حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة، بعنوان: "نعمة الأمن".
وقالت الوزارة: إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بأهمية الأمن في حياة الناس، واستلهام الدروس من الإسراء والمعراج.
• وإلى نص الخطبة:
«الحمد لله رب العالمين، الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، نحمدك اللهم حمد الشاكرين، ونسألك اللهم الهدى والرضا والعفاف والغنى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الأمن أعلى قيمة في حياة الإنسان، ونعمة عظمى من الرب الوهاب جل جلاله، فإذا حل الأمان في وطن كان الاستقرار والتقدم والرقي، فتقام الحضارة، ويبنى الإنسان، وتصان الأعراض والممتلكات، وإذا غاب الأمن حل الدمار والخوف والذعر في الشوارع والبيوت والقلوب.
أيها السادة، لقد ألح القرآن الكريم على تحقيق الأمن في كافة مفرداته وأبعاده وآليات صناعاته، انظروا إلى الحال الإبراهيمي وهو يردد {رب اجعل هذا البلد آمنا}، {رب اجعل هذا بلدا آمنا}، حيث عرف قلب الخليل عليه السلام قدر نعمة الأمن، فدعا الله جل جلاله أن يبسط في الأرض الأمن والأمان، فكان لهذه الدعوة الصادقة أثر باق، وبركة سابغة ممتدة عبر الزمان والمكان {أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون}، {فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
أيها الناس، إذا أردتم أن تعرفوا قدر نعمة الأمن فانظروا إلى حال من فقدها، حيث لا طعام يطيب، ولا شراب يروي، ولا قلب يسكن ويطمئن، ولا ترى إلا الدمار والخراب، وضياع البلاد والعباد، فتزهق الأرواح، وتسفك الدماء، وتنهب الأموال، ثم تذوقوا معي هذا البيان النبوي المعظم «من عاش آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا».
ويا أيها الشعب المصري أبشروا واطمئنوا، فقد جعل الله بلادكم أم البلاد، وغوث العباد، ومهبط الأنبياء، وموطن الأولياء، بلادكم محفوظة، مجبورة منصورة، خزائنها هي خزائن الأرض، وأهلها في رباط إلى يوم القيامة، مصر هي وصية الجناب الأنور صلوات ربي وسلامه عليه «إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا؛ فإن لهم ذمة ورحما»، «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».