إسرائيل تزعم أن جنودها لم يعلموا بهوية الوفد وتعرب عن أسفها لإطلاق أعيرة تحذيرية
أعرب الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن أسفه لإطلاق جنوده أعيرة تحذيرية أثناء دخول وفد دبلوماسي أجنبي إلى مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، زاعمًا أن الوفد "انحرف عن المسار المحدد له".
وفي منشور على منصة "إكس"، قال الجيش الإسرائيلي: "في وقت سابق اليوم، دخل وفد دبلوماسي منسق إلى جنين، وتم منحه مسارًا معتمدًا بسبب تواجده في منطقة قتال نشطة"، على حد تعبيره.
وأضاف: "بحسب التحقيقات الأولية، فإن الوفد انحرف عن المسار المحدد ودخل منطقة محظورة، ما دفع القوة العسكرية المتواجدة هناك لإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، دون وقوع إصابات أو أضرار".
وتابع البيان: "عقب الحادث، وبعد التحقق من أن المجموعة وفد دبلوماسي، فتح قائد فرقة الضفة الغربية العميد ياكي دولف تحقيقًا فوريًا، ووجّه قائد الإدارة المدنية العميد هشام إبراهيم ضباط الوحدة للتواصل الفوري مع ممثلي الدول، على أن تُجرى لقاءات شخصية مع الدبلوماسيين لإطلاعهم على نتائج التحقيق الأولي".
وأكد الجيش في ختام بيانه أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت فيه قواته".
من جانبها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن "الوفد انحرف عن المسار المحدد، ولم يعلم الجنود أنه وفد دبلوماسي، فأطلقوا النار في الهواء"، مشيرة إلى أن الجيش سيقدم اعتذارًا للدول التي شارك ممثلوها في الزيارة، ومنها إسبانيا وكندا.
في المقابل، قال أحمد الديك، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، في تصريح لوكالة الأناضول، إن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بكثافة لتخويف وترهيب وفد دبلوماسي أجنبي أثناء وصوله إلى أحد مداخل مخيم جنين".
وأوضح الديك أن الوفد كان يضم نحو 35 سفيرًا وقنصلًا ودبلوماسيًا، دون ذكر جنسياتهم، معتبرًا ما حدث "خرقًا واضحًا للأعراف والمواثيق الدولية".
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق عن تنظيم زيارة لوفد دبلوماسي إلى جنين، للوقوف على آثار العدوان الإسرائيلي المتواصل، وذلك بعد زيارة مماثلة لمدينة طولكرم الأسبوع الماضي.
ومنذ 21 يناير 2025، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا عسكريًا على شمال الضفة الغربية، بدأه بمدينة جنين ومخيمها وامتد في 27 من الشهر نفسه إلى مدينة طولكرم.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أسفر هذا العدوان عن استشهاد 13 فلسطينيًا في طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس)، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4200 عائلة.
كما دمّر الجيش الإسرائيلي 400 منزل بشكل كامل، و2573 منزلًا بشكل جزئي، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والمتاجر، بحسب المصدر ذاته.
وبالتوازي مع عدوانها على غزة، صعّدت إسرائيل من عملياتها في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث قُتل أكثر من 969 فلسطينيًا وأُصيب نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال ما يزيد عن 17 ألف شخص، بحسب معطيات فلسطينية.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.