تحاول إسرائيل جلب جثته من دمشق.. قصة الجاسوس الذي كاد أن يصبح رئيسا لسوريا - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 2:11 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحاول إسرائيل جلب جثته من دمشق.. قصة الجاسوس الذي كاد أن يصبح رئيسا لسوريا

أدهم السيد
نشر في: الإثنين 16 ديسمبر 2024 - 11:02 م | آخر تحديث: الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - 12:09 ص

ظهرت تقارير إعلامية عن محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغله في سوريا الحصول على بقايا جثة أشهر عميل إسرائيلي، إيلي كوهين الذي استطاع الاحتيال والتسلل بالسلك السياسي السوري لدرجة جعلته قريبا من منصب رئيس الجمهورية، وذلك قبل أن يكتشف أمره ويلقي حتفه على المشنقة بلقطات مصورة ظلت شاهدة علي إحباط المخابرات السورية لإحدى أقوى عمليات الموساد الإسرائيلي.

وتسرد "جريدة الشروق"، القصة الكاملة لعميل المخابرات الإسرائيلية الأشهر والأخطر إيلي كوهين الذي تخوض إسرائيل محاولة أخيرة للعثور علي جثته مستغلة توغل جيش الاحتلال تحاول إسرائيل جلب جثته من سوريا.. قصة الجاسوس الذي كاد يصبح رئيسا لسوريا

نشأة سكندرية

 

ولد تميلي كوهين بحسب المكتبة اليهودية لعائلة يهودية مقيمة بالإسكندرية ولها أصول سورية لينشأ كوهين خلال الثلاثينيات، وكان طموحه الدراسة الدينية ليصبح حبرا يهوديا غير أن إغلاق المدرسة اليهودية بالإسكندرية خلال الأربعينيات جعلت كوهين يتجه للتعليم الجامعي ويعتنق الفكر الصهيوني تزامنا مع بدء احتلال فلسطين عام 1948.

وظل كوهين مقيما في مصر رغم هجرة أسرته للأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان سبب بقائه بحسب الموقع الرسمي لإيلي كوهين، هو رغبته في مساعدة المخابرات الإسرائيلية، حيث ارتبط اسمه بفضيحة لافون إذ أقدم عملاء إسرائيليون عام 1954 على تفجير المكتبة الأمريكية والمسرح البريطاني بمتفجرات النيترو غلسرين بهدف إفساد العلاقات المصرية الأمريكية ليتم القبض علي العملاء وتبرئة كوهين لعدم كفاية الأدلة ضده.

هرب كوهين لاحقا لدولة الاحتلال بمجرد انتهاء حرب العدوان الثلاثي ليتزوج من يهودية عراقية ويعمل مترجما بجيش الاحتلال ثم ليقدم استقالته عام ١٩٦٠ بسبب رفض الموساد قبول انضمامه ما جعل كوهين يترك العمل العسكري ويصبح موظف تأمينات لفترة قصيرة.

ذكر المر٤رخ الإسرائيلي يوسي كاتس إن الموساد قد احتاج كوهين بعد استقالته نظرا لبراعته باللغة العربية نظرا لبدئ الموساد عملية استخباراتية في سوريا ليتم تجنيد كوهين بالموساد واعطائه التدريبات اللازمة وهوية مزيفة. لرجل أعمال سوري باسم كامل أمين ثابت.

أراد الموساد جعل ظهور كوهين منطقيا لذلك بدأ عمله في الجالية السورية بالأرجنتين ليقوم خلال تلك الفترة بانفاق الكثير من المال لصالح مبادرات وطنية سورية ما زاد شهرته بين السوريين في الأرجنتين.

تبرع كوهين، أيضا لحزب البعث السوري والذي كان محظورا عام 1961 ما جعل كوهين أو كامل أمين مقربا للحزب الذي تمكن من عمل انقلاب ناجح والسيطرة علي الحكم في سوريا.

واستغل كوهين الوضع الجديد ومدي قربه من الحزب الحاكم حديث العهد بالسلطة ليدخل سوريا بداية. عام 1962 وفقا لأوريم برس، حيث عمل علي التقرب من المسؤولين الحكوميين وقادة الجيش ولم ينقطع خلال تلك الفترة عن تبادل الرسائل مع الموساد بواسطة جهاز اللاسلكي الخاص به.

