مظاهر الاحتفال فى موالد أولياء الله بين الرفض والقبول - بوابة الشروق
الأربعاء 22 أكتوبر 2025 4:44 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

مظاهر الاحتفال فى موالد أولياء الله بين الرفض والقبول

فهد أبو الفضل
نشر في: الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 - 4:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 - 4:38 م

- أستاذ عقيدة بالأزهر: ما يجرى فى بعض الموالد يَبرأ منه كبار علماء التصوف

- الطرق الصوفية: الجدل حول مولد السيد البدوى مفتعل والتجاوزات الفردية تُصحح بالحكمة والموعظة

- نقابة الأشراف: الاحتفالات تعبير عن المحبة والتقدير لهؤلاء الأعلام واقتداء بفضائلهم

- متحدث الأوقاف: نحرص على إحياء السير العطرة لأولياء الله الصالحين.. وماضون إحياء المناسبات بروح راقية

أثارت مقاطع الفيديو والصور التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الاحتفالات بعدد من الموالد، مثل السيد أحمد البدوي بطنطا، والإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة، حالة من الجدل الواسع بين الرفض والقبول وسط المتابعين وعلماء الدين، لما تضمنته من مشاهد غير منضبطة يرها البعض تصرفات فردية يمكن تصحيحها بالحكمة والموعظة.

- مشاهد غير منضبطة حول الأضرحة

وشهدت بعض المقاطع، مشاهد تزاحم شديد حول الأضرحة، ومحاولات للتبرك غير المشروع بها عبر اللمس أو التقبيل، إلى جانب الطواف حول المقامات، وإطلاق الزغاريد والرقص في محيط المساجد، وهي سلوكيات اعتبرها كثيرون خروجًا عن مقاصد الزيارة الشرعية وآداب الاحتفال بأولياء الله الصالحين.

- رأي أستاذ العقيدة بالأزهر في التجاوزات

وقال أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والمشرف العام على الأنشطة العلمية في رواق الأزهر، عبد المنعم فؤاد، إن ما يشاهد في بعض الموالد من فوضى أخلاقية ورقص بهلواني ومظاهر تهريج تنشر عبر المواقع ووسائل التواصل، لا يمت إلى الدين بصلة، ولا إلى التصوف الذي عرف تاريخيًا بتهذيب النفس وسمو الأخلاق.

- التصوف الأصيل بريء من الممارسات الخاطئة

وأكد فؤاد لـ«الشروق»، أن ما يجري لا يعدو كونه عبثًا فكريًا وهرجًا اجتماعيًا وخزعبلات يبرأ منها كبار علماء التصوف الذين أعلنوا منهجهم الواضح قائلين: «طريقنا كتاب الله وسنة رسوله الكريم، فمن خالفهما فليس منا»، وتابع: التصوف في جوهره صفاء ونقاء، وزهد وورع، وتقوى وإخلاص، ومكارم أخلاق تحلى بها الصالحون في كل زمان ومكان، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وأضاف فؤاد أن كرامات الأولياء ثابتة لا ينكرها إلا من جهل صحيح الدين، أما ما يعرض اليوم باسم التصوف فليس إلا شعوذة ولعبًا لا يليق نسبته إلى الدين ولا إلى علماء الأزهر أو آل بيت النبي.

- المشيخة العامة للطرق الصوفية: الجدل مفتعل

وبدورها، أكدت المشيخة العامة للطرق الصوفية أن الجدل المثار مؤخرًا حول مولد السيد أحمد البدوي جدل مفتعل لا يقوم على علم أو نية صالحة، بل يهدف إلى إثارة البلبلة والضجيج الإعلامي وتحقيق الترند على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي الأصيل الذي توارثه المصريون عبر القرون في محبتهم لأولياء الله الصالحين.

- مشروعية الاحتفال بموالد آل البيت

وأضافت المشيخة، في بيان سابق لها، أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين موروث أصيل، أقر مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة، والتي أكدت أن السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من آل بيت النبي، وأن الطعن في نسبه أو ولايته محرم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.

- رفض الغلو والتأكيد على الوسطية

وشددت على أن التصوف الأزهري الوسطي بريء من مظاهر الغلو أو الخرافة، مؤكدة أن الطرق الصوفية تلتزم في جميع احتفالاتها بكتاب الله وسنة رسوله، وبالضوابط التي تضمن نقاء الفهم وسلامة الممارسة، موضحة أن وجود تجاوزات فردية لا ينفي مشروعية الأصل، وأن الواجب هو التصحيح بالحكمة والموعظة الحسنة، وصيانة مقامات أولياء الله من التشويه أو الاستغلال، حفاظًا على التراث الروحي والهوية الدينية السمحة للمجتمع المصري.

- موقف نقابة الأشراف من الاحتفالات

ومن جهتها، أكدت نقابة الأشراف، مشروعية الاحتفال بموالد آل البيت والأولياء الصالحين، كما أفتت بذلك دار الإفتاء المصرية وجمهور من العلماء، موضحةً أن هذه الاحتفالات تعبير عن المحبة والتقدير لهؤلاء الأعلام، وتذكير بسيرتهم العطرة واقتداء بفضائلهم، وهي من «أيام الله» التي تستحق الذكر والشكر.

- متحدث الأوقاف: نحيي السير العطرة بروح راقية

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، أسامة رسلان، إن الوزارة تستعد لاستقبال المناسبات الدينية والموالد بروح منضبطة تعكس سماحة الدين ووسطية الفكر المصري الأصيل، مؤكدًا أن هذه المناسبات تعد من مظاهر الثقافة الدينية المستنيرة التي تقوم على المحبة الصادقة لرسول الله وآل بيته الأطهار، بعيدًا عن أي هوى دنيوي أو مظهر يخالف تعاليم الدين.

- إحياء القيم الصوفية الصحيحة

وأوضح رسلان، في تصريحات لـ"الشروق"، أن الوزارة تحرص في كل موسم على إحياء السير العطرة لأولياء الله الصالحين، وتجلية الحقائق التاريخية المرتبطة بهم، من خلال فعاليات دعوية وتوعوية تبرز القيم الصوفية الصحيحة، وتؤكد معاني الزهد والورع والإخلاص التي قامت عليها مدارس التصوف في مصر.

- رعاية المساجد واستمرار النهج الوسطي

وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالمساجد المرتبطة بتلك المناسبات، عبر رعايتها الدائمة وتعيين أكفأ الأئمة لها، بما يحقق الرعاية الروحية والمادية، ويظهر القدوة الحسنة في كيفية الاحتفاء بالصالحين على نهج الكتاب والسنة.

وأضاف أن الوزارة ماضية في نهجها الديني والثقافي المتوازن، لإحياء المناسبات الدينية بروح راقية، بلا مغالاة أو جحود، حفاظًا على نقاء التراث الديني المصري ووسطيته المضيئة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك