هل يتكيف الروس مع العيش بدون إنترنت؟.. خبراء يجيبون - بوابة الشروق
الخميس 21 أغسطس 2025 10:10 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

هل يتكيف الروس مع العيش بدون إنترنت؟.. خبراء يجيبون

موسكو - (د ب أ)
نشر في: الأربعاء 20 أغسطس 2025 - 11:37 ص | آخر تحديث: الأربعاء 20 أغسطس 2025 - 11:37 ص

يتساءل الكثيرون في الآونة الأخيرة، عن إمكانية أن يعيش الإنسان في الظروف المعاصرة بدون إنترنت، حيث تأتي الإجابة على هذا السؤال من روسيا التي ألفت منذ بداية الحرب في أوكرانيا على انقطاع خدمات الإنترنت لأسباب مختلفة، بل إن الخبراء يلفتون الانتباه إلى أن الإنترنت أنقطع خلال الأسبوع الماضي وحده عن نحو 60 إقليما روسيا، حيث يأتي ذلك في ذروة الموسم السياحي، وهو ما يعني أن هذه التجربة الأليمة شعر بها المواطن الروسي والسائح الأجنبي على حد سواء.

وقالت ماريا سوكولوفا، على صفحات صحيفة "إزفيستيا الجديدة"، إنه لم يعد يخفى على أحد أنه لا يمر يوم واحد في روسيا مؤخرا دون انقطاع لخدمات الإنترنت عن منطقة أو أخرى، وربما عن مجموعة كبيرة من المناطق في وقت واحد، وعلى الأخص في المناطق الجنوبية من الدولة الروسية، رغم أن هذه المناطق تتركز فيها المزارات والمنتجعات السياحية في روسيا.

وفي نفس الوقت، يذكر أوليج كريوتشكوف نائب حاكم القرم، أن الكثير من المناطق في جنوب روسيا اعتادت على انقطاع خدمات الإنترنت؛ بسبب ظروف "الهجمات التي تقوم بها أوكرانيا بالمسيرات على هذه المناطق"، ومع تكرار الانقطاع بشكل شبه يومي أصبح السكان يعتادون على ذلك بل ويتكيفون معه على غرار التكيف مع انقطاع الخدمات الأخرى مثل المياه والكهرباء والغاز وما إلى ذلك.

وأضاف أن قطع خدمات الإنترنت ارتباطا بالظروف المشار إليها يأتي بقرار من السلطات الفيدرالية في موسكو، وليس من السلطات المحلية؛ لذلك دأبت سلطات الحكم المحلي على تنفيذ حملات توعية للسكان بأساليب التكيف مع انقطاع خدمات الكهرباء، بحيث يخففون من الاعتماد بشكل أساسي على التطبيقات والخدمات المرتبطة بالإنترنت، مثل خدمات المدفوعات، وتحديد المواقع والمشتريات وغيرها من مظاهر الحياة اليومية التي أصبحت ترتبط بشكل كبير ووثيق بخدمات الإنترنت.

وأشار الخبراء، إلى أنه بعد أن اعتاد جانب كبير من المواطنين في روسيا؛ إن لم يكن الشعب الروسي بأكمله على حمل الكروت البنكية واستخدامات تطبيقات الدفع عبر الهواتف المحمولة، وجدوا أنفسهم مؤخرا مضطرين مرة أخرى للاعتماد على الأموال السائلة في مظاهر حياتهم اليومية، سواء لدفع قيمة مشترياتهم وتعاملاتهم المالية العادية، أو لتسهيل التعاملات الخدمية الأخرى، مثل خدمات السياحة وغيرها من الخدمات التي يضطر فيها الفرد للاحتفاظ بكميات من الأوراق النقدية المختلفة، وعلى الأخص الفئات الصغيرة لسداد "الباقي".

الأمر الآخر هو أن المواطن وجد نفسه مضطرا للعودة من جديد للخرائط الورقية على سبيل الاهتداء للطريق، وتحديد المواقع، وأصبح هذا الأمر ينطبق على قائدي السيارات والمترجلين على حد سواء.

ومع ذلك واجه الشعب الروسي في مختلف المناطق والأقاليم مشكلة فيما يخص المدفوعات الكبيرة، فليس من المنطقي أو الآمن التحرك بكميات كبيرة من الأموال؛ لذلك خرجت البنوك الروسية بفكرة جيدة في هذا المجال وهي تحميل "QR" رمز الاستجابة السريع في الهواتف المحمولة، على أن يكون لدى البائع إنترنت أرضي أو أتصال سلكي بالنظام البنكي بحيث يمكن له من خلال هذا الرمز لدى المشترى القيام بعملية شراء عن طريق الحساب البنكي للمشتري، فيما يسمى الانتقال من التعاملات عبر نظام "أون لاين" إلى التعاملات بنظام "أوف لاين".

ومع الانقطاع المتكرر لخدمات الإنترنت، وجد المسافرون في روسيا صعوبة كبيرة في التنقل، خاصة إذا كانت الرحلة تمر عبر مختلف الأقاليم والمناطق في ظل المساحات الشاسعة للدولة الروسية التي تعتبر الأكبر مساحة في العالم؛ لذلك بدأ الناس في العودة من جديد لنظام الخرائط الورقية، مع الاحتفاظ بخرائط لكل إقليم ومنطقة سيمر عبرها المسافر، وبدا الأمر وكأن الأفراد في حاجة لحمل ما يشبه مجلدات الخرائط، إلا أن الشركات قد تمكنت هي الأخرى من حل هذه المشكلة عن طريق تحميل خرائط للعمل بنظام خارج نطاق "الإنترنت النشط" أو كما أشرنا من قبل "أوف لاين"، بحيث يمكن الاستعانة بالخرائط دون الحاجة للإنترنت، ومن أفضل هذه الأنظمة التي ظهرت في روسيا مؤخرا نظام "Maps.me" الذي يربط المرء عند الضرورة بنظام يشبه مكتب الاستعلامات؛ للرد على التساؤلات وتوضيح اتجاهات السير.

وربما يعتقد البعض، أن انقطاع الإنترنت يعيدنا مجددا إلى العصور الحجرية، ولكن الخبراء يؤكدون أن ما يجري هو مجرد إعادة تكييف للحياة اليومية، فإذا كان الأمر هكذا فيما يخص التعاملات المالية والخدمية اليومية فماذا عن متابعة الأنباء؟، بعد أن أصبح الإنترنت والمواقع الخبرية ووسائل التواصل الاجتماعي شيء أساسي في حياة الإنسان، وهنا لاحظ الخبراء أن المواطنين الروس قد بدأوا يعودون مجددا إلى الوسائل التقليدية القديمة في المتابعة والمعرفة، مثل الصحف الورقية وأجهزة الراديو التقليدية، ولكن لا يخلو الأمر هنا من بعض لمسات التكنولوجيا الحديثة، مثل الاعتماد على الأجهزة الرقمية لسهولة الوصول للتردد المرغوب بسرعة ودقة، وتسجيل الترددات للانتقال إليها بسهولة، حبذا لو كان جهاز الراديو من الأنواع الصغيرة التي تعمل بنظام الأوامر الصوتية.

الحقيقة أن من يتواجد في الكثير من الأقاليم الروسية التي اعتادت على انقطاع خدمات الإنترنتن لن يلاحظ وجود فروق كبيرة في الحياة، فقد نجحت هذه الأقاليم ومن يعيشون بها على التأقلم مع غياب الإنترنت، بل ان الكثيرين يؤكدون أن غياب الإنترنت قد أعطى حياتهم مذاقا إنسانيا أعمق وأدفأ.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك