تلعب الكلى دورًا أساسيًا في تنظيم السوائل وضغط الدم، وإخراج السموم، ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تصبح الكلى في تحدٍ كبير للحفاظ على توازن الجسم، فيما تزداد نسبة الفقد من السوائل عن طريق التعرق؛ ما قد يُعرض البعض لمشاكل في الكلى دون أن يشعر.
وتستعرض "الشروق"، في هذا التقرير، ما يجب فعله لضمان بقاء المريض بصحة جيدة خلال نوبات الحر الشديد، وذلك على النحو التالي:
تعتبر تغيرات المناخ مسئولًا عنما يقرب من 75% من حالات ارتفاع الحرارة الشديد في جميع أنحاء العالم، إذ ترتبط حالات ارتفاع الحرارة بزيادة خطر الإصابة بتلف الكلى الحاد؛ ما يساهم في تطور مرض الكلى المزمن (CKD)، وأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب مجلة الكلى السريرية الصادرة عن أكاديمية أكسفورد.
وأشارت المجلة في تقرير لها، إلى أن المريض ربما يحتاج خلال أشهر الصيف، إلى اتخاذ عناية إضافية في درجات الحرارة المرتفعة إذا كنت تعاني من أمراض الكلى، أو تخضع لغسيل الكلى، أو كنت مقبلًا على عملية زرع كلى، إذ أظهرت الأبحاث أن هناك زيادة بنسبة 30% في حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض مرتبطة بالكلى خلال فترات الحر.
- نصائح لمرضى الكلي لتفادي موجات الحر
وقدّم الدكتور محمد عبد السلام، استشاري أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم، مجموعة من النصائح من خلالها يمكن الحفاظ على صحة الكلى خلال فصل الصيف.
وأوصى "عبد السلام"، بضرورة شرب كمية كبيرة من المياه حتى حال عدم الشعور بالعطش؛ لاسيما أن الشعور بالعطش قد يتأخر عن احتياج الجسم الفعلي، ومحاولة شرب ما يقرب من 2.5 إلى 3 لترات يوميًا، وخصيصًا في الحر أو بعد مجهود بدني.
كما وجه بضرورة مراقبة لون البول، فحال كان لونه غامقًا أو مركزًا فهذه علامة على نقص السوائل، إذ أن البول الفاتح دليل على ترطيب جيد، فضلًا عن التقليل من المشروبات المدرة للبول مثل الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، لأنها تعمل على فقد السوائل من الجسم.
وأضاف أنه من الضروري الابتعاد عن المشروبات الغازية المالحة أو الغنية بالفوسفور، لأنها قد تجهد الكلى، وتزيد من خطر تكوّن الحصوات.
وحذر من المبالغة في تناول البروتينات، فالإفراط في تناول اللحوم في الصيف قد يُرهق الكلى، خصيصًا لمرضى الكلى أو من لديهم استعداد وراثي.
وتابع أنه من الضروري مراقبة ضغط الدم والسكر بانتظام، لأن الحر قد يسبب تقلبات في الضغط والسكر، وهما من أهم أعداء الكلى على المدى الطويل، مع تجنب تناول أدوية أو مكملات دون استشارة الطبيب، خاصة مسكنات الألم أو أدوية التنشيف، لأنها قد تسبب فشل كلوي مفاجئ خصوصًا مع الجفاف.
كما شدد على ضرورة ارتداء ملابس قطنية خفيفة، فالعرق الزائد يسرع فقد السوائل، واختيار الملابس المناسبة يساعد على تقليل الإجهاد الحراري على الكلى.
وقال إنه حال كنت مريض كلى، فلا بد من متابعة تحاليلك أكثر من المعتاد في فصل الصيف، لأن فرص التدهور المفاجئ تزداد صيفًا، فالمتابعة المنتظمة تحميك من المفاجآت.
وأكد أهمية تناول الفواكه الغنية بالماء والبوتاسيوم بحذر مثل البطيخ، لكن لمرضى الكلى المزمنة لا بد أن تكون الكمية محسوبة وتحت إشراف طبيبك.
- ماذا يحدث لكليتيك في الطقس الحار؟
بحسب موقع Kidney Care UK، فإنه في الطقس الحار تتعرق كثيرًا مما يؤدي إلى فقدان المزيد من السوائل، وفي الظروف العادية سيؤدي هذا إلى دفع عطشك لتجديد المزيد من السوائل، وما تفعله الكلى عادة للتعويض عن فقدان السوائل هو محاولة إعادة امتصاص السوائل، ولهذا السبب يصبح البول أكثر تركيزًا؛ لذا فإن هذا المزيج من العطش الذي يدفع إلى شرب المزيد من الماء، وامتصاص الكلى المزيد من السوائل، يساعد على استعادة توازن السوائل في الجسم ويجنب الجسم الجفاف، ويعود ذلك جزئيًا إلى تحفيز الأعصاب التي تغذي الكلى.
وحال كان الشخص يعاني من مرض الكلى المزمن، أو يتلقى علاج غسيل الكلى، أو كان مقبلًا على عملية زرع، فلن تعمل كليتيه بشكل طبيعي، وقد يحتاج إلى اتخاذ عناية إضافية للحفاظ على توازن السوائل لديه.