أكد وزير الأوقاف في كلمته بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم أن الإرهاب جريمة نكراء تصدر عن نفوس مريضة مضطربة، وتناقض القيم والأخلاق، وتنال من أمن المجتمعات واستقرارها، وتمزق النسيج الإنساني؛ داعيًا إلى حشد كل الطاقات وتفعيل كل المؤسسات لمواجهة فكرية جريئة ضد الإرهاب وأفكاره ومنطلقاته، ومؤكدًا أنه بات من فضلة القول إن الإرهاب لا دين له ولا وطن، فهو اعتداء آثم على النفس البشرية التي كرمها الله تعالى، يقول سبحانه: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

ندعو إلى حشد كل الطاقات وتفعيل كل المؤسسات لمواجهة فكرية جريئة ضد الإرهاب وأفكاره ومنطلقاته

وأوضح أن الوزارة إذ تجدد تقرير تلك الحقائق فقد انطلقت في مواجهة التطرف والإرهاب بالفكر والتوعية وبناء الوعي الصحيح الذي يحصن العقول من دعاوى التطرف، ويرسخ قيم الرحمة والتعايش واحترام كرامة الإنسان، مشددًا على أن رسالة الأديان السماوية قائمة على حفظ النفس وصون الأوطان وازدياد العمران، ودعم مسيرة السلام بين البشر.

رسالة الأديان قائمة على حفظ النفس وصون الأوطان وتحقيق العمران

كما أدان الوزير بأشد العبارات الإرهاب الممنهج الذي يمارسه المستوطنون في فلسطين المحتلة برعاية رسمية من حكومتهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وما يصاحبه من قتل وتشريد وحرق للمزارع والمنازل، وكذلك جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها إسرائيل ضد المدنيين العزل والأعيان المدنية بالاستهداف العشوائي والتدمير الجارف والتهجير القسري؛ مشددًا أنه قد آن الأوان للتحول عن إحصاء ضحايا الإرهاب إلى إكرام ذكراهم ورعاية الناجين منه، وصد ممارسي الإرهاب ومحاصرة أسباب استعلائهم.

آن الأوان للتحول عن إحصاء ضحايا الإرهاب إلى إكرام ذكراهم ورعاية الناجين منه

وأضاف الوزير أن مصر سباقة في مواجهة الإرهاب بالفكر والقانون، وفي إكرام ذكرى ضحاياه والعناية بالناجين منه، وتعتز أيما اعتزاز بتضحيات أبنائها في مواجهة الإرهاب دفاعًا عن أمنها القومي وحماية للإنسانية كلها من شرور التطرف، متعهدًا بمواصلة الدور الرائد للأوقاف في نشر الفكر المستنير وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، وتفنيد الفكر المتطرف، وتجديد الفكر الديني بما يتناسب مع متطلبات العصر.

مصر سباقة في مواجهة الإرهاب بالفكر والقانون وإكرام ذكرى ضحاياه والعناية بالناجين منه

واختتم الوزير كلمته قائلاً: "لا يفوتنا في هذا المقام أن نتقدم بأسمى آيات الإعزاز والاحترام والتبجيل لأرواح شهدائنا الذين اصطفاهم الله ليكونوا جسرًا لحلول الأمان وانتشار التنمية في مصر الغالية وفي سائر المنطقة، كما نتقدم بأجمل عبارات التضامن والإكرام لذوي الشهداء، والدعاء موصول أن يخفف الله عن إخواننا في فلسطين، وأن يمن عليهم بنصره، وأن يحفظ كل بلاد الدنيا المحبة للسلام".