الميكروبات.. تحفز المناعة وتصيبك بالمرض - بوابة الشروق
السبت 22 فبراير 2025 10:25 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الميكروبات.. تحفز المناعة وتصيبك بالمرض

إعداد: ليلى إبراهيم شلبي
نشر في: الجمعة 21 فبراير 2025 - 6:47 م | آخر تحديث: الجمعة 21 فبراير 2025 - 6:47 م

للعدوى وجهان كما العملة: من المعروف أن العدوى بالميكروبات المختلفة تصيبك بالمرض إذا ما كان لها الغلبة على جهازك المناعى لكن العدوى إذا ما جاءت فى جرعات صغيرة فإنها فى الواقع تحفز قدرات الإنسان المناعية خاصة لدى الأطفال فتبنى لديهم دفاعات طبيعية تقوى ردود أفعالهم الطبيعية فى مواجهة عدوان الميكروبات عليهم فى مرات لاحقة.

تشير نتائج العديد من الدراسات العلمية إلى أن التعرض الدائم للميكروبات بنسب صغيرة يقوى مناعة الطفل ويحافظ على صحته ويحميه من الإصابة بالإمراض المناعية والموسمية. التعرض باستمرار للعدوى فى جرعات صغيرة يعد تطعيما طبيعيا لأن خلايا الجسم الدفاعية تتعرف على التركيبة الجينية من خلال تكرار تعرضها لها وبالتالى يمكنها إبطال مفعول الميكروب المرضى عن طريق خلايا معينة تقوم بعمل الأجسام المضادة لتلك الشفرة الجينية للميكروب وتصد هجومه.

هناك عوامل متعددة تتحكم فى نتيجة تلك المعركة الدائرة بين الميكروب ودفاعات جسم الإنسان المناعية.

• عوامل خارجية: مثل تنوع البيئات المختلفة التى يتحرك فيها الميكروب بحرية فالواقع أن الأطفال الذين يعيشون فى الريف على سبيل المثال يتمتعون بحصانة أكبر من أولئك الذين يعيشون فى المدن: أطفال الريف يتعرضون لأنواع كثيرة من العدوى فى جرعات بسيطة تحفز المناعة لديهم ولا تتمادى للإصابة بالمرض أما أطفال المدن فإن التعرض المستمر للمضادات الحيوية يضعف المناعة ويؤثر بالسلب على الميكروبيم (باكتيريا الأمعاء الصديقة) ويساعد أيضا على خلق مقاومة لمفعول الأدوية.

• عوامل داخلية: تتعلق بحالة جسم الإنسان مثل القدرة على تكوين وسائل الدفاع بكفاءة مثل البروتين المناعى (immunoglobulin) الذى يلعب دورا مهما فى مقاومة الأمراض ويحفظ التركيب الجينى للميكروبات المسببة للأمراض لفترات طويلة. كذلك كرات الدم البيضاء المسئولة عن المناعة بشكل أساسى كذلك أيضا العامل الوراثى والاستعداد الجينى سواء الإصابة بالأمراض المناعية أو مقاومتها.

اختلاف العوامل الداخلية والخارجية بالطبع يؤثر بالسلب والإيجاب على مناعة الإنسان واستعداده للإصابة بالمرض أو مقاومته.

يعد نمط الحياة فى المدن الكبرى وسهولة توافر التقنيات الطبية المختلفة من العوامل التى تشكل طبيعة اختلاف مقاومة الأطفال للأمراض المناعية من الأمثلة المعروفة أن معظم الولادات فى المدن تتم فى المستشفيات وغالبا ما تفضل الأمهات الولادات القيصرية بينما فى الريف قد تلد الأم وحدها فى المنزل كما يحدث فى الريف المصرى أو على أحسن الفروض بمساعدة (المولدة) أو(الداية) وهى غالبا سيدة من ذوات الخبرة ولا علاقة لها بالطب بل تعتمد تماما على تجربتها الشخصية المتكررة.

.. يُؤكد العلم أن البيئة النظيفة تماما المعقمة ربما كانت خطرا على صحة الإنسان لأنها تحرم الجهاز المناعى الطبيعى لدى الإنسان من التعرف على الميكروبات وبالتالى عدم القدرة على محاصرتها ومهاجمتها بصورة فعالة.

يجب بالفعل أن يراعى الإنسان شروط النظافة العامة فى البيئة التى يعيش فيها مع أطفاله لكن المبالغة فى شروط النظافه واستخدام المحاليل المعقمة ومبيدات الحشرات ووسائل التطهير المختلفة قد يضر بالإنسان ويحرم الطفل من مقومات جهازه المناعى.

يجب أن يترك الأهل فرصة للأطفال للتعرض بشكل تدريجى بسيط للميكروبات حتى يحصل الجهاز المناعى على فرصته كاملة لتطوير أدواته والتعرف على أنواع الميكروبات المختلفة فى البيئة المحيطة.

غسل الأيدى دائما وبانتظام يعد بالفعل أكثر وسيلة للحفاظ على شروط النظافة العامة ولا داعى على الإطلاق لاستخدام المواد المختلفة المعقمة والمطهرة إلا فى حالات انتشار العدوى أو التواجد فى المستشفيات أو الأماكن خارج المنزل والتى يخشى من وجود أى تلوث بها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك