التصرف».
وأوضح أن الإجراءات القانونية التي جرى اتخاذها، كانت في جوهرها «إثبات حالة أكثر من أي شيء آخر»، معربا عن تعاطفه تجاه الشاب صاحب الفيديو، قائلا: «أنا شخصيًا بتمنى له التوفيق، ده زي ابني في النهاية، وأنا أفترض حُسن النية الموجود».
وانتشر مقطع فيديو قصير على منصات التواصل الاجتماعي يروج لافتتاح المتحف المصري الكبير، ويظهر فيه نجما كرة القدم العالميين محمد صلاح وليونيل ميسي، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى في مجالي الفن وكرة القدم.
وأثار الفيديو جدلا واسعا حيث اعتقد البعض أنه جزء من الحملة الترويجية الرسمية للمتحف، ومع ذلك، أصدرت وزارة السياحة والآثار المصرية بيانا رسميا نفت فيه أي صلة لها بهذا الفيديو، مؤكدة أنه «لا يمثل الإعلان الرسمي» لاحتفالية الافتتاح.
وقررت النيابة العامة إخلاء سبيل «عبدالرحمن خالد» صاحب مقطع الفيديو المتداول بشأن المتحف المصري الكبير، وذلك عقب استجوابه وإنكاره ما نُسب إليه من اتهام، وبيانه أن هدفه من صناعة المقطع ونشره كان الترويج للمتحف المصري الكبير.
وتنازلت وزارة السياحة والآثار عن البلاغ المقدم ضد عبدالرحمن خالد مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير، خلال الأيام القليلة الماضية.