الطماطم المجففة بتونس.. مشروع واعد وأسواق جاهزة - بوابة الشروق
الأربعاء 23 يوليه 2025 6:23 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

الطماطم المجففة بتونس.. مشروع واعد وأسواق جاهزة

تونس - الأناضول
نشر في: الثلاثاء 22 يوليه 2025 - 1:53 م | آخر تحديث: الثلاثاء 22 يوليه 2025 - 1:53 م

** عبد الفتاح العاتي مزارع ينتج الطماطم المجففة:
- تجفيف الطماطم أصبح نشاطا اقتصاديا رائجا بمنطقة الناظور جنوبي تونس ونصدر لإيطاليا
- بمنطقتنا 6 وحدات تجفيف يشتغل فيها أكثر من 3 آلاف عامل
- لا نواجه مشاكل في التسويق وأكبر تحدياتنا غلاء أسعار الأدوية
** شكري الرزقي نائب رئيس نقابة المزارعين:
- تجفف تونس نحو 50 ألف طن من الطماطم سنويا من نحو مليون طن من الإنتاج
- زراعة الطماطم تتغير حسب ظروف الإنتاج والمناخ وتوفر مياه الري

على مساحات واسعة بجانب طرق منطقة الناظور بولاية زغوان المتاخمة للعاصمة التونسية جنوبا، تمتد موائد حمراء تنتشر عليها حبات طماطم مقطعة متروكة لشمس الصيف الحارقة، تمهيدا لتجفيفها وإعدادها لأسواق إيطالية باتت تطلب بشدة هذا النوع من الغذاء.

وأمام إحدى هذه المساحات الحمراء المملوكة للمزارع التونسي عبد الفتاح العاتي، تنهمك عشرات النسوة في تقطيع الطماطم على موائد مصنوعة من شباك مرفوعة على قضبان حديدية، يطلق عليها المزارعون اسم "منشر" حتى تكون الثمار المعدة للتجفيف بعيدة عن الحشرات والزواحف.

العاتي الذي يؤجر أرضا بمساحة 50 هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، يعمل معه أكثر من 300 شخص، يتوزعون بين الحقول ووحدات تجفيف الطماطم.

وعن التوجه المتزايد لزراعة الطماطم بتونس من أجل تجفيفها بعد أن كانت تباع طازجة أو لإنتاج الصلصة، قال العاتي إن تجفيف الطماطم في منطقة الناظور يعد نشاطا جديدا بدأ منذ نحو 6 سنوات لكنه كان معروفا لمناطق شمالي تونس منذ حوالي 20 عاما.

وتصدر تونس حوالي 6 آلاف طن من الطماطم المجففة تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار، وفق تقديرات غير رسمية.

وتشير بعض الدراسات إلى أن آفاق أسواق الطماطم المجففة التونسية واعدة بشكل خاص تجاه الأسواق الإيطالية والألمانية والفرنسية.

وقال العاتي للأناضول: "كنت أزرع الطماطم لأبيعها لأحد التجار المحليين، إلى أن تواصل معي مستثمر إيطالي فجاءتني فكرة تجفيفها فأصبحت أبيع كل الإنتاج للتصدير".

وأضاف: "رغم أن تجفيف الطماطم كان تقليدا عائليا في تونس، حيث تتم زراعة المحصول في أحواض قليلة وتجفف للاستهلاك العائلي، لكن مع دخول الطماطم المعلب انقطعت هذه العادة".

ورغم قدم تجفيف الطماطم بالبلاد، أوضح العاتي أن كثافة العمل بالمجال واستعمال الشِّباك في منطقة الناظور أتى مع المستثمