الشروق داخل متحف السادات بمكتبة الإسكندرية.. رحلة بين مقتنيات بطل الحرب والسلام - بوابة الشروق
الإثنين 20 أكتوبر 2025 8:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

الشروق داخل متحف السادات بمكتبة الإسكندرية.. رحلة بين مقتنيات بطل الحرب والسلام

محمد صابر
نشر في: الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 11:55 ص | آخر تحديث: الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 11:55 ص

"عاش من أجل السلام، واستُشهد من أجل المبادئ" عبارة تزين مدخل متحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمكتبة الإسكندرية، لتظل شاهدًا على مسيرة زعيم خلد اسمه في سجل التاريخ المصري الحديث، وصنع بقراراته ملامح مرحلة استثنائية جمعت بين الحرب والسلام.

يُعد متحف السادات أحد أبرز الأجنحة التوثيقية في مكتبة الإسكندرية، إذ يحتفظ بكنوز نادرة من تاريخ مصر الحديث، تروي فصول حياة الرئيس الراحل منذ طفولته حتى لحظة اغتياله، مرورًا بقرار العبور في أكتوبر 1973، واتفاقية السلام التي غيّرت وجه المنطقة.

منذ اللحظة الأولى لدخول الزائر، تستقبله منحوتة نصفية للسادات بالزي العسكري، وقد نُقش أسفلها «عاش من أجل السلام واستُشهد من أجل المبادئ»، وتحيط بالتمثال عشرات الفتارين الزجاجية التي تضم خطابات ووثائق وصورًا أرشيفية وأوسمة ونياشين حصل عليها الرئيس الراحل من مصر وعدد من دول العالم.

وقال الدكتور عمرو مصطفى شلبي، مدير متحف السادات، إن عائلة الزعيم الراحل محمد أنور السادات، وجيهان السادات، أهدتها مقتنياته إلى مكتبة الإسكندرية لتظل شاهدًا على واحدة من أنصع صفحات التاريخ المصري الحديث.

وأضاف شلبي في تصريحات لـ"الشروق"، أن المتحف يُعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل في مدينة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن الزائر قبل دخوله يشاهد عرض «بانوراما التراث» (Culturama)، الذي يوثق مسيرة السادات، ويضم لقطات فيديو نادرة أهداها التليفزيون المصري، تشمل خطابات وتقارير لمراسلين أجانب، وفيلم «السادات: أكشن بيوجرافي»، إلى جانب وثائق عملية السلام المصرية–الإسرائيلية، وحرب أكتوبر، ومجموعة من التسجيلات التي لم تُذع من قبل في مصر أو الخارج.

وأوضح شلبي أن المعروضات تتنوع بين الأوسمة والشارات الذهبية، أبرزها قلادة الجمهورية التي أهداه إياها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووشاح القضاء الذي تلقاه من رجال القضاء عقب حركة التصحيح عام 1971، إلى جانب وسام النيل والنجمة العسكرية وأوسمة العلوم والفنون والرياضة والعمل، بالإضافة إلى جواز السفر الشخصي.

وأشار شلبي إلى أن المتحف يضم أيضًا مجموعة من السيوف التذكارية المهداة إلى الرئيس الراحل من قادة عرب وأجانب، من بينها سيف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسيف من الهند، وآخر من أحد أبناء العريش أهداه له يوم رفع العلم في مايو 1979، فيما يحتل سيف الشرف للجيش الثاني الميداني مكانة مميزة بين المعروضات.

كما يحتوي المتحف على أوسمة ونياشين أجنبية حصل عليها السادات من دول عدة، منها يوغوسلافيا وماليزيا وتونس واليونان والمغرب والنمسا، إضافة إلى عملة تذكارية من بابا الفاتيكان والمفتاح الذهبي لمدينة بيتسبرغ الأمريكية.

وأضاف شلبي أن المتحف يضم ركنًا للصور النادرة يوثق أبرز محطات حياة السادات، من حرب أكتوبر إلى زيارته التاريخية للقدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، كما يشمل صورًا له أثناء دراسته بالكلية الحربية، وأخرى وهو بقَفص الاتهام في قضية اغتيال أمين عثمان عام 1946، التي نشرتها الصحف وقتها مصحوبة بصوره داخل قاعة المحكمة.

وأوضح مدير المتحف أن هذه الصور تهدف إلى توثيق جميع مراحل حياة الرئيس الراحل منذ نشأته وحتى رحيله، مشيرًا إلى وجود صور نادرة له خلال مراحل الإعداد لاتفاقية السلام وجولاته في عدد من الدول الأجنبية، إضافة إلى صورة تجمعه بالرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، التُقطت أثناء زيارة السادات للولايات المتحدة.

ويُعد ركن الملابس الشخصية من أكثر الأركان جذبًا للزوار، إذ يعرض بدلات السادات المدنية والعسكرية، حيث تضم الفاترينة الأولى بدلة الرئيس الشهيرة، والبيجامة، والروب دي شامبر، والكرافت الخاص به، والبايب، إلى جانب نسخة من كتابه «البحث عن الذات» الذي صدر لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1978 باللغة الإنجليزية.

أما الفاترينة الثانية، فتضم البدلة العسكرية التي ارتداها السادات خلال العرض العسكري عام 1976، إضافة إلى عصا المارشالية التي حملها للمرة الأولى في عرض عام 1977، وكانت هدية من القوات المسلحة.

وتضم الفاترينة الثالثة العباءة والجلباب اللذين كان يرتديهما خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، إلى جانب المصحف الخاص به وسجادة الصلاة.

أما الفاترينة الرابعة، فتضم بدلتين عسكريتين؛ الأولى كُحلية اللون ارتداها السادات خلال الافتتاح الثاني لقناة السويس في ديسمبر 1980 وتحمل رتبة المشير، أما الثانية سوداء اللون وتحمل رتبة الفريق أول، إلا أنه لم يرتدها في أي مناسبة رسمية، وأسفلها مجموعة من الصور العائلية التي تجمعه بزوجته السيدة جيهان السادات وأبنائه.

وقال شلبي، إن المتحف يضم جهاز الراديو الخاص بالرئيس الراحل، وتسجيلًا صوتيًا نادرًا له وهو يتلو آيات من القرآن الكريم بصوته، فضلًا عن مكتبه ومكتبته الشخصية التي تحتوي على عدد من أندر الكتب المهداة إليه.

كما تشمل المقتنيات خطابات مكتوبة بخط يده باللغتين العربية والإنجليزية، من بينها قرار العبور وقصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءًا منها على زوجته، إضافة إلى مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.

ويضم ركن الاغتيال آخر صورة للسادات قبل لحظات من استشهاده، وهو ينظر إلى الطائرات في السماء، إلى جانب البدلة العسكرية الملطخة بالدماء التي كان يرتديها يوم الحادث، وساعته الشخصية التي ما زالت تحمل آثار الدماء.

واختتم شلبي تصريحاته بالإشارة إلى أن متحف السادات احتفل بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر للعام العاشر على التوالي، بناءً على توجيهات الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، من خلال مسابقة ثقافية شهدت إقبالًا واسعًا من الجمهور.

وأوضح أن المسابقة تضمنت 15 سؤالًا حول مقتنيات المتحف، حيث شارك الزوار في البحث عن الإجابات خلال جولتهم داخل القاعات، وتم في ختام الفعالية اختيار عشرة فائزين وتكريمهم بإهدائهم مجموعة من إصدارات مكتبة الإسكندرية التي تتناول تاريخ مصر الحديث.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك