- المتهم دائم الشجار مع الآخرين.. والضحية حاول كف الأذى فتلقى طعنه في رقبته أمام الماره

لم يعلم الشاب مصطفى عادل صاحب الـ 29 عامًا، أن تنتهي حياته بتلك الطريقة المأسوية بعدما أقدم جاره، على قتله طعنًا في الرقبة بسلاح أبيض مطواة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة أمام أعين المارة وسط شارع الحرية بمنطقة عين شمس في محافظة القاهرة.

وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم بقتل الشاب، وبمواجهته اعترف بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات في القضية، والتي أمرت بتجديد حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعدما وجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساءً وسط هدوء تام يغلب على شارع الحرية بمنطقة عين شمس، يقف الشاب مصطفى هو وشقيقه الأكبر أشرف، داخل محل لبيع المواد الغذائية "سوبر ماركت" ملك والدهما، لإدارته، فهو حريص على نجاح أموال والده واشقائه – حسبما ذكر شقيق المجني عليه.

خلال إدارة مصطفى وشقيقه للمحل، حضرا أحد جيرانهما "زياد زين" البالغ من العمر 22 عامًا، الذي حدثت مشادة كلاميه بينه وأحد الزبائن داخل المحل، فهو دائم الشجار مع الآخرين لأخذ بعض الأشياء منهم عنوة "دائم البلطجة على الآخرين".

عند بدء المشادة الكلامية داخل المحل الذي أعتاد عليها المتهم، تدخل الشاب مصطفى لفضها وابعاد المتهم من داخل المحل "أطلع من المحل ومتجيش هنا تاني دا محل أكل عيش"، حينما سمع المتهم هذه الكلمات استشاط غضبًا وحاول التعدي على مصطفى، لكن تدخل "أشرف" شقيق الشاب مصطفى، وفض المشادة قائلًا له "إحنا مش عايزين مشاكل الله يسهلك وقام بتقبيل رأسه".

كان أسرة الشاب مصطفى دائمةِ الحرص على تجنب الشجار مع المتهم ووالده، خاصةِ بعد مشاجرة بينهما نشبت بسبب خلافات جيرة منذ خمس سنوات، أطلق وقتها والد المتهم النيران على "شعيب" شقيق الشاب مصطفى مما تسبب في إصابته بالقدم، وتم القبض على المتهم وأصدرت المحكمة وقتها حكمًا بحبسه 3 سنوات بتهمة الشروع في القتل، وخرج من محبسه دون عقد صلح، بسبب مطالبة المتهم بإطلاق النيران أموال مقابل الصلح بالرغم من أنه هو الجاني.

اعتقد الشاب مصطفى وشقيقه أن المشادة الكلامية التي حدثت داخل السوبر ماركت قد انتهت، لكن لم تنتهي الأفكار الشيطانية داخل رأس المتهم الذي استل سلاح أبيض مطواة وأخذ يراقب الشاب مصطفى لمدة طالت الـ 5 ساعات حتى إتاحة الفرصة لقتله.

استغل المتهم حديث الشاب مصطفى في الهاتف وتواجده وسط الشارع، وقام بركله سهوًا دون الحديث ليسقط مصطفى أرضًا، وقام وقتها بتوجيه طعنة نافذة في الرقبة، ولاذ الفرار.

حاول الشاب مصطفى الضغط على جراحة، وقام بالسير أمتار قليلة حتى وصل إلى شقيقه أشرف داخل المحل، وحينما رايء شقيقه الدماء تسيل منه أخذ يصرخ قائلًا "حد يطلب إسعاف أخويا بيموت"، حمله أشقائه وإثنين من أصدقائه داخل سيارة ملاكي محاولين إنقاذه لكن فور وصوله مستشفى المطرية، لفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي هذا الصدد قال "أشرف" شقيق المجني عليه لـ "الشروق"، إنهما وأسرة المتهم تربطهما جيرة منذ 30 عامًا، وطوال هذه الفترة، كانوا يحاولون الابتعاد عنهم لسوء أخلاق أسرة المتهم "بلطجة وتعاطي مواد مخدرة"، إلا أن المشاجرة التي نشبت بينهم منذ 5 سنوات هى التي أزادت الضغينة في القلوب، ولم يكف المتهم ووالده الأذى عنهم والآخرين.

وتابع: أن بالرغم من تواجد 3 محلات أخرى لبيع المواد الغذائية بجانب منزل أسرة المتهم والأقرب إليهم، إلا أن المتهم كان يأتي داخل السوبر ماركت الخاص بهم، ويقوم بافتعال المشاكل مع الزبائن.

وأشار شقيق المجني عليه، إلى أن الضحية يعرف عنه حسن الخلق والكثير من الأاشخاص يحبونه، والكثير من أصدقائه في حالة نفسية سيئة منذ الحادث، حزنًا على فقدان شقيقه.

وطالب في نهاية حديثه، بالقصاص العاجل على المتهم ليشفى نار قلوبهم، مرددًا: أن الضحية كان مقبل على حفل خطبة أحد الفتيات الأسبوع القادم.