باكستان وأفغانستان.. بين الإرهاب والنزاع الحدودي.. تفاصيل اشتعال القتال بين البلدين - بوابة الشروق
الجمعة 17 أكتوبر 2025 10:16 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

باكستان وأفغانستان.. بين الإرهاب والنزاع الحدودي.. تفاصيل اشتعال القتال بين البلدين

ادهم السيد
نشر في: الخميس 16 أكتوبر 2025 - 10:33 ص | آخر تحديث: الخميس 16 أكتوبر 2025 - 10:34 ص

غابت دولة أفغانستان لسنوات عن تصدُّر العناوين بعد إحكام حركة طالبان سيطرتها على الحكم، لتعود مجددًا إلى الواجهة عقب تجدد القتال الدامي مع جارتها باكستان، التي رغم دعمها السابق لطالبان، شنّت غارات عنيفة خلّفت عشرات القتلى، في فصل جديد من صراع على الحدود والنفوذ بين البلدين، ظهرت جذوره منذ عشرات السنين.

وتسرد "الشروق" أهم الخلافات والتوترات التي تصاعدت إلى درجة القتال المباشر بين باكستان وأفغانستان، رغم ما ظهر سابقًا من توافق بين حكومات البلدين، وذلك نقلًا عن صحيفة "الجارديان" وقناة "بي بي سي" وصحيفة "إكسبرس تريبيون" ووكالة "رويترز" للأنباء.

شعب البشتون والقضية الحدودية

يشكّل شعب البشتون ربع سكان باكستان، ويتواجد أغلبهم في المنطقة الشمالية الغربية المتنازع عليها مع الجارة أفغانستان، التي يمثل البشتون غالبية سكانها. وكانت المنطقة المذكورة، التي تضم خيبر بختنخوا ووزيرستان، تتبع إمارة أفغانستان حتى عام 1893 حين تم إلحاقها بمستعمرة الهند البريطانية بموجب معاهدة خط ديورند التي وقع عليها أمير أفغانستان عبد الرحمان خان مع الإمبراطورية البريطانية لإنهاء الحرب الإنجليزية-الأفغانية الثانية.

استمرت المنطقة ضمن باكستان بموجب الاتفاقية حتى بعد استقلال باكستان عن بريطانيا والهند عام 1947، حيث صوّت سكان المنطقة من البشتون على الانضمام لباكستان بدلًا من الهند.

طالبت إمارة أفغانستان عقب استقلال جارتها بإعادة المنطقة الشمالية الغربية، وأكدت تلك المطالب بتصويتها ضد انضمام باكستان للأمم المتحدة، لتقع عدة اشتباكات حدودية في المناطق التي تسكنها قبائل البشتون والبلوش ذات النزعة الانفصالية عن باكستان.

باكستان تصنع عدوها المستقبلي

اشتعلت الحرب الأهلية في أفغانستان عام 1982، والتي أسفرت عن انسحاب القوات السوفييتية واشتعال القتال بين الفصائل الأفغانية. وقد عارضت باكستان تولي قوات أحمد مسعود الحكم نظرًا لتقاربها مع الهند، العدو التاريخي لباكستان، فدعمت حركة طالبان التي شارك معها في القتال متطوعون باكستانيون، وتمكنت لاحقًا من طرد قوات مسعود والسيطرة على الحكم لسنوات حتى سقوطها أمام الغزو الأمريكي.

طالبان وولادة التوتر في باكستان

يُذكر أن الحكومة الأفغانية التي أقامتها الولايات المتحدة بعد الغزو بقيت على الخلاف الحدودي مع باكستان، حيث جدّدت المطالبة بالمناطق المتنازع عليها، بينما لمح الرئيس الأفغاني آنذاك حميد كرزاي إلى إمكانية استخدام ورقة البشتون لمعاقبة باكستان على تدخلها في أفغانستان.

وشهد عام 2004 بدايات التوتر الحقيقي في المناطق البشتونية داخل باكستان بظهور حركة "طريق طالبان"، نتيجة حملات عسكرية باكستانية استهدفت المنطقة لملاحقة فلول تنظيم القاعدة الهاربين من أفغانستان، ما أثار غضب القبائل البشتونية التي التحق أبناؤها بالحركة الجديدة.

ونفذت حركة "طريق طالبان" عمليات انتحارية في أفغانستان وباكستان، كما ظهرت علاقة بينها وبين طالبان أفغانستان، حيث شكّلتا عام 2009 ما عُرف باتحاد شورى المجاهدين، ورغم عدم استمراره، استمر التواصل بين الحركتين، إذ هرب مقاتلو طالبان باكستان عبر الحدود إلى مناطق طالبان لإعادة ترتيب صفوفهم عقب حملة عسكرية باكستانية.

طالبان على كرسي الحكم وتجدد القتال

استمرت النزاعات الحدودية بين البلدين مع تعاقب الحكومات المختلفة، إذ وقع نزاع دموي بين عامي 2011 و2012 شنّت خلاله باكستان ضربات صاروخية قتلت عشرات الأفغان ودمّرت نحو 100 منزل وفق بيان الحكومة الأفغانية آنذاك، واستمرت الاشتباكات بعد تولي طالبان الحكم رغم الدعم الباكستاني الظاهر عبر التصريحات.

بدأ الخلاف باتهام باكستان لأفغانستان عام 2021 بالسماح لمقاتلي طالبان باكستان باستخدام أراضيها كقواعد انطلاق لمهاجمة الجيش الباكستاني، وهو ما أنكرتْه طالبان الأفغانية.

وتصاعد التوتر عام 2022 باشتباكات بين حرس الحدود الأفغاني والجيش الباكستاني على مواقع التمركز الحدودية، ما أسفر عن قتلى بين الطرفين، وردّت باكستان بسلسلة غارات جوية أسقطت عشرات الضحايا.

وفي عام 2024 عادت حركة طالبان باكستان لشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية وعمليات انتحارية استهدفت شخصيات دينية وسياسية، لتتّهم الحكومة الباكستانية أفغانستان بدعم الحركة، وتشنّ باكستان في أكتوبر 2025 سلسلة غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على الأراضي الأفغانية بدعوى القضاء على عناصر طالبان باكستان الهاربين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك