جمال الشاعر: مصر بها تنوع ثقافي وطرز معمارية مبهرة محفوظة من التاريخ بعلامتين النصر - بوابة الشروق
الثلاثاء 18 مارس 2025 2:56 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

جمال الشاعر: مصر بها تنوع ثقافي وطرز معمارية مبهرة محفوظة من التاريخ بعلامتين النصر

شريف حربي
نشر في: الإثنين 17 مارس 2025 - 1:13 م | آخر تحديث: الإثنين 17 مارس 2025 - 1:14 م

 

افتتح الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، المعرض الاستيعادي "مآذن وقباب من حكايات المحروسة"، بقصر الأمير طاز، وذلك في إطار مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا" التي أطلقها الجهاز، بتكاتف كل عناصر الدولة في الحفاظ على قلب القاهرة، الحي والنابض الثري بتراثها العمراني والمعماري المتميز ونسيجها الشعبي المتلاحم، ما يدعو لتضافر جهود الدولة في الحفاظ على هذه المدينة الحية.

وتحدث فيها الدكتور محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الآثاريين العرب وأستاذ التاريخ والآثار الإسلامية، عن الليالي الرمضانية في "حكايات المحروسة" ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم الذي ترسخت في عصر الدولة الفاطمية بدءا من العمارة الفاطمية التي تبدأ بسور القاهرة الشمالي، وباب الفتوح، وباب زويلة، ومنطقة بين القصرين بالمعز.

وأكد أن الاحتفالات في عصر الدولة الفاطمية كانت تبدأ بحلول الشهر المعظم بعد ثبوت الهلال، وتبشير الخليفة بنتيجة الرؤية وتوزيعه المنح والعطايا للرعايا، حيث تدق طبول المسحراتي لكل منطقة وإعلان الصيام فكل مظاهر الاحتفالات الرمضانية كانت من نتاج الدولة الفاطمية بطقوسها التي مازالت حكايتها المحروسة نحتفل بها حتى الآن.

وأوضح أن الدولة الفاطمية كانت تحتفل بعرض خروج كسوة الكعبة من القلعة في أول يوم شوال على 5 حوامل حتى تلحق الحج بمباركة الخليفة، وشبه الكحلاوي مسجد عمرو بن العاص بالكعبة المشرفة بمصر، حيث إنه المسجد الوحيد الذي بناه صحابة رسول الله، كما وصف مشهد صلاة التراويح به كالصلاة في الحرم المكي، حيث إن له نفس الروحانيات، كذلك يتمتع المسجد خلال صلاة العيد بطقوس فريدة توارثناها من العهد الأموي.

وسرد الكحلاوي خلال حديثه حكاية مدفع الإفطار التي كانت صدفة، لكنها لاقت استحسان المصريين ومازالت موجودة ونتوارثها حتى يومنا هذا.

كما تحدث الكحلاوي عن التطور العمراني للقاهرة التاريخية الفاطمية الشامخة حتى الآن، وعرض قصة بناء قصر الأمير طاز "مقر الندوة"، وحاكمه ومراحل تطوره وإعادة إحيائه.

كما تحدث الدكتور أيمن فؤاد المؤرخ والمفكر المصري المتخصص في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية عن القاهرة التي تتسم بأنها رابع العواصم الإسلامية لمصر بعد الفسطاط للقائد عمرو بن العاص، ثم العسكر بقدوم الدولة العباسية، ثم العاصمة التي بناها أحمد بن طولون التابعة لمدينة القطائع للدولة العباسية، ثم العاصمة التي بناها جوهر الصقلي، وهي أول مدينة مسورة بأسوار وبوابات بناها أمير الجيوشي الجمالي، وتبدأ بسور القاهرة الشمالي، وباب النصر، مرورا بمسجد الحاكم بأمر الله، ثم تم بناء القصرين بشارع المعز، وبينهما مجموعة الناصر قلاوون، ومسجد أحمد بن طولون مروراً بباب زويلة ومئذنتيه.


وأضاف فؤاد، أن مدينة القاهرة هي المدينة الوحيدة التي بها أثار وطرز معمارية تراثية إسلامية في العالم، ولابد من الحفاظ عليها وإدراجها على قائمة السياحة العالمية.

من جانبه أوضح الدكتور جمال الشاعر، الذي أدار الندوة، أن مصر بها تنوع ثقافي وطرز معمارية متنوعة ومبهرة ومحمية ومحفوظة من التاريخ بعلامتين النصر التي حباهم الله لهما، كما تناول المتحدثون الأهمية التاريخية والمعمارية للمآذن والقباب في مصر، ودورها في تشكيل الملامح البصرية للقاهرة التراثية.

وأوضح رئيس الجهاز، أن ثراء التراث المعماري المصري وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الطابع العمراني المميز للقاهرة التاريخية القلب النابض للمدينة الحية التي مازالت صامدة بعمرانها وتراثها المعماري المتميز، والتي يتم الحفاظ عليها وإحيائها من خلال المبادرات التي طرحها الجهاز، والتي تعمل على تكاتف كل المصريين من خلال مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا ".

حضر الندوة قيادات وزارة الثقافة، كما شهد حفل الافتتاح مجموعة من أساتذة الآثار والعمارة والتاريخ من مختلف جامعات مصر ولفيف من المهتمين وعاشقى التراث بمصر.


وتضمن المعرض الذي تم افتتاحه على هامش الندوة حوالي 110 صور فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن بالمساجد وكأنها آيادي مرفوعة للسماء بالدعاء ومكان إطلاق الدعوة لمواقيت الصلوات الخمس كل يوم.


يذكر أن مدينة القاهرة تتميز بالتنوع الهائل بالمآذن عن أي مدينة إسلامية أخرى، حتى أطلق عليها مدينة الألف مئذنة.

ويستعرض المعرض رحلة تطور طرز تصميم المآذن عبر العصور الإسلامية المختلفة بدءاً بالعصر العتيق الأموي والإخشيدي والطولوني مروراً بالعصر الفاطمي ثم الأيوبي، كما يركز المعرض على تطور المآذن والوصول إلى النماذج الرائعة المختلفة للمآذن المصرية في العصر المملوكي، مثل مآذن قايتباي بالقرافة، والسلطان حسن، والمنصور قلاوون، والناصر محمد ابن قلاوون، وتستكمل رحلة تطور المآذن بالعصر العثماني، وعصر أسرة محمد علي، وصولاً للعصر الحديث والذي ما زال المعماريون يقتبسون تصميماتهم من التراث المعماري الهائل من المآذن المختلفة بالقاهرة المحروسة.


واستعرض المعرض أيضاً تاريخ القباب وأنواعها المختلفة التي تعلو أضرحة أو تغطي أجزاءً من المسجد وأحياناً تغطي بيت الصلاة بالكامل في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي.

وعلى هامش المعرض تم عرض فيلم تسجيلي عن أهم المآذن والقباب بالقاهرة ومدى تميزها عبر العصور الإسلامية المختلفة، والذي أخرجه أحمد فرج.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك