يضع مهرجان ميدفست مصر في خطته الرئيسية الطب النفسي كشريك أساسي في فعالياته، سواء عقب عرض الأفلام، أو في جلسات نقاشية منفردة، وفي إحدى فعاليات المهرجان أقيمت جلسة بعنوان "هدوء نسبي.. في عالم ملئ بالتغيرات السريعة"، كان ضيوفها الدكتورة منى الرخاوي، رئيس قسم الطب النفسي السابق بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية الدولية للعلاج الجماعي، والإعلامية ناردين فرج، والفنانة يسرا اللوزي، والفنان عمرو جمال.
استكشف النقاش المفتوح بين الضيوف وبمشاركة الجمهور أيضاً، قضايا التوازن والصحة النفسية، وتطرق الحديث إلى استراتيجيات خلق المساحات، وإدارة الضغوط، وحماية الصحة النفسية وسط ضغوط الحياة الحديثة الشخصية والمهنية.
وفي هذا السياق تحدثت يسرا اللوزي عن أهم المحطات في حياتها، وهو ولادة ابنتها الأولى، وقالت: "عندما أصبحت أما كانت هذه أهم محطة حدثت في حياتي، لأن في هذه المرحلة بدأت أتعرف على نفسي الجديدة، شخصية جديدة اتولدت مع الطفلة، وخاصة إني أم لطفلة لديها مشكلة في السمع، كان أكبر صدمة في حياتي، لكن مع الوقت اكتشفت إن هذا الأمر أصبح أكثر شيء مهم حدث لي".
وأضافت: "مع مرور الوقت دخلت في صراع مع أولوياتي، ومسؤوليات الأمومة، هل أنا كنت شخص مستقل قبل أن أصبح أما، ومع بعض الوقت استطعت أن أصل للتوازن، بين أن أكون أم، وأني شخص مستقل لدي طموحات وأفكار وحياة ذاتية، من غير شعور بالذنب، لأن شعور الذنب من أشد الأمور التي تهاجم الأمهات، لكن الطب النفسي ساعدني كثيرا في هذه الرحلة، والثيرابي أصبح جزء لا يتجزأ من حياتي".
موضحة أن الضغوط عليها أكثر، "كأم مشهورة كمان دا بيعرضني لكثير من الضغوط، زي الصورة العامة اللي بظهر بيها على الجمهور، ويحصل تعليقات كتير من الناس ويحصل تنمر أو تعليقات سلبية على جسمي وشكلي، ودا ممكن يدمر ثقتي بنفسي ويكرهني في شكلي، وحصل فعلا في فترة من الفترات".
وتحدثت ناردين فرج في نفس النقطة، وهي الشعور بالذنب لدى الأمهات تجاه أطفالهم، "أخذت قرار مبكر وتركت عملي في الراديو لكي استطيع العناية بأولادي، رغم أني كنت في بداية عملي كمذيعة، لكن أطفالي وقتها كان أولى مسؤولياتي، وكان لازم اختارهم، ولا يزال اختيارهم هو أول أمر بالنسبة لي، اعتذر كثيرا عن أعمال مهمة لكي أكون معهم، لأن وعدتهم بالتواجد أو حضور حدث ما، في وقت اعتذرت عن فيلم سينما عشانهم، كل مرحلة ليها أولويات، ومهم نعرف نرتب أولوياتنا".
وعلقت الدكتورة منى الرخاوي في هذا السياق: "مهم فعلا نرتب أولوياتنا، ومش لازم نجري طول الوقت عشان ميحصلش لينا استنزاف في تلبية الحاجات الخارجية والداخلية، مهم لحظات الصمت والتأمل في حياة الفرد، الهدوء النسبي، عشان نعيد تفكير وترتيب الأولويات، واسأل نفسي : أنا مين وعايز إيه في اللحظة الحالية".
يذكر أن مهرجان ميدفست اُفتتح الأربعاء ١٧ سبتمبر، بحضور عدد من صناع السينما، مثل أمير رمسيس ويسرا اللوزي وأمينة خليل التي جرى تكريمها في حفل الافتتاح، ومتخصصون في الطب النفسي مثل دكتورة منى الرخاوي والدكتور نبيل القط.
وقد انطلق مهرجان ميدفست مصر للمرة الأولى عام 2017 كفعالية سنوية تجمع بين صناع السينما والأطباء والمتخصصين النفسيين والجمهور في تجربة فريدة تمزج بين الفن والصحة من خلال عروض الأفلام من مصر والعالم، والحلقات النقاشية، وورش العمل؛ بهدف إبراز دور السينما في التعبير عن التحديات الإنسانية، وفتح مساحة للتفاهم في المجتمع.