في خطوة أثارت موجة واسعة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، بدأت فرق البناء بالفعل في هدم جزء من الجناح الشرقي للبيت الأبيض تمهيدًا لبناء قاعة رقص ضخمة يرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تشييدها داخل المقر الرئاسي التاريخي.
مشروع فاخر بتمويل خاص
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، التي نشرت صورًا من موقع الهدم، أُزيلت أجزاء من الواجهة الشرقية بالفعل، بينما أظهرت صور أخرى نشرتها "نيويورك بوست" أعمال البناء في مراحلها الأولى.
وأكد ترامب، في منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، أن المشروع لن يكلف دافعي الضرائب أي أموال، موضحًا أنه ممول بالكامل من متبرعين وطنيين وشركات أمريكية كبرى.
وقال: "بدأنا في بناء قاعة الرقص الجديدة في البيت الأبيض، يشرفني أن أكون أول رئيس يطلق هذا المشروع الضروري دون أي تكلفة على الشعب الأمريكي".
قاعة بمواصفات فريدة
أعلن ترامب أن القاعة الجديدة ستكون الأكبر في تاريخ البيت الأبيض منذ أكثر من قرن، بتكلفة تقارب 250 مليون دولار، وتمتد على مساحة نحو 90 ألف قدم مربع (حوالي 8300 متر مربع)، وتتسع لما يقرب من 650 إلى 999 ضيفًا.
ووفقًا لنيويورك بوست، ستكون القاعة ذات إطلالة مباشرة على نصب واشنطن التذكاري، ومجهزة لاستضافة حفلات رسمية وتنصيب رئاسية مستقبلية، وأضاف ترامب: "القاعة ستكون رمزًا للفخامة الأمريكية، وموقعها بالقرب من البيت الأبيض دون أن تمس المبنى التاريخي نفسه".
خلفية تاريخية للموقع
وبحسب جمعية البيت الأبيض التاريخية، يعود بناء الجناح الشرقي الحالي إلى عام 1942 في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت، إذ شُيّد فوق مخبأ للطوارئ ويضم مكاتب السيدة الأولى ومدخل الزوار الرسمي ومسرحًا صغيرًا.
لكن تقارير واشنطن بوست تشير إلى أن الجناح يعاني من ضيق المساحة وصعوبة استيعاب أعداد كبيرة من الموظفين أو الضيوف، ما دفع إدارات سابقة إلى إقامة الحفلات الرسمية في خيام مؤقتة بالحديقة الجنوبية.
ويرى ترامب أن القاعة الجديدة تحل مشكلة المساحة وتتيح استضافة الفعاليات الكبرى داخل البيت الأبيض بشكل دائم، مؤكدًا أن تصميمها سيحافظ على الطراز المعماري الكلاسيكي للمبنى الرئاسي.
حفل خاص لكبار الممولين
ووفقًا لتقرير نشرته الجارديان، أقام ترامب مؤخرًا حفل عشاء خاصًا في البيت الأبيض تكريمًا للمانحين الذين ساهموا في تمويل المشروع، بحضور ممثلين عن شركات كبرى مثل أمازون، أبل، ميتا، جوجل، مايكروسوفت، ولوكهيد مارتن.
وخلال الحفل، كشف ترامب للضيوف عن موقع البناء الجديد، مشيرًا إلى أن القاعة ستكون مضادة للرصاص وقادرة على استيعاب ألف شخص.
عاصفة من الانتقادات
ورغم دفاع ترامب عن المشروع بوصفه إضافة جمالية ووطنية، إلا أن الخطوة أثارت معارضة سياسية حادة، فقد قدّم النائب الديمقراطي مارك تاكانو مشروع قانون يمنع أي أعمال تجديد في البيت الأبيض أثناء فترات إغلاق الحكومة، واصفًا توقيت المشروع بأنه غير مناسب في ظل توقف مؤسسات الدولة.
أما السياسي الجمهوري السابق جو والش فكتب على منصة X (تويتر سابقًا): "إذا ترشحت للرئاسة في 2028، سأستخدم جرافة لهدم قاعة ترامب، لأنها تدنيس كامل لبيت الشعب".
كما كتب المحامي الأمريكي رون فيليبكوفسكي قائلًا: "هذا تدنيس وفظاعة".
لكن من بين مؤيدي ترامب، علّق دوج بلينجز من الحزب الجمهوري والمرشح لمنصب حاكم ولاية كانساس، قائلًا إن كثيرًا مما يُتداول حول المشروع "مضلل أو غير دقيق"، مضيفًا بلهجة غاضبة: "هذا ليس جزءًا من البيت الأبيض، بل الممر الخارجي المغطى الذي يمتد من السكن إلى الجناح الغربي، وفي الواقع، الرئيس تيدي روزفلت هو من أزال البيوت الزجاجية في ممتلكات البيت الأبيض لبناء الجناح الغربي والممر الحالي".
موعد الانتهاء المتوقع
ووفقًا لتقارير واشنطن بوست والجارديان، يُتوقع اكتمال المشروع قبل نهاية ولاية ترامب الثانية في يناير 2029، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يضيف قاعة رقص كاملة إلى البيت الأبيض منذ أكثر من 100 عام.