أعلنت الممثلة وعارضة الأزياء الإسرائيلية جال جادوت في مقابلة مع إحدى البرامج التابعة للتليفزيون الإسرائيلي، عن إحباطها بسبب ضعف وفقر الإيرادات التي حصدها أحدث أفلامها السينمائية "Snow White –بياض الثلج"، والذي لم يحقق منذ طرحه شهر مارس الماضي سوى 205.6 مليون دولار عالمياً، رغم أن تكلفة إنتاجه تراوحت بين 240 و270 مليون دولار أمريكي، أي خسارة تقترب من 65 مليون دولار.
"سنو وايت" هو إعادة تصور حي لقصة الخيال العلمي المشهورة التابعة لشركة ديزني، وتجسد شخصية الأميرة سنو وايت وأكلها للتفاحة السامة التي أعطتها لها ساحرة شريرة، ويشترك في بطولة الفيلم جال جادوت وراشيل زيجلر، ومن إخراج مارك ويب وإنتاج شركة ديزني.
وأثناء حديثها للبرنامج الإسرائيلي "The A talks"، عبرت جادوت عن إحباطها من الإيرادات الفقيرة التي حصدها الفيلم منذ طرحه في شهر مارس الماضي، ولم تخف أن السبب بشكل جزئي يعود لحدة الصراع المتزايدة على خلفية حرب غزة التي بدأت قبل عامين تقريباً، وقالت "ضعف الإيرادات يكمن في الضغط داخل هوليود للحديث ضد إسرائيل، فهناك ضغوط مؤكدة على عدد كبير من المشاهير للحديث ضد إسرائيل، وهذا يحدث في مجالات وصناعات كثيرة أخرى".
وأثناء الحديث، لم تخفِ محاولاتها لتوضيح الصورة القائمة على أرض الواقع -تقصد حقائق الحرب ودوافعها من الجانب الإسرائيلي-، ولكنها عادت لتقول "في النهاية الناس يتخذون قراراتهم الخاصة ولا يمكن منع ذلك، وبصراحة لا أنكر أنني محبطة للغاية بسبب تأثر الفيلم بشكل كبير بما يحدث على أرض الواقع، ولا يسعنا في النهاية سوى الاستسلام لحقيقة أن الحياة مكسب وخسارة".
فيلم "سنو وايت" لم يكن حظه جيد في العموم حتى قبل طرحه في صالات السينما، فقد واجه جدلاً كبيراً وهذا كان نذير لخسارة مرتقبة ينتظرها العمل، حيث بدأ الأمر بمنشور لبطلة الفيلم رايتشل زيجلر وقت عرض التريلر الدعائي في أغسطس الماضي، وقالت فيه "تذكروا دائماً أن فلسطين حرة"، وهو الأمر الذي أثار حفيظة شركة ديزني المنتجة للفيلم واعتبرت هذا المنشور "خلطأً بين الترويج للفيلم والقضايا السياسية".
وفضلاً عن التناقض الواضح بين بطلتي العمل وميولهما السياسية، فمعروف عن جال جادوت أنها إسرائيلية مولودة في بلدة تابعة للكيان وخدمت فترة من حياتها في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما رايتشل زيجلر معروفة بآرائها المؤيدة لفلسطين وفي ذات الوقت المنتقدة للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
وعقب نجاح ترامب في انتخابات الرئاسة الامريكية، فإن زيجلر كتبت منشوراً تنتقد فيه ناخبي ترامب بلفظ مسيئ وهو ما أثار حفيظة شركة ديزني مجدداً لدرجة أنهم اضطروا للتدخل لإدارة حساباتها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقبل نزول الفيلم في صالات السينما، تعرضت جال جادوت التي تجسد الساحرة الشريرة لتهديدات بالقتل على إثر تصاعد حدة الحرب في قطاع غزة.
ولكن كل تلك الجدل ليس إلا نقطة في بحر الانتقادات التي واجهت الفيلم بعد عرضه، بسبب كم التعليقات السلبية على سياقه الفني، وأبرزها عدم استحسان الجمهور لاستبدال فكرة الأقزام السبعة بشخصية خيالية في محاولة لتغيير الصورة النمطية لفيلم الكارتون الشهير، حتى أن بطلته رايتشل زيجلر كانت لها آراء منتقدة للفيلم الأصلي والتي اعتبرته "قديم" ووصفت الأمير في القصة أنه "مطارد"، وهي التصريحات التي قوبلت بعاصفة من النقد الشعبي في أمريكا.
كما تم انتقاد الفيلم على المستوى البصري، فقد اشتكى عدد من النقاد من الألوان الباهتة والتأثيرات المرئية التي تفتقد للواقعية والحيوية، وتم توجيه تعليقات سلبية عديدة لأداء جال جادوت الذي وصفه عدد منهم بـ"الضعف" في أداء الملكة الشريرة، بينما تم مدح أداء زيجلر التي وصفوها ب"البراءة المشعة".
وبسبب المواقف السياسية وجنسية جال جادوت، فقد تم منع عرض الفيلم في عدة دول ومنهم لبنان والكويت، ومنعت الأردن عرضه بعد حملات شعبية عديدة، بينما صرحت بعرضه كلاً من مصر والإمارات وقطر والسعودية.
وبسبب جنسية جال جادوت الإسرائيلية وميولها السياسية المعروفة ودعمها المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي عبر صناديق دعم في أمريكا، فقد تم منع عرض عدة أفلام سابقة لها في دول عربية، وأبرزها فيلم "Wonder woman – امرأة مذهلة" عام 2017، و"Death on the Nile – موت على ضفاف النيل" عام 2022.