تعاقدت دار ن للنشر والتوزيع، التي يمثلها المنتج ريتشارد الحاج، مع المفكر والروائي يوسف زيدان على نشر روايته الجديدة "سفر العذارى"، ومن المقرر أن تصدر الرواية في شهر سبتمبر المقبل.
يأتي هذا التعاقد ضمن خطة استراتيجية كبيرة أعدتها دار ن للنشر والتوزيع، وأكد ريتشارد الحاج أن هناك تعاقدات أخرى كبيرة في الطريق، وسوف تكون هناك مفاجآت عديدة أخرى.
ومن أجواء رواية "سفر العذارى" نقرأ: "عندما دار الزمانُ، صار أحفادُ الجدِّ «بطاي» وأولادُهم هم أسيادُ الناحية، المعدودين من صفوة أهل «المهاويش» وما فيها وحولها من نجوعٍ وقُرى وبلدات. وصار رجالُهم هم صدورُ المجالس المسموعون إذا تكلموا، المُقلقون إذا نقموا، المسارعون إلى بذل الخيرات إذا رضوا. ولا غرابة في ذلك، فالأرضُ بصرف النظر عن أماني الواهمين، يرثها ذريةُ الأثرياء.
وقد ورثت عائلة بطاي عن جدهم، السيرة الناصعة في ذاكرة الساكنين بالنواحي المحيطة والبعيدة، والمال الوفير، والأطيان الخصبة، والتجارات الجارية بين البلدات الكبرى. وهكذا ازدهر «نجع بطاي» وزَهَت أحوال أهله، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين للميلاد، حتى بدا آنذاك كأنه كيانٌ قائمٌ في هذه الدنيا بذاته، ومستغنٍ عن خارجه بشكلٍ شبه تام.
فالبيوتُ الرحبة التي تناثرت على جانبي المنحدر الغربي للهضبة الجالسة في حِضن الجبل، والواقفة بأعلاها الدارُ الأولى التي رفع قواعدها جَدُّهم المؤسِّس، بها كل ما يتمناه الناس في مساكنهم: الهيبةُ والأمان، الراحةُ والمتعة، المَنْعةُ بالحوائط القوية وبالجدران وبالجبل.
وفي الأفق الممتد في الجهات الثلاث، غربيَّ النجع وشمالًا وجنوبًا، تمتد الغيطانُ التي أزاح الجدُّ «بطاي» عن وجهها صُفرة الرمال قبل قرابة قرنٍ من الزمان.
ومع كَرِّ المواسم وتكرار الزرعات، خصبُت الأرض ورَبَتْ وازدانت بالألوان: اخضرارُ رؤوس الأشجار الظليلة والنخيلُ العالي، واصفرارُ عيدان القمح وبأعلاها السنابل الذهبية قبيل الحصاد، وعروشُ البطيخ المختبئ بداخلها الثمار الكُرِّية الكبار حمراء اللُّب، وأعوادُ الذرة الباسقة ذات الخُضرة القوية، الحاملة بأعاليها الكيزان الصفراء، والشواشي البيضاء.
وشتلاتُ البطاطس والبطاطا، المُخفية في الأرض ثمارها الوفيرة، متنوعة الطعم طيبة المذاق.. والألوانُ، روحُ الحياة".
أما عن يوسف زيدان، فهو روائي ومفكر حصل بعد الدكتوراة على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم. صدر له حتى الآن أكثر من سبعين كتابًا، تنوَّعت بين الإبداع الروائي والمجموعات القصصية والبحوث التاريخية والفلسفية، منها العديد من السلاسل التي تناقش الوعي والمسلمات وتواريخ الشعر وغيرها.
ونالت أعماله جوائز دولية عديدة، منها: جائزة "عبدالحميد شومان" للعلماء العرب الشباب (الأردن)، وجائزة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية (الكويت)، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مجال الفقه الطبي وأصول فن تحقيق المخطوطات. ونالت روايته الأشهر "عزازيل" عدة جوائز عالمية منها: الجائزة العالمية للرواية العربية / البوكر (2009)، وجائزة أنوبي (2012)، وجائزة بانيبال (2013).