- حفل الافتتاح سيهز العالم ويعيد للمصريين شعورهم بالفخر والولاء.. والعروض ستدمج بين تراث بلادنا وطبيعتها الخلابة
- نتوقع 20 ألف زائر يوميًا بعد الافتتاح.. وخطة عمرانية شاملة لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية
- نموذج تشغيل بالشراكة مع القطاع الخاص لضمان كفاءة واستدامة الخدمات.. وتطبيق إلكترونى ومرشد رقمى لتجربة تفاعلية غير مسبوقة داخل المتحف
قال الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، أحمد غنيم، إن المتحف حاليًا يستقبل فى المتوسط ما بين 5 و6 آلاف زائر يوميًا، لكننا نتوقع قفزة كبيرة بعد الافتتاح الرسمى، بحيث يصل العدد إلى ما بين 15 و20 ألف زائر يوميًا، مضيفًا أن المتحف الكبير هدية تقدمها مصر للإنسانية فى القرن الحادى والعشرين.
وأوضح غنيم، فى حواره لـ"الشروق"، أن هناك مخطط عمرانى شامل لتطوير المنطقة، أقره مجلس الوزراء، يهدف إلى جعلها وجهة سياحية متكاملة، مشيرًا إلى أن الخطة تشمل رفع كفاءة البنية التحتية، تطوير الفنادق والخدمات السياحية، والارتقاء بمنطقة نزلة السمان.
وأضاف: «تبنينا نموذج تشغيل يعتمد على الشراكة مع القطاع الخاص لإدارة الخدمات المقدمة للجمهور، بينما تظل الهيئة مشرفة بالكامل على جودة هذه الخدمات، وهذا النموذج يضمن استدامة مالية وكفاءة تشغيلية عالية، وهو مشابه لما تطبقه كبريات المتاحف العالمية».
وإلى نص الحوار..
< ما أبرز ملامح النشاط الثقافى والفنى داخل المتحف منذ التشغيل التجريبى؟
- التشغيل التجريبى كان حافزًا كبيرًا لإطلاق عدد من الفعاليات المتنوعة، حيث شهدنا فعاليات موسيقية وثقافية وتعليمية وتوعوية، بعضها من تنظيم المتحف ذاته والبعض الآخر باستضافة مؤسسات شريكة، بمتوسط يصل إلى نحو 5 أو 6 فعاليات كل شهر، وهو رقم يعكس الدور المتنامى للمتحف كمركز ثقافى وليس فقط كمؤسسة عرض آثار.
< هل لديكم أرقام عن أعداد الزوار حتى الآن.. وما المتوقع بعد الافتتاح الكبير؟
- حاليًا نستقبل فى المتوسط ما بين 5 إلى 6 آلاف زائر يوميًا، لكننا نتوقع قفزة كبيرة بعد الافتتاح الرسمى، بحيث يصل العدد إلى ما بين 15 و20 ألف زائر يوميًا، هذه الزيادة المتوقعة دفعتنا للاستعداد بشكل لوجستى وبشرى مكثف.
< ماذا أضاف التشغيل التجريبى للمتحف من خبرات؟
- لقد كان بمثابة تجربة حقيقية لاختبار قدراتنا، وقمنا بقياس كفاءة أنظمة الإضاءة والتهوية وحركة الجمهور، كما عملنا على تحسين توزيع المرشدين وتوفير المعدات مثل السماعات، وكذلك ساعدتنا التجربة فى تدريب فرق العمل على مواجهة ضغط الأعداد، ما منحنا مؤشرات دقيقة لتلافى أى ملاحظات قبل الافتتاح.
< وماذا عن محيط المتحف؟ هل هناك خطة متكاملة لتطوير المنطقة وربطها بالأهرامات؟
- بالفعل، هناك مخطط عمرانى شامل لتطوير المنطقة، أقره مجلس الوزراء، يهدف إلى جعلها وجهة سياحية متكاملة، والخطة تشمل رفع كفاءة البنية التحتية، تطوير الفنادق والخدمات السياحية، والارتقاء بمنطقة نزلة السمان. وجزء مهم من هذه الخطة هو الممشى السياحى الذى يربط المتحف بالأهرامات والمخصص لحركة المشاة وعربات الجولف، وهو مشروع أنجزنا جانبًا كبيرًا منه بالفعل.
< لننتقل إلى حفل الافتتاح.. كيف تجرى الاستعدادات؟
- التحضيرات على أشدها بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المسئولة عن تنظيم الحفل، وهناك لجنة من الوزارة تتابع بشكل يومى كل التفاصيل لضمان أن يخرج الحدث فى أبهى صورة، تعكس مكانة المتحف كأيقونة عالمية.
الإغلاق الذى بدأ فى 15 يونيو الماضى كان خطوة مقصودة لإتاحة المجال لاستكمال التجهيزات الفنية الخاصة بالافتتاح، والهدف ليس مجرد افتتاح عادى، بل عرض ضخم يليق باسم مصر وحضارتها.
سيشهد الحفل حضور شخصيات عالمية، وسنقدم إبهارًا حقيقيًا من خلال الدمج بين تراث مصر العريق وطبيعتها الخلابة، مع التركيز على الكنوز التى لا تقدر بثمن والتى سيحتضنها المتحف. أؤكد أن هذا الحدث «سيهز العالم»، وسيعيد للمصريين شعورهم بالفخر والولاء لبلدهم.
< بين آلاف القطع الأثرية الفريدة، كيف ستكون تجربة الزائر؟ وما هى المجموعة الأكثر إبهارًا؟
- الحقيقة أن كل قطعة فى المتحف ذات أهمية بالغة وتحكى قصة، لكن الفكرة الأساسية ليست فى القطعة المنفردة بل فى "طريقة السرد والحكي"، على سبيل المثال، مجموعة الملك توت عنخ آمون، التى تزيد على 5,500 قطعة، ستعرض بطريقة تجعل الزائر يعيش مع أيام الملك الشاب؛ حياته الشخصية، معتقداته، معاركه، والأشياء التى كان يستخدمها.
لدينا أيضًا 12 قاعة تحكى قصصًا مختلفة عبر التطور الزمنى أو بموضوعات متخصصة، وإذا تحدثنا عن تجربة فريدة، فأعتقد أن مركب الشمس خاصة إمكانية مشاهدة عملية ترميم المركب الثانى أمام أعين الزوار مباشرة، ستكون من أكثر الأمور إبهارًا.
< كيف جهز المتحف نفسه لاستقبال ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم؟
- انتهينا من أغلب الأعمال المحيطة بالمتحف والممشى، وننتهى من اللمسات الأخيرة لخطط النقل والمواصلات، جهزنا المنطقة بالكامل لتسهيل حركة المرور ودخول وخروج الحافلات وسيارات الأجرة.
كما تعاقدنا مع شركة لتوفير عربات (جولف كار) لنقل الزوار من البوابات إلى داخل المتحف، ولتجنب التكدس، أطلقنا نظام «التذاكر الإلكترونية» للحجز المسبق عبر الإنترنت، ووضعنا سيناريوهات للتعامل مع الكثافات فى أوقات الذروة.
< البعض يصف المتحف بأنه «الهرم الرابع» لمصر.. كيف تترجم هذا الوصف؟
- هذا الوصف دقيق جدًا، نحن لا نبنى متحفًا فقط، بل نبنى مجمعًا حضاريًا، المنطقة المحيطة تم تطويرها لتشمل فنادق ومطاعم ومناطق للتنزه، بعد دراسة وتخطيط، لتصبح فى حد ذاتها مزارًا سياحيًا، هدفنا هو مضاعفة نسبة السياحة الثقافية فى الجيزة وزيادة عدد الليالى السياحية، مما سيكون له أثر إيجابى على الاقتصاد.
< فى عصر التكنولوجيا.. ما الأدوات الرقمية التى سيقدمها المتحف للزائر؟
- مع الافتتاح، سنوفر تطبيق خاص على الهاتف المحمول، وسيتمكن الزائر من استخدام تقنية (QR Code) للحصول على معلومات غنية عن القطع، كما أن تقنيات «لواقع الافتراضى» والواقع المعزز ستوفر تجربة غامرة فريدة، ونوفر أيضًا خيارات متعددة للجولات سواء مع مرشد سياحى أو عبر «المرشد الرقمى»، والأهم أننا جهزنا المتحف بالكامل لاستقبال «ذوى الهمم»، عبر ممرات خاصة، لوحات بطريقة برايل، وخطط لإصدار كتالوج كامل بلغة برايل قريبًا.
< ما الرؤية المستقبلية للمتحف على المديين القريب والبعيد؟
- المتحف المصرى الكبير ليس مجرد متحف، بل هو مؤسسة حضارية متكاملة، رؤيتنا تتمثل فى جعله مركزًا علميًا وثقافيًا دوليًا، ومنصة تعليمية وبحثية، ومنارة عالمية فى علوم الآثار والترميم. نطمح أن يكون تجربة ثقافية شاملة تعكس عمق الحضارة المصرية للعالم.
< إدارة المتحف ستختلف عن النماذج التقليدية.. كيف؟
- تبنينا نموذج تشغيل يعتمد على الشراكة مع القطاع الخاص لإدارة الخدمات المقدمة للجمهور، بينما تظل الهيئة مشرفة بالكامل على جودة هذه الخدمات، وهذا النموذج يضمن استدامة مالية وكفاءة تشغيلية عالية، وهو مشابه لما تطبقه كبريات المتاحف العالمية.
< وأخيرًا.. ما الرسالة التى تود توجيهها للعالم من على أعتاب هذا الصرح التاريخي؟
- رسالتى مقتضبة من كلمات الرئيس: «المتحف المصرى الكبير هو هدية مصر للعالم». هذه ليست مجازًا، بل هى حقيقة، هذا الصرح بمعماره ومقتنياته والجهود البشرية التى عملت عليه سيجعل كل مصرى يشعر بالفخر، وسيجعل العالم ينظر إلى مصر بتقدير واحترام واشتياق، إنه أعظم هدية تقدمها مصر للإنسانية فى القرن الحادى والعشرين.