شهدت قاعة «الباب» بمتحف الفن المصرى الحديث افتتاح معرض بعنوان «ربع تون» للفنان نصير شمة مساء أمس الأول، وذلك بحضور الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة السابقة، وعدد من قيادات العمل الثقافى، والفنانين وأساتذة الفنون، والشخصيات العامة ومنهم الكاتب محمد سلماوى، والفنانة نازلى مدكور والشاعر محمد بغدادى والفنان طارق الكومى نقيب التشكيليين المصريين.
معرض «ربع تون» يستضيفه قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، ويستمر فى استقبال زواره حتى الأول من فبراير المُقبل من 9 صباحا حتى 9 مساءً باستثناء أيام الجمعة.
وعن المعرض قال الفنان نصير شمة إنه محاولة للخروج من إطار عمله بالمجال الموسيقى، عبر وسيلة تعبير مختلفة، مشيرا إلى أن هواية الرسم كانت دائما فعلاً موازيًا للعزف على العود، وإنه كان يخجل من عرضها اعتقادًا منه أنها لا ترقى لمستوى العرض، ولكن عندما شاهد عدد من المتخصصين بعض منها شجعوه على عرضها، ومن هنا كانت مشاركته فى معرض «أبوظبى آرت» الذى يعد من أكبر معارض الفن التشكيلى فى المنطقة العربية، وهو ما شجعه على إقامة معرضه الخاص الأول فى سبتمبر الماضى، خاصة وأن أعماله التى تم اختيارها فى «أبو ظبى آرت» لم تكن موقعة، واختارتها اللجنة دون أن تعرف اسم صاحبها، فيما يعد «ربع تون» هو أول معارضه بالقاهرة.
وأكد نصير شمة على العلاقة الوثيقة بين مختلف ألوان الفنون، وقال إن الموسيقى حاضرة فى معرضه عبر الهارمونى اللونى، ومن هنا اختار له عنوان «ربع تون»، وأنه فى العادة يرسم لوحاته بعد البروفات، وفى أوقات يكون محملاً بمشاعر موسيقية، والتى يحولها إلى علاقات لونية على صفحة اللوحة.
واختتم نصير قائلا: «سعادتى كبيرة أن يُقام معرضى الشخصى الثانى فى القاهرة حيث قضيت فيها ثلث حياتى مؤسسًا وعازفًا وجزءًا فاعلاً من حركتها الثقافية، وأتمنى أن تجد لوحاتى إعجاب الجمهور المصرى الذى استقبل موسيقاى بحفاوة على مر سنوات طويلة».
من جانبه أشاد الدكتور أحمد فؤاد هنو، بالمستوى الفنى الرفيع للمعرض، ووصفه بالتجسيد الحى لقوة الفن وقدرت الفنان على التنوع، وتجاوز الحدود؛ حيث إن الأعمال المعروضة فى «ربع تون» تمثل رحلة روحية وفكرية، وتؤكد تميز إبداعات الفنان وتفرده، حيث استطاع أن يخلق لغة بصرية تعكس تجربته الموسيقية العميقة.
وأضاف وزير الثقافة: «نحن فخورون بأن تستضيف القاهرة هذا المعرض الذى يجسد التلاقى بين الفنون المختلفة؛ حيث تتحول الألوان إلى نغمات، والفرشاة إلى آلة موسيقية، فالمعرض يؤكد أن الفن هو الجسر الذى يربط بين الثقافات، ويعبر عن روح الإبداع التى تجمعنا كبشر».
وقال الدكتور وليد قانوش إن نصر شمة يقدم مجموعة أعمال تصويرية تعكس تصوفًا ورهافة وكأنها نقوش على جدار أثرى؛ حيث أكسبها أسلوبه التجريدى أبعادًا رحبة للخيال والشاعرية وكأنها إحدى معزوفاته ولكن هذه المرة بصرية، تاركًا كل الحرية لوجدان المتلقى فى قراءتها والتأثر بها فهى كما الألحان عذبة تسمح بنسج الحلم والأحاسيس».
فيما أشار رئيس قطاع الفنون التشكيلية إلى أن المعرض يأتى ضمن الاحتفال بإعادة افتتاح متحف الفن الحديث أمام الجمهور بعد تطويره، وهى الاحتفالية التى تشهد افتتاح معرض «خبيئة بيكار»، والذى يضم مجموعة من الاسكتشات واللوحات التى تعرض لأول مرة للفنان التشكيلى الرائد حسين بيكار احتفالا بمرور 112 عاما على ميلاده، وعرض فيلم «ثامن العجائب» الذى أنتجته وزارة الثقافة لتوثيق أعمال نقل معبد أبو سمبل فى أسوان، والذى صاحبه عرض وتقديم للمعمارى حمدى السطوحى.