واستخدم كوهين وفقا لنيو يورك تايمز الخمر والعاهرات والحفلات في بيته كوسيلة لجمع المعلومات من القادة، والمسؤولين إذ تسربت معلومات خطيرة لدولة الاحتلال عن نوعيات الدبابات والطائرات الحربية التي تستوردها سوريا من الاتحاد السوفييتي وكذلك خطة سورية لحجز مياه الأنهار عن الأراضي المحتلة وخطط الجيش السوري للتصدي لأي هجمات إسرائيلية.

وزاد كوهين في نشاطه الاستخباراتي لدرجة زيارته للجولان قبل احتلاله وتصوير المواقع والتحصينات وأكثر من ذلك أنه زرع أشجارا بالجولان بحجة أنها لتظليل الجنود وفي واقع الأمر كان يتخذها علامات لرسم خريطة محكمة تفيد جيش الاحتلال الإسرائيلي وذلك بحسب المؤرخ سايمون دونستون.

السقوط والنهاية

 

قامت دولة الاحتلال بتصرف غريب وفقا للمجموعة 73 مؤرخين فيما يتعلق بكوهين إذ كررت نشر معلومات أرسلها كوهين عن سوريا في القنوات التلفزيونية باللغة العربية ما جعل القيادات السورية تتشكك بالأمر ومن قد يكون وراء تلك المعلومات وكان ذلك سببا لبداية البحث عن جاسوس محتمل في المستويات العليا للقيادة.

وتعددت الروايات حول الأحداث المباشرة للقبض علي كوهين عام 1965، إذ بحسب الرواية الرسمية للحكومة السورية فإن الحكومة رصدت نشاط لاسلكي لا يتبع للمخابرات السورية وبعد استقدام جهاز حديث لتتبع الموجات من ألمانيا الغربية تمكنت القوات السورية من الوصول لمصدر الموجات وتبين أنه بيت كوهين المعروف بكامل أمين.

قاد الضابط أحمد السويداني عملية القبض علي كوهين وكان الضابط من المتشككين مسبقا بأمر كوهين حيث أنكر كوهين في البداية امتلاكه لأي جهاز لا سلكي ولكن بالصدفة تعثر أحد العساكر السوريين بستارة معلقة ليسقط من أعلاها جهاز لا سلكي مخبأ ما جعل التهمة تثبت علي كوهين.

وشك المحققون أثناء الاستجواب في ديانة كوهين المدعي للإلام ما جعلهم يطلبون منه قراأة الفاتحة وهو ما لم يستطيع كوهين فعله ليتخذ التحقيق مسارا مختلفا في استجواب كوهين حول أن يكون عميل إسرائيلي الجنسية.

وتمت محاكمة كوهين لاحقا والحكم عليه بالاعدام لتخوض دولة الاحتلال العديد من الوساطات المطالبة بالافراج عنه تضمنت وساطة للاتحاد السوفييتي ووساطة من دولتي بلجيكا وفرنسا وبابا الفاتيكان يقابلها رفض سوري ثابت.

علي طبلية الاعدام

تم جلب كوهين صباح الـ18 من مايو 1965 لساحة المرج بالعاصمة السورية دمشق لتنفيذ الاعدام الميداني وذلك بعد أن وافقت الحكومة السورية علي طلبين أخيرين لكوهين بأن يحضر الحبر السوري الأكبر عملية الاعدام وأن تقوم الحكومة السورية بتسلم رسالته الأخيرة واعطائها لأسرته الإسرائيلية.

وتم تنفيذ الإعدام وتصويره بمقطع يزيد عن النصف دقيقة موثقا اللحظات الأخيرة بحياة الجاسوس الإسرائيلي الأشهر.

طالبت زوجة كوهين برسالة لأحد مسؤولي الحكومة السورية للرئيس السابق حافظ الأسد بالسماح عن الغلطة التي فعلها كوهين واعادة جثته لأسرته ولكن رفضا سوريا قابل تلك الرسالة.

وصرح منذر العسلاوي مدير مكتب حافظ الأسد في عام 2007، أن القوات السورية غيرت مكان دفن كوهين 3 مرات تجنبا لعمليات اسرائيلية خاصة استهدفت العثور علي رفاة كوهين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك