أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي، الثلاثاء، إطلاق مرحلة جديدة من عملية احتلال مدينة غزة عبر "التوغل التدريجي"، بينما يعيش نحو مليون فلسطيني بالمدينة أغلبهم نازحون.
وأشار المسؤول العسكري في تصريح للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إلى "بدء المرحلة التالية من عملية عربات جدعون 2 وتعميق المناورة داخل مدينة غزة"، رغم مخاوف من تداعيات ذلك على أوضاع مئات آلاف النازحين الفلسطينيين.
وقال المسؤول إن "الجيش الإسرائيلي أطلق الليلة (الماضية) المرحلة التالية من عملية عربات جدعون 2 داخل مدينة غزة"، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين في ليلة دامية التي عاشها الفلسطينيون في قطاع غزة مساء الاثنين.
وتسعى إسرائيل إلى بث الذعر بنفوس الفلسطينيين، لخفض أعدادهم بمدينة غزة عبر دفعهم للنزوح قبل بدء أي توغل بري مرتقب.
ومتحدثا عن الاستعدادات لتعميق التوغل بمدينة غزة، قال المسؤول إن "إطلاق العملية جاء بعد أسابيع من التحضيرات الميدانية التي شملت غارات جوية وقصفا مدفعيا، من أجل تهيئة الظروف للاجتياح البري".
وأوضح أن العملية بقيادة رئيس أركان الجيش إيال زامير، وتشارك فيها حاليًا الألوية 98 و162، على أن تنضم الفرقة 36 بشكل تدريجي خلال الأيام المقبلة.
كما أِشار إلى مشاركة قوات احتياط "واسعة النطاق" في العملية، دون تفاصيل.
وعلى عكس ادعاء المسؤول العسكري الإسرائيلي قال شهود عيان في مدينة غزة للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي كثف الليلة الماضية من عمليات القصف الجوي لمدينة غزة دون رؤية دخول دبابات إلى المدينة.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، أن "التقارير الواردة من غزة عن دبابات وناقلات جند مدرعة (إسرائيلية) شوهدت داخل المدينة غير صحيحة".
**"تستمر وفق الحاجة"
وبحسب المسؤول العسكري الإسرائيلي فإنه "في الأسابيع الأخيرة، نفّذت قوات الجيش عمليات مركّزة في أطراف مدينة غزة"، مدعيا أنه تم تدمير "مئات البُنى التحتية التابعة لحماس بشكل منهجي وجذري"، رغم وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
واعتبر ذلك تمهيدا "لتشكيل قاعدة أساسية للمرحلة الحالية التي بدأت الليلة، والتي ستستمر وفق الحاجة، مع دخول تدريجي للقوات وتركيز الجهد الاستخباري لدعم المناورة، مع الحفاظ الصارم على مبدأ أمن القوات".
وفيما يتعلق بقصف إسرائيل للأبراج السكنية، قال المسؤول إن "التقدم البري يرافقه استهداف جوي لمواقع ومبانٍ متعددة الطوابق"، فيما وصفه بأنه "جزء من خطة عملياتية محكمة، تمت المصادقة عليها من قبل المستوى السياسي".
وشهدت مدينة غزة هجوما إسرائيليا عنيفا، حيث عاش الفلسطينيون ليلة دامية استشهد خلالها 35 شخصًا، فيما أصيب وفُقد آخرون، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، وتفجير روبوتات مفخخة لنسف منازل ومبانٍ سكنية شمال غربي المدينة.
وتباهى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح الثلاثاء، باشتداد عمليات الإبادة الجماعية في مدينة غزة، قائلا في تدوينة عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، إن "غزة تحترق والجيش يضرب بقبضة من حديد".
بينما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، توسيع العملية العسكرية في مدينة غزة، "عديم الجدوى"، محذرا من مقتل مزيد من الجنود والمحتجزين لدى حركة حماس.
وبعد أكثر من 3 أسابيع من القصف المكثف على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 3 سبتمبر الجاري، إطلاق عملية "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل.
وفي 21 أغسطس المنصرم، صدّق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، والتي سبق أن وافق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت 64 ألفا و905 شهداء، و164 ألفا و926 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة قتلت 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.