لطالما اعتُبرت الحسنات أو الشامات علامة مميزة تضفي سحرًا خاصًا على الوجوه والأجساد، بل وتُعدّ في بعض الثقافات رمزًا للجمال أو حتى الحظ. لكن خلف هذا الجمال، توجد حقيقة طبية مهمة: هذه الشامات قد تتحول في بعض الأحيان من مجرد سمة جمالية إلى مؤشر خطر صحي يستدعي الانتباه الفوري. فمتى يجب أن تبدأ بالقلق بشأن شامة على جلدك؟ هذا التقرير يجيب على هذا السؤال، وفق ما نُشر في موقع "مايو كلينك" والجمعية الأمريكية للسرطان.
الشامات الطبيعية: ما هي وكيف تبدو؟
الشامات الطبيعية هي تجمعات لخلايا صبغية تُسمى الخلايا الميلانينية، وتظهر عادة على شكل بقع صغيرة، بنية اللون أو سوداء، مستديرة أو بيضاوية الشكل، وذات حدود واضحة ومنتظمة.
يمكن أن تكون مسطحة أو بارزة قليلاً، وقد تظهر في أي مكان على الجسم. يولد معظم الأشخاص بعدد قليل من الشامات، ويزداد عددها عادة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وتستقر بعد ذلك.
علامات الخطر التي لا يمكن تجاهلها
المشكلة تكمُن عندما تبدأ هذه الشامات في التغير، إذ قد تكون هذه التغيرات مؤشرًا على تطور سرطان الجلد، وتحديدًا "الميلانوما"، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد. لذلك من الضروري جدًا مراقبة الشامات بانتظام، سواء الموجودة لديك أو أي شامات جديدة تظهر بعد سن الثلاثين، والبحث عن علامات الخطر باستخدام قاعدة "ABCDE" التي يستخدمها أطباء الجلد للكشف المبكر:
A - Asymmetry (عدم التماثل): انتبه إذا كان أحد نصفي الشامة لا يطابق النصف الآخر، لأن الشامات الطبيعية تكون عادة متماثلة في شكلها.
B - Border (الحواف): راقب إذا أصبحت حواف الشامة غير منتظمة، متعرجة، أو غير واضحة المعالم، لأن الشامات الحميدة تكون ذات حواف منتظمة ومحددة.
C - Color (اللون): لاحظ أي تغير في لون الشامة أو إذا أصبحت تحتوي على عدة ألوان مختلفة (مثل البني والأسود، أو ظهور درجات من الأزرق، الأحمر، أو الأبيض) ضمن الشامة الواحدة، فالشامة الطبيعية عادة ما تكون بلون واحد موحّد.
D - Diameter (القطر): إذا كان قطر الشامة أكبر من 6 مليمترات (أي حوالي حجم ممحاة قلم الرصاص)، فقد يكون هذا مؤشرًا يستدعي الفحص.
E - Evolving (التطور/التغير): هذا هو العنصر الأهم؛ ويعني أي تغير يطرأ على الشامة بمرور الوقت. يشمل ذلك تغيرات في الحجم (تنمو بشكل ملحوظ وسريع)، أو الشكل (تظهر عليها زوائد غير متناسقة)، أو اللون، أو السطح (تصبح خشنة، متقشرة، تنزف، أو تتقرّح)، أو حتى الشعور بالحكة المستمرة أو الألم غير المبرر.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات على شامة موجودة لديك، أو حتى على شامة جديدة، فمن الضروري جدًا استشارة طبيب الأمراض الجلدية في أقرب وقت ممكن. الكشف المبكر عن الميلانوما يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء التام. لا تتردد في طلب المشورة الطبية، فصحتك تستحق الاهتمام.
الوقاية خير من العلاج
بالإضافة إلى المراقبة الذاتية، تلعب الوقاية دورًا حاسمًا في تقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد:
تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصة في ساعات الذروة (من 10 صباحًا حتى 4 مساءً).
استخدام واقي الشمس بعامل حماية شمسي (SPF) لا يقل عن 30، وإعادة تطبيقه بانتظام.
ارتداء الملابس الواقية، مثل القبعات عريضة الحواف، والنظارات الشمسية، والملابس ذات الأكمام الطويلة.
الفحص الدوري لدى طبيب الجلدية، خاصة إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد أو عدد كبير من الشامات.