الدكتورة سهير زكي حواس تتحدث في صالون المعلم عن القاهرة الخديوية: النسيــج العمراني أهم من المباني - بوابة الشروق
السبت 22 مارس 2025 1:31 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الدكتورة سهير زكي حواس تتحدث في صالون المعلم عن القاهرة الخديوية: النسيــج العمراني أهم من المباني

كتبت - مى فهمى تصوير- إسلام صفوت
نشر في: الجمعة 21 مارس 2025 - 7:21 م | آخر تحديث: الجمعة 21 مارس 2025 - 7:27 م

إبراهيم المعلم: سهير حواس نموذج للأستاذة التى تعلو فوق المناصب.. وعالمة لا تعرف اليأس
أستاذة التصميم العمرانى: حتى الآن لم يصل أى مشروع محدد رسمى أو غير رسمى لتطوير القاهرة الخديوية
القانون يرفض بناء الأبراج فى القاهرة الخديوية.. وفهمت من الكلام عن التطوير أنه لجذب السياحة فقط
«الحفاظ» هى الكلمة المناسبة للتعامل مع المناطق التراثية وليست «التطوير»
الاشتراطات موجودة وجيدة وكافية لحماية أى منطقة مسجلة.. والمهم التطبيق
شوارع «وسط البلد» أو القاهرة الخديوية، هى متحف مفتوح يقدم جزءا مهما من تاريخ مصر فى خريطة هندسية رائعة. القاهرة القديمة ليست مجرد منطقة عادية، بل هى شاهدة على تاريخ مصر الحديث من خلال العمران. وحول القاهرة القديمة أو «القاهرة الخديوية» ــ وهو المصطلح الذى صكته الدكتورة سهير زكى حواس ــ وتطويرها وكل ما يثار حولها من جدل كان النقاش فى صالون المهندس إبراهيم المعلم مساء الأحد الماضى، الذى استضاف واحدة من أهم المهندسين المعماريين والباحثين فى تاريخ المعمار وبالأخص معمار القاهرة الخديوية وهى الدكتورة سهير زكى حواس أستاذة العمارة والتصميم العمرانى بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضوة لجنة المبانى والمناطق التراثية، للحديث عن أهمية المنطقة وتوثيق معمارها. الصالون دار حول مناقشة كتابها «القاهرة الخديوية.. رصد وتوثيق لعمارة وعمران القاهرة ومنطقة وسط البلد» بالإضافة إلى الحديث حول جدل تطويرها.
فى صالون المعلم الثقافى الذى يناقش عدة موضوعات وقضايا تشغل بال المصريين، وفى حضور كوكبة من المفكرين والكُتّاب والأدباء، استقبل المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق ومعه زوجته أميرة أبو المجد العضو المنتدب لدار الشروق مجموعة كبيرة من المثقفين والكُتّاب والشخصيات العامة ومنهم: الدكتور محمد أبو الغار وابنته الدكتور هنا أبو الغار، والمهندس أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار السابق، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، والمهندسة دليلة الكردانى، والمهندس عمرو عمر، وصادق السويدى رئيس مجموعة السويدى، والمحامى أحمد أبو هندية، ومريم بشير، والكاتبات أهداف سويف ورشا عدلى، ومنصورة عز الدين، وضحى عاصى وداليا شمس ، والمهندس هشام مكاوى، والكتاب ياسر عبد الحفيظ، وسيد محمود، والمنتج السينمائى محمد العدل، ورجل الأعمال الدكتور أحمد رشدى الشرقاوى، ومن جريدة الشروق: عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق وعضو مجلس الشيوخ، ومديرو التحرير أشرف البربرى ومحمد بصل، وسامح سامى رئيس القسم الثقافى. ومن دار الشروق: نانسى حبيب مسئولة النشر فى دار الشروق، وعمرو عز الدين مسئول التسويق بدار الشروق.



استهل إبراهيم المعلم، اللقاء قائلاً: «ندوة الصالون التى ستتحدث فيها الدكتورة سهير، ظللنا ستة أشهر ننسق موعدها، والدكتورة سهير زكى حواس، غنية عن التعريف.. سأبدأ (ضاحكًا) بذكر بعض عيوبها: أولها أنها طيبة ومهذبة فى وسط مجتمع يعلو فيه الصخب، وثانيها أنها متواضعة فوق الحد، وثالثها أنها طيبة ومثالية، مما يدفعها إلى بذل جهد جبار وإخلاص منقطع النظير، وتكرار محاولاتها دون يأس. هى أستاذة العمارة والتصميم العمرانى بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأستاذة ليست فقط متمكنة وقديرة فى مهنتها، بل تجاوزت ذلك لتقوم بواجب عظيم نحو المجتمع والقاهرة، فى تاريخها وحاضرها ومستقبلها. والحمد لله أنها تتمتع بهذا القدر من التواضع والبساطة، فهى لا تعرف اليأس. لقد حضرت لها عدة ندوات فى أماكن مختلفة، حيث كانت تقدم كلامًا موضوعيًا بديعًا وصحيحًا، ولكن دون جدوى! ومع ذلك، فإنها لا تستسلم. ومازح المعلم حواس قائلا : «قامت بشىء أزعجنى على مدى 25 عامًا ولا يزال يؤرقنى، وهو تأليفها كتابًا مرجعيًا ضخمًا دون استشارتى أو إخبارى بنية نشره أو طباعته. لقد أنتجت كتابًا رائعًا، ولكن للأسف فى مطبعة متواضعة الخبرة!».


لقد أشرت إلى ذلك فى عام 2003، ولكن الحق يقال، إن هذا الكتاب مرجع تاريخى فريد من نوعه لتاريخ القاهرة العمرانى والمدنى والجغرافى والحضارى والسياسى، منذ عهد محمد على وحتى وقت قريب. لقد بذلت جهدًا جبارًا فى تسجيل كل شىء بدقة، كما ذكرت الدكتورة دليلة، حتى يكاد يصل إلى حد الكمال. وهى نموذج للأستاذة الكبيرة التى تعلو فوق أى منصب أو مكانة، والتى نالت العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية، ولكن الجائزة الكبرى هى تقدير ومحبة واحترام كل من يقدر قيمتها ويحب وطنه. وهى تشترك فى العديد من الصفات مع صديقة عمرها الدكتورة دليلة، أستاذة الهندسة. ونحن سعداء جدًا بوجودها معنا اليوم.
حواس: «إذا قرأنا التاريخ قرأناه مجسداً فى عمران المدن فلكل عصر بصمته»
«بدأت الدكتورة سهير زكى حواس حديثها بتوجيه الشكر للمهندس إبراهيم المعلم والحضور، مشيرةً إلى أن أكبر تقدير لها هو تواجدها فى صالون المهندس إبراهيم المعلم. وتطرقت الدكتورة حواس إلى رحلة كتابها «القاهرة الخديوية»، وأنه استغرق ست سنوات من العمل، حيث بذلت جهودًا ذاتية بأموال ورثتها عن والدها ليخرج الكتاب إلى النور، وشاركها ستة مهندسين أنفقوا من أموالهم الخاصة للتوثيق، دون الحصول على عائد. وأجابت حواس عن سؤال: «لماذا نقوم بهذا العمل؟» قائلةً: «مجال عملنا الأساسى هو العمارة والعمران، والعمران أكبر من العمارة، وهما مكمن عظمَتى وأدواتى فى سرد التاريخ وحفظ ذاكرة المكان. وإذا قرأنا التاريخ، قرأناه متجسدًا فى عمران المدن، فلكل عصر بصمته».
وأضافت الدكتورة سهير: «القاهرة مميزة جدًا، فهى عبارة عن طبقات تاريخية متجاورة وليست فوق بعضها البعض، مثل كثير من المدن التاريخية. والقاهرة تنقسم إلى القاهرة فى مطلع القرن التاسع عشر، ثم منتصف القرن التاسع عشر مع بداية قدوم الخديوى إسماعيل حاكمًا لمصر، ثم القاهرة فى مطلع القرن العشرين. وعند مقارنة القاهرة فى هذه الأزمنة، نقارن ثلاث طبقات تاريخية تختلف كل منها حسب العصر الذى سُجِّلت فيه، حيث يمكن قراءة التاريخ من خلال المعمار، فنرى عمرانًا يتغير، وشكل المبانى يتغير، والشوارع والطرق والأزقة والحارات تتغير».
ثم عرضت الدكتورة سهير زكى حواس خريطة رسمها «جراند باى» فى عهد الخديوى إسماعيل، موضحةً: "من خلال هذه الخريطة، نرى القاهرة فى العصور الوسطى، والتى تظهر مكتظة مضغوطة. ثم نرى مع التطور كيف تتفكك المبانى عن بعضها البعض، وتختلف كثافة المبانى، وتبدأ الفراغات التى تظهر بدون سقف، والتى تعبر عن الشوارع والميادين والطرق، فى الظهور على الخريطة». وتابعت الدكتورة سهير زكى حواس: «بالعودة إلى القاهرة فى العصور الوسطى، نرى أن الفراغات أصبحت أضيق ومتشعبة، وهذا يدل على نسيج مختلف، وهنا يأتى الانتقال إلى عمران حضارى مختلف».


واستطردت سهير زكى حواس: «حتى نهر النيل لم يكن ثابت الشكل، فتغير فى القرن السابع الميلادى، وظهرت جزر واختفت جزر، وكل عدد من السنوات كان النيل يضيق ويتسع فى أماكن مختلفة وتظهر أجزاء أو تتآكل أجزاء منه، وهذا يدل على أن نهر النيل فى مراحل وأزمنة مختلفة كان يتغير ولم يثبت شكله إلا فى القرن التاسع العشر، عندما أصبح هناك نوع من التحكم والصيانة لضمان عدم الحركة، مع التحكم فى الفيضان، ووجود أنظمة الرى جعل هناك استقرارا، حتى إن الخديوى إسماعيل غير فى مجرى نهر النيل، وتم اكتمال جزيرة الزمالك وجزيرة الروضة وغيرها من الجزر التى نعرفها الآن، وحاليا لا نخشى إلا من التعديلات التى تحدث حاليا من إنشاء وزراعة أعمدة خرسانة مسلحة وعمليات إطماء أو عملية النحر فقد يتأثر فى يوم من الأيام ونجد تغيرا فى الأراضى وعمق نهر النيل». واستطردت الدكتورة سهير زكى حواس قائلة: «بعد ذلك بدأت المعابر تتخطى النهر، وبدأت الضفة الشرقية ترتبط بالضفة الغربية، مما غيّر فى الاقتصاد والتجارة ونمط السكن. ومن هنا نعود إلى مصطلح النسيج العمرانى، وهو مهم للغاية. وبسببه نرفض فتح شارع أو إزالة منطقة، لأن النسيج العمرانى أهم من المبانى، فالنسيج هو التاريخ الحقيقى للعمران. ونرى أن أى مدينة تاريخية فى العالم تحترم هذا النسيج، لأنه التاريخ نفسه. فحتى عند إزالة مبنى، يجب أن يُقام مكانه مبنى آخر بنفس الحجم والمساحة، احترامًا لتكامل النسيج».
وأوضحت الدكتورة سهير زكى حواس: «كل الفكر التخطيطى الذى ظهر فى أى وقت من الأوقات كان موجودًا لدينا فى مصر، وهذا من الأهمية بمكان أن يتم الحفاظ على هذا التاريخ وهذه الأنماط التى تترجم كيف كنا دائمًا نواكب هذا الفكر فى العالم».
كما تحدثت الدكتورة سهير زكى حواس عن شارع محمد على، والذى أُطلق عليه فيما بعد شارع القلعة، والذى كان طوله كيلومترين، وافتُتِح عام 1872، حيث كان المسار الخاص بموكب محمد على يوم الجمعة، يتحرك فيه حتى يصل إلى شبرا التى تتواجد فيها سراياه الخاصة. وأوضحت أن افتتاح هذا الشارع لاقى استنكارًا من بعض المصريين والأجانب الذين تواجدوا فى مصر فى ذلك الوقت، بسبب قطع الشارع للنسيج المتواجد وقتها. وأضافت أن من الإيجابيات التى حدثت فى هذا الشارع هو تحركه فى وسط نسيج له مواصفات معينة، وتم وضع اشتراطات خاصة به، ومنها أن الأرصفة يتم تغطيتها بالبواكى بحيث تظلل على المشاة، والعمارة الخاصة به كانت بداية العمارة الرومية فى عهد محمد على، حيث استُحدِث هذا النمط من العمارة، والذى هو مزيج بين الكلاسيكية والعربية». وتابعت الدكتورة سهير زكى حواس قائلة: «أعمل اليوم على موضوع النسيج، لأنه هناك تنمية سريعة تحدث، يجب أن نسجل هذا النسيج والوضع التاريخى فى القاهرة، وإلا ستظهر أجيال لن تدرك ما كان، وسيصبح النسيج مجهولًا».
وأضافت: «فى ثلاثينيات القرن العشرين، وثقت مصلحة المساحة المصرية القطر المصرى، والقاهرة بالتحديد، وجاء هذا التوثيق فى 1270 خريطة بمقياس رسم من 1 إلى 500، وهذا يعنى أن كل مبنى مُسجَّل، وكل رصيف موجود، وكل تفصيلة فى الشارع أو العمران موجودة. وقد حصلت من هذه الخرائط على حوالى 800 خريطة، وقمت بتحليل النسيج الخاص بها وتوثيق النسيج القديم».


لكل عصر متطلباته العمرانية


واستطردت سهير زكى حواس: «ما يميز المدينة التاريخية هى المسارات والمسافات القصيرة، فهذا التنوع فى تشكيل المسارات هو ما يميز المدن التاريخية وتفاصيلها من واجهات ومبانٍ ومعالم تاريخية. وعلى العكس، فالشارع السريع والأماكن الحديثة حاليًا يجب أن تكون الجدران الخاصة بها أبسط من تفاصيل الأماكن التاريخية التى تستوعب الزخرفة الكثيفة، فلكل عصر متطلباته، وإلا سندخل فى عملية استنساخ».
وتابعت: «عند النظر إلى الخريطة، يمكن ترجمة طريقة المعيشة فى الأزمنة المختلفة، سواء من حرف أو ملابس أو شكل البيوت. ومع النظر إلى القاهرة الخديوية وتطورها من الفراغات الضيقة والمبانى القصيرة، إلى ارتفاع المبانى قليلًا لأن التكنولوجيا سمحت بوجود المصاعد فى ذلك الوقت، ثم نرى دخول الترام، والذى أطلق عليه المصريون وقتها «العفريت فى شوارع المحروسة»، وأثّر على المجتمع، فتوسعت دائرة الحركة. والمجتمع، بسبب الترام، أصبحت دائرة حركته أكبر. ثم ننتقل إلى السيارة عندما بدأت تظهر فى شوارع القاهرة، وأطلق عليها المصريون «المركب المجنونة». ثم يظهر الأتوبيس ذو الطابقين فى خمسينيات القرن العشرين، وظهور أتوبيسات النقل العام، ويليه بعد ذلك الترولى باص. وللأسف، كل هذه العلامات التى كانت تميز المحروسة أصبحت غير موجودة، رغم أن فى الكثير من المدن التاريخية، مثل الرباط وليون وسان فرانسيسكو، نجد أن الترام ما زال موجودًا كنوع من التراث. وهذا هو النسيج العمرانى والاجتماعى والخاص بالملامح. ورغم ذلك، فى وقتنا الحالى، نرى أن ترام الإسكندرية يتم إزالته. ثم ننتقل إلى جاردن سيتى وحى التنعيم والقصور والحفلات، حيث كان هذا النسيج من القصور والطرز المعمارية التى استُخدِمت فى هذا الحى مميزًا ومناسبًا للعصر، والذى حمى جاردن سيتى حتى وقتنا الحالى من الإزالة هو وجود السفارات».
وتابعت الدكتورة سهير زكى حواس حديثها حول الثورة الصناعية موضحة: «مع اكتشاف الحديد، بدأت المدن تتحول إلى مدن صناعية فى إنجلترا وفرنسا وألمانيا، وكل هذه المدن تأثرت بالهجرة الداخلية؛ لأن الناس تبحث عن العمل، وبالتالى تم تغيير نموذج السكن من بيوت خاصة إلى عمارات تقوم ببنائها الجهات الرسمية لتستقبل عددا كبيرا من السكان، وظهرت انتقادات لهذه الثورة من خلال الكاريكاتير وأفلام شارلى شابلن التى بدأت تعكس أن «الإنسان» أصبح ترسا داخل الآلة التى ابتلعته، وبدأت تتراجع إنسانيته، وبدأ المجتمع يتفكك، وتغيرت ملامحه، وصلت الى أن البيوت أصبحت كبسولات جاهزة يتم تركيبها فوق بعضها، حتى انتبهت بعض الدول وتوجهت للحفاظ على المناطق التراثية والتاريخية».
وعن فترة الخديوية فى مصر قالت الدكتورة سهير زكى حواس: «الخديوى إسماعيل وضع مخطط الإسماعيلية عاصمة حكمة، ثم مخطط القاهرة الخديوية التى بدأت بالخديوى إسماعيل، ثم ابنه محمد توفيق، ثم عباس حلمى الثانى والذى فى عهده تم بناء المتحف المصرى والعمارات الخديوية فى عماد الدين وتم إنشاء بنك مصر ومجموعة كبيرة من المشروعات العملاقة فى المجتمع المصرى».
وأوضحت سهير زكى حواس: «أنا بالفعل حصلت على المخطط الخاص بالإسماعيلية وبالتوفيقية والتى تتضمن أعمال الخديوى الثالث والأخير وسميت الكتاب «القاهرة الخديوية» وعند صدور الموسوعة تفاجأ الناس بكم العمارات المميزة والتراثية والأماكن التاريخية وما بها من معمار والرسومات الموجودة فى الكتاب تم رفعها من الطبيعة.
وتابعت الدكتورة سهير زكى حواس: «كان الفضل للتراث القديم فى القاهرة الخديوية لمجموعة من المهندسين الأجانب الذين أبدعوا فى العمارة، ثم جاء المهندسون المصريون الرواد الذى تسلموا منهم الراية مثل على لبيب جبر الذى صمم فيلا أم كلثوم والتى أزيلت بدم بارد وكان يجب أن ندافع عنها، وشريف بك نعمان، ومحمود رياض، ومصطفى باشا فهمى الذى صمم ضريح سعد زغلول، وجمعية المهندسين المصرية، المعمارى محمد كمال الذى صمم مجمع التحرير، والذى كان كتلة عبقرية رسمت الميدان فهو مبنى الأضلاع الخاصة به شكلت الميدان، وهو أول مبنى بهذا الحجم يتم بناؤه على مستوى الشرق الأوسط لتجميع الخدمات الحكومية».


القاهرة الخديوية وكل هذا الجمال يستغيث


قدمت الدكتورة سهير زكى حواس استغاثة قائلة: «القاهرة الخديوية وكل هذا الجمال يستغيث بسبب الإغراء المادى وارتفاع سعر الأرض، جعل الناس تريد هدم بيوتها لتقوم ببناء إنشاءات جديدة وذلك بسبب غياب الوعى بالقيم التراثية، وارتفاع تكلفة أعمال الصيانة، والديكورات الفجة والحرائق التى تلتهم المبانى التراثية مثل فقدان الأوبرا عام ١٩٧١، وحريق مجلس الشورى، وفقدان قاعدة الخديوى إسماعيل التى كانت فى ميدان التحرير، وظاهرة الباعة الجائلين، لكن على الجانب الآخر توجد جهود لمواجهة وحماية المشروعات، فنجد منظومة الإدارة التى تم وضعها لحماية منطقة تاريخية يعتمد على توثيق القيمة الثروة، يوجد لدينا لجنة لحماية التراث الحضارى والمبانى والمناطق لكن المشكلة الموجودة فى التمويل، هناك مشروعات تجرى حاليا، لكنها تحتاج إلى ذوى الخبرة، فلا يمكن أن يكون مهندس الحى هو المسئول عن حماية التراث، فيجب أن يكون هناك فكر إدارى مختلف لأن هذا النوع من العلم له الخبراء المختصون به، لأنه يجب أن يكون لدى المختص المعلومات التاريخية، ويجب رصد القيم التراثية، وإشراك الملاك حتى يتم الحفاظ على مجهودات الترميم، للحفاظ على العمل بعد الانتهاء منه. وأنهت الدكتورة سهير زكى حواس حديثها قائلة: «الحجر، الحفاظ على الحجر، مهم جدا، استمعوا للحجر، فهو شاهد يتحدث بصدق، يؤرخ ويحكى تاريخ الحضارات الخاصة بنا».


الجدل حول مشروع تطوير القاهرة الخديوية


من جانبه طرح عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق وعضو مجلس الشيوخ سؤالا قائلا: «هل هناك معلومات رسمية أو غير رسمية عن مشروع تطوير القاهرة الخديوية؟ وما هى الاشتراطات الطبيعية إذا أردنا عمل تطوير؟ وهل يوجد خطر حقيقى بسبب هذا التطوير؟ وهل هناك فرق إذا كان المستثمر أجنبيا أو مصريا؟ وهل لجنة التنسيق الحضارى لا تزال لها اليد الطولى فى تقرير ما يتم أو ما لا يتم، أم هناك جهات أخرى تستطيع أن تقرر شيئا مختلفا؟
أجابت الدكتورة سهير: «الاشتراطات موجودة وجيدة وكافية لحماية أى منطقة مسجلة، ونعم يتم تطبيقها، وأى مشروع فى نطاق القاهرة الخديوية يذهب للجهاز القومى للتنسيق الحضارى، الذى بداخله لجنة المبانى والمناطق التراثية والتى أعمل كعضو فيها، ويتم مراجعة المشروع بمنتهى الدقة ويتم التعديل عليه بملاحظاتنا لتوجيه صاحب المشروع أو يتم الرفض بالكامل، أما وجود مستثمر أو شخص يشترى مبنى ويرممه، فلا يعنينى كجهاز من هو الممول، ولكن دور الجهاز يأتى عندما يفكر هذا الممول فى تغيير شكل المبنى أو يقيم ما من شأنه تلويث المكان أو الإساءة إليه.
وأرى أن الذى سبب جدلاً فى الفترة الأخيرة هو الحديث عن تحويل القاهرة الخديوية لتكون مثل دبى ولكننى ترجمت هذا الحديث بأنه سيتم تحويل منطقة القاهرة الخديوية لتكون جاذبة للسياحة كما دبى، لكن لو كانت مثل دبى ــ بمعنى أبراج داخل القاهرة ــ فنحن فى مصر لدينا القوانين التى سترفض ذلك.
الاستثناء وهو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، فالقاهرة الخديوية لا يجوز فيها أن ترتفع المبانى أكثر من ١٩ مترا، وأى استثناء سواء على النيل أو أراضى خالية يجب أن يقاوم من الجميع، وحتى الآن لم يصل أى مشروع محدد رسمى أو غير رسمى لتطوير القاهرة الخديوية». كما تطرقت الدكتورة سهير زكى حواس لمشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة وحديقة الأورمان قائلة: «تم عمل تقرير هندسى كامل، حيث كان مقترحا إنشاء فندق صغير داخل حديقة الحيوان، وسيرك داخل حديقة الأورمان، لكن تم الرفض؛ لأن حديقة الحيوان أثر، وقانون الآثار لا يسمح بالاستعمال، والأمل هو فى مجلس الشيوخ ومجلس الشعب.
من جانبه تساءل المهندس عمرو عمر حول ما يجب فعله لحماية والحفاظ على التراث والتاريخ العمرانى؟
ردت الدكتورة سهير زكى حواس قائلة: «يجب أن نكون على دراية بما نملكه من ثروات، ويجب العلم أن لدينا قوانين تحمى هذه الثروة، وأن كلمة تطوير ليست هى الكلمة المناسبة للتعامل مع المناطق التراثية لكن هى كلمة «حفاظ»، كما يجب أن يكون لدينا كتاب يكتبون للتوثيق وإنعاش الذاكرة حول تاريخنا وتعلم الجمهور قيمة ما لدينا.
وأنهى المهندس إبراهيم المعلم النقاش قائلاً: «من عبقرية وتواضع الدكتورة سهير أن مصطلح «القاهرة الخديوية» هى من صكته وهى صاحبة الحق فيه.

سهير زكى حواس


● أستاذة العمارة والتصميم العمرانى كلية الهندسة جامعة القاهرة.
● رئيسة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز القومى للتنسيق الحضارى
من ٢٠٠٤ حتى ٢٠١٣.
● عضوة مجلس إدارة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى وزارة الثقافة.
● مستشارة محافظ القاهرة فى مشروع إعادة الوجه الحضارى للقاهرة الخديوية والمشرفة
على المرحلة الأولى منه ٢٠١٤ ــ ٢٠١٨.
● عضوة لجان إعداد قوانين التنسيق الحضارى والحفاظ على التراث المعمارى والعمرانى
ووضع حدود واشتراطات الحماية للمناطق ذات القيمة التراثية.
● أهم المؤلفات: موسوعة القاهرة الخديوية
الحفاظ العمرانى
أهم الجوائز:
● جائزة الدولة التقديرية ٢٠٢٢
● التفوق العلمى من الاتحاد العام
للآثاريين العرب ٢٠١٥
● درع منظمة عواصم المدن
الإسلامية ٢٠٠٤
● الأهرام لأفضل الإصدارات ٢٠٠٣



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك