تقرير: صواريخ إيران متعددة الرؤوس المتفجرة ودقيقة الإصابة ومتنوعة في السرعة بين العادية والفرط صوتية - بوابة الشروق
السبت 21 يونيو 2025 10:05 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

تقرير: صواريخ إيران متعددة الرؤوس المتفجرة ودقيقة الإصابة ومتنوعة في السرعة بين العادية والفرط صوتية


نشر في: الجمعة 20 يونيو 2025 - 11:04 م | آخر تحديث: الجمعة 20 يونيو 2025 - 11:06 م

- إيران تملك منظومة صاروخية متعددة المستويات وضرباتها المقبلة قد تكون أشد
- طهران اعتمدت تدرجا محسوبا في استخدام قوتها الصاروخية واختبرت أولا الخصائص الإلكترونية لشبكة الدفاعات الجوية الإسرائيلية

أظهرت صواريخ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي حضورا لافتا، خاصة من خلال صاروخي "سجيل" و"فتاح"، وسط تصاعد ملحوظ في سرعة الضربات ودقتها، وذلك على امتداد 17 موجة قصف منذ بدء التصعيد في 13 يونيو/ حزيران وحتى مساء الجمعة.

ورغم عدم وجود تقديرات دقيقة لأعداد الصواريخ التي تملكها إيران، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مساء الجمعة، إن طهران "تملك 28 ألف صاروخ". فيما قدرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "إيران أطلقت نحو 400 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل" منذ بداية الرد وحتى صباح الأربعاء الماضي.

ومنذ 13 يونيو، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا واسعا على إيران ضمن عملية سمتها "الأسد الصاعد"، وشملت استهداف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ترد طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.

** "تدرج محسوب وفعّال"

وفي تعليق على تنوع وتدرج استخدام القوة الصاروخية الإيرانية ضمن عملية الرد التي سمتها طهران "الوعد الصادق 3"، قال نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق والخبير العسكري الاستراتيجي الفريق متقاعد قاصد محمود: "بغض النظر عن أسماء الصواريخ التي ليس لها أي بُعد عسكري، يبدو أن إيران تملك منظومة صاروخية متعددة المستويات".

وأضاف محمود، للأناضول، أن الصواريخ الإيرانية تتسم بخصائص متقدمة سواء من حيث الرؤوس المتفجرة، حيث ظهرت صواريخ برؤوس متعددة، أو من حيث التنوع في السرعة بين العادية والفرط صوتية، إلى جانب دقة الإصابة العالية.

ولفت إلى أن طهران اعتمدت تدرجا محسوبا في استخدام قوتها الصاروخية، ونجحت في ذلك، موضحا: "بدأت إيران هجومها بعدد كبير من الصواريخ، لكن بعدد إصابات محدود، وكأنها كانت تجربة ميدانية أولى لاختبار الخصائص الإلكترونية لشبكة الدفاعات الجوية الإسرائيلية".

وأشار إلى أن إيران ركزت في اليومين الأول والثاني من الهجمات على جمع معلومات فنية عن قدرات أنظمة الرادار والدفاع الصاروخي الإسرائيلية، ما مكنها لاحقا من اختيار نوع الصواريخ المناسب بدقة وتطويرها بما يتلاءم مع الأهداف دون أن تتعرض للإسقاط أو التشويش، معربا عن اعتقاده بأن "الضربات الإيرانية المقبلة قد تكون أشد".

** تفاصيل الاستهداف

وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية صادرة عن الحرس الثوري الإيراني ووسائل إعلام محلية، تكشف تفاصيل رد طهران على الهجمات الإسرائيلية عن تطور نوعي في الأسلحة المستخدمة والأهداف. وجاءت تفاصيل موجات الرد وأنواع الأسلحة على النحو الآتي:


أولا: عدد موجات الرد الإيراني

نفذت إيران 17 موجة رد ضمن عملية "الوعد الصادق 3" منذ بدء التصعيد العسكري في 13 يونيو وحتى مساء الجمعة الـ20 من الشهر ذاته.

ثانيا: الأماكن المستهدفة

مناطق واسعة داخل إسرائيل أبرزها تل أبيب الكبرى والنقب ومدن القدس وحيفا وبئر السبع.

ومن أبرز الأهداف التي تم قصفها: قواعد عسكرية مثل "نفاتيم" و"حاتسريم" الجويتين، ومؤسسات استخبارية مثل معسكر استخبارات الجيش في تجمع غاف يام التكنولوجي، ومقر القيادة والاستخبارات للجيش الإسرائيلي (IDF C4I).

إضافة إلى منشآت صناعات دفاعية، ومراكز قيادة وسيطرة للجيش، ومؤسسات داعمة للعمليات العسكرية، مثل مركز "وايزمان" البحثي، ومركز للتكنولوجيا المتقدمة والأبحاث والأمن السيبراني في بئر السبع، وبنية اقتصادية مثل ميناء حيفا.

ثالثا: الأسلحة المستخدمة

شنت طهران هجماتها باستخدام أسلحة مركبة تشمل صواريخ باليستية بعيدة المدى وفرط صوتية، وطائرات مسيرة هجومية وانتحارية، بحسب ما ورد في بيانات الحرس الثوري وتقارير وكالتي "تسنيم" و"مهر" الإيرانيتين.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، بينها إذاعة الجيش والقناة "12" الخاصة، أن أحد الصواريخ المستخدمة في الضربة الأخيرة، مساء الجمعة، كان مزودا برأس حربي متشظ يحوي 26 صاروخا صغيرا، ما تسبب بـ"أضرار جسيمة ضمن دائرة نصف قطرها مئات الأمتار".

وفي تقرير نُشر في 16 يونيو، كشفت وكالة "مهر" أن القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري راعت في تطوير هذه الصواريخ تعزيز القوة التدميرية وزيادة السرعة الفعلية للمقذوفات.

وأشارت الوكالة إلى أن عمليات "الوعد الصادق 3" شملت إطلاق أنواع متعددة من الصواريخ الباليستية، منها: "عماد" و"قدر" و"خيبر شكن" و"حاج قاسم" و"فتاح" و"سجيل".

وأضافت أن مقارنة هذه الجولة بردود سابقة مثل "الوعد الصادق 1" (في أبريل/ نيسان 2024) و"الوعد الصادق 2" (في أكتوبر/ تشرين الأول 2024)، تُظهر تصاعدا واضحا في القوة التدميرية ودقة الصواريخ وسرعتها، وهو ما يشير إلى تطور تقني لافت في المنظومة الصاروخية الإيرانية.

ومن أبرز الصواريخ الإيرانية المستخدمة:

1- صاروخ "سجيل".. دخول الترسانة الثقيلة

في 18 يونيو الجاري، أعلن الحرس الثوري الإيراني في الموجة الـ12 من الرد، بدء استخدام صواريخ "سجيل" بعيدة المدى والثقيلة جدا، واصفا إياها بأنها "ترسانة رد صاروخية تُستخدم لأول مرة بهذا النطاق والكمية".

ونقلت وكالة "تسنيم" استنادا إلى صور نشرتها جهات عسكرية محلية، أن القوات الإيرانية استخدمت صواريخ "سجيل" بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر لأول مرة في هجوم مباشر على إسرائيل.

وبحسب مصدر أمني إسرائيلي تحدث لإذاعة الجيش، فإن "إيران بدأت فعليا استخدام صواريخ ثقيلة تحمل رؤوسا متفجرة تزن حتى طن ونصف، ما يمثل تصعيدا خطيرا في طبيعة التهديد".

وأوضح موقع "Missile Threat" المتخصص بتعقب أنظمة الصواريخ أن "سجيل" ينتمي إلى عائلة الصواريخ الباليستية ذات المرحلتين ويعمل بالوقود الصلب، وجرى تطويره منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي. ويُشبه في تصميمه صواريخ "شهاب-3" الإيرانية، مع قدرة على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي لتفادي أنظمة الاعتراض.

ويبلغ طول صاروخ "سجيل" 18 مترا، وقطره 1.25 متر، ويزن حوالي 2.3 طن، ويحمل رأسا حربيا يزن 700 كلغ، ويصل مداه إلى 2000 كلم، كما يمكنه حمل رؤوس حربية نووية.

2ـ صاروخ "فتاح".. السرعة الخارقة والمناورة

في نفس اليوم (18 يونيو)، أعلنت طهران في الموجة الـ11 من الرد استخدامها صواريخ "فتاح" من الجيل الأول، مؤكدة أن هذه الصواريخ "تفوقت على أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية وزلزلت الملاجئ".

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن إيران تصف "فتاح 1" بأنه صاروخ يفوق سرعة الصوت بعدة مرات (فرط صوتي).

ونقلت الشبكة عن فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الصاروخ مزود بـ"مركبة قابلة للمناورة"، ما يجعله قادرا على تفادي منظومات الدفاع الجوي خلال الطيران.

وبحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، فإن "فتاح" أول صاروخ باليستي فرط صوتي إيراني، يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، ويتميّز بمناورات دقيقة وسرعة خارقة تراوح بين 13 و15 ماخا.

أما وكالة "مهر"، فأفادت بأن الصاروخ ينتمي إلى عائلة "فتاح" الباليستية التكتيكية، ويعمل بالوقود الصلب، ومزوّد برأس حربي كروي وفوهة متحركة تتيح له تغيير المسار في الثلث الأخير من الرحلة.

وأوضحت أن الصاروخ يسير في مسار محدد حتى المرحلة الأخيرة (على بعد نحو 500 كلم من الهدف)، وعند تشغيل محرك الدفع الثانوي، تزداد سرعته إلى 3 أضعاف، ويبدأ المناورة وتغيير المسار بشكل يعطل حسابات الرادارات ويُصعّب اعتراضه.

وقد كُشف عن "فتاح" لأول مرة في يونيو 2023، ويُعد من أكثر الصواريخ الإيرانية تقدما من حيث القدرة على التخفي وتجاوز الدفاعات الجوية.

** رابعا: تأثير الاستهداف

أظهرت بيانات الحرس الثوري الإيراني وتغطيات وسائل الإعلام المحلية أن الهجمات الصاروخية الإيرانية تميزت بكثافة نيرانية غير مسبوقة ودقة عالية في الإصابة.

وأكدت تلك المصادر أن القدرة الهجومية للصواريخ الباليستية الإيرانية في تصاعد مستمر، في ظل إدخال نماذج متطورة من الأسلحة بعيدة المدى وفرط الصوتية إلى ساحة المواجهة.

خامسا: حجم الأضرار

في الجانب الإسرائيلي:

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، الجمعة، أن الهجمات الصاروخية الإيرانية أسفرت عن إصابة 2517 شخصا، بينهم 21 حالة خطيرة، و103 متوسطة، والباقي إصابات طفيفة.

ورغم هذا العدد الكبير من الجرحى، تُصر السلطات الإسرائيلية على أن عدد القتلى لم يتجاوز 26 شخصا، وفق الأرقام التي تعلنها حتى مساء الجمعة.

غير أن مراقبين يشككون في دقة الأرقام المعلنة، مشيرين إلى الرقابة المشددة التي تفرضها تل أبيب على نشر المعلومات المتعلقة بمواقع سقوط الصواريخ وحجم الخسائر، ما يجعل الأرقام قابلة للزيادة مع مرور الوقت.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة عن صندوق تعويضات ضريبة الأملاك (جهة حكومية) قوله: "منذ اندلاع الحرب مع إيران، تم إجلاء 8190 شخصا من منازلهم، وتلقينا 30 ألف طلب تعويض عن أضرار لحقت بالمباني أو المركبات أو الممتلكات".

ورغم أن الصحيفة لم تحدد أماكن هؤلاء المُجلين، فإن وسائل إعلام عبرية أخرى أفادت بأنه تم نقلهم إلى فنادق في مناطق أكثر أمنا.

في الجانب الإيراني:

وفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية الاثنين، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن 224 قتيلا و1277 جريحا، معظمهم مدنيون.

لكن منظمة "نشطاء حقوق الإنسان" (ومقرها واشنطن) أفادت لاحقا بأن عدد القتلى ارتفع إلى نحو 639 شخصا، فيما تجاوز عدد الجرحى 1329 مصابا، وفق تقديراتها حتى يوم الخميس. وتُشير المنظمة إلى أن هذه الحصيلة تشمل قتلى من القوات النظامية، إلى جانب مدنيين، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على منشآت حيوية في أنحاء متفرقة بإيران.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك