• تجربة سينمائية مناسبة لكل أفراد العائلة.. وسيُعرض في كوريا واليابان والصين وكندا
يُعرض حاليا في السينمات المصرية فيلم "أوسكار عودة الماموث" قصة أحمد حليم، وسيناريو وحوار مصطفى عسكر وحامد الشراب، ومن إخراج هشام الرشيدي، وبطولة أحمد صلاح حسني، وهنادي مهنا، ومحمد ثروت، والساحر السعودي أحمد البايض، ومحمود عبدالمغني.
ويقدم صناع فيلم "أوسكار عودة الماموث" تجربة سينمائية جديدة، قلما يطرق الصُناع بابها في السينما المصرية، حيث تعتمد القصة بشكل أساسي على بناء مشاهد طويلة كاملة وأماكن تصوير بالمؤثرات VFX.
وتدور أحداث الفيلم حول خروج بعض الكائنات المنقرضة المٌخلقة جينيا في مختبرات أجنبية عن السيطرة، ومحاولة تعقب أثرها من قبل الشركة المُصنعة لها، مما يدفعهم لخلق الفوضى في شوارع القاهرة، وتتقاطع هذه القصة مع قصة إنسانية لأب وطفلته، مما يخلق مزيج من المشاعر والأحداث المشوقة.
وحاول كُتاب الفيلم أنسنة قصة الصراع بين جهات أجنبية وداخلية وبين الكائنات المنقرضة، من خلال أكثر من عامل، الأول قصة الطفلة التي تفتقد الصديق بعد انفصال والدها ووالدتها، والثاني محاولة إعادة بناء العلاقة بين الأب والطفلة، والثالث إظهار الفرق بين البيئة المسالمة في تشكيل شخصية أي كائن حي حتى وإن كان حيوان منقرض مفترس وبين البيئة الموحشة التي تصنع كائن هدفه التدمير.
وفي هذا السياق، يتحدث المخرج هشام الرشيدي لـ"الشروق"، كاشفا أكثر عن تفاصيل العمل نفسه وشركة تريند VFX المسئولة عنه.
-كيف بدأت فكرة فيلم أوسكار: عودة الماموث؟
بدأت فكرة أوسكار بعد فيلم ماكو "عرض في 2021" وكان لدي تحدِ كبير حول ما يمكن تقديمه بعد التجربة الأولى ماكو، وكنت أريد صناعة فيلم مثل Jurassic Park و King Kong وغيرها من هذا النمط من الأفلام، لكن كان لدي مشكلة وهي كيف أصنع هذا العمل وأقدمه في مصر بنبرة أصيلة، ليست شبيهة بشيء أو قُدمت من قبل في أعمال أخرى عالمية، وطلبت من كريم هاشم مدير التسويق، أن يبدأ عملية بحث عميقة، حتى وصل لمعلومات عن وجود أبحاث روسية تسعى إلى إعادة إحياء كائن الماموث المنقرض، وإن خلال سنين ممكن يكون موجود بجد، ومن هنا جاءت الفكرة، إننا ننفذ فيلم عن الماموث.
-كيف استطعت تحقيق التوازن بين الإبهار البصري والقصة الإنسانية؟
الموضوع لم يكن بالنسبة لنا أننا نقدم إبهارا بصريا فقط، إنما كنا نرغب في تقديم قصة قوية، ومهم أيضا بالنسبة لي ألا أخلق فئة واحدة مستهدفة، أو شريحة واحدة من الجمهور، وكنت أريد ملائمة الفيلم للأطفال والشباب والمراهقين والكبار، وأن يكون العمل مناسبا للعائلة بأكملها، كل فرد يستطيع دخول الفيلم والاستمتاع به، وهذا كان تحدي بالنسبة لي أثناء العمل مع المؤلفين على السيناريو.
-ما هي التحضيرات قبل بداية المشروع؟
الفيلم كله رُسم على ستوري بورد، لكي نخلق تصور كامل عن الجزء الذي سوف ينفذ تقنيا بالجرافيكس، كما تم تصميم مشاهد كثيرة 3D في البداية حتى يشاهدها الممثل ويرى المشهد بصرية قبل التمثيل، لكي يعلم طريقة الحركة والتعامل داخل المشهد.
-هل يمكن اعتبار فيلم أوسكار: عودة الماموث نقلة تقنية في السينما المصرية؟
بالطبع، الفيلم أول مرة يتم إنتاجه، حجم الكرافيكس "الأعمال البصرية والتقنية" في هذا العمل مرعب، فكرة خلق بطل من الجرافيك، والناس تتعاطف معه وتحبه أمر صعب، أرى أن ذلك إنجاز وسبق بالتأكيد، وكنا مراعيين في هذا العمل المستوى العالمي، بمعنى إن أي فرد في العالم يستطيع مشاهدة الفيلم والتلاقي معه إنسانيا، الخيط الدرامي بين الأب وابنته ممكن يُترجم لأي لغة ويشعر به أي شخص، فقد تم تنفيذه لكي يكون فيلم عالمي، ويلعب على غرائز أي إنسان يقدر يشعر به. وإن شاء الله الفيلم هيتعرض في: كوريا واليابان والصين وكندا وروسيا، وأمريكا.
-ما الذي ممكن تضيفه شركة تريند VFX إلى سوق الإنتاج المصري؟
أعتقد أن شركة تريند تُضيف وما تساهم به هو الجرأة، نريد القول "يا جماعة متخافوش من النوعية دي"، هذه الأفلام تحقق أرباحا، لأن السينما بالتأكيد جزء منها صناعة، وقائمة على المكسب وهناك شخص يريد الاستثمار، وعندما كان يُطرح على الطاولة أفلام مثل هذه كان الرد "مش هتغطي الإنفاق عليها"، بينما خاضت شركة تريند المغامرة، وفتحت الباب لباقي الشركات، وأكدت أن هذا الطريق مفتوح ومُربح.
-ما هي المشكلات التي واجهت فيلم ماكو والتجربة الثانية أوسكار؟
ماكو قابل تحديات كبيرة جدا، ولكن أرى أن ذلك كان خطوة مهمة، قد يبدو أوسكار مبهر أكثر، ورُوعي فيه تفاصيل كثيرة، لم تكن موجودة في فيلم ماكو، على سبيل المثال فيلم ماكو كان مربوط بفئة محبي أفلام الفك المفترس، لكن فيلم أوسكار كما ذكرت موجه لكل أفراد العائلة، ولكن الصعوبات التي واجهت أوسكار أقل من ماكو، لأن الناس في الأول مكنتش مصدقة إن الناس في مصر ممكن تقدم النوع دا .
-ماذا تريد من شركة تريند؟
الشركة تأسست في 2018 بالتعاون مع محمد طنطاوي وأحمد شحاتة، بهدف أساسي هو إتاحة الفرصة لوجود شكل جديد لصناعة الأفلام، نستطيع من خلاله استغلال خبرات الشركة، وخوض تجربة مغايرة عن السائد والتقليدي من الأفلام، كنا نريد تقديم شيء مختلف.
-هل فيلمك القادم ينتمي لنفس العالم؟
حابب استمر في نفس النوعية، لأن الطريق قد بدأناه وأرى أنه مع كل تجربة تقبل الناس له يزيد ويحدث النجاح الحمدلله، لذلك أفضل هذا الطريق جدا ولا أفكر في تركه أو تغييره.
يذكر أن فيلم أوسكار عودة الماموث، هو التجربة الإخراجية الثانية لهشام الرشيدي في هذا النوع السينمائي، حيث سبق ذلك تقديم فيلم ماكو، ولكن فيلم أوسكار عودة الماموث يعد تجربة أكثر نضجا وجودة، ويحقق نجاحا ملحوظا في شباك التذاكر حتى الآن.
ومن مميزات العمل أنه لم ينجر نحو المبالغة في الإبهار البصري وخلق عالم كامل من الخيال، بل وضع الخيال في قالب من الواقع، من خلال توظيف أماكن معروفة بصريا للجمهور، مثل منطقة وسط البلد وشوارعها وجراج العتبة، ليكون مقرا للصراع الرئيسي والأقوى بين الشخصيات، واللافت أن الفيلم لم يسقط في فخ استنساخ التجارب الغربية، بل حاول أن يقدم هوية بصرية لها علاقة بالمكان "القاهرة" والشخصيات، مع بعض اللمسات التي تُشير إلى محاولات متقدمة في تصميم الصوت والمونتاج، خاصة في المشاهد التي تجمع بين البشر والكائنات الضخمة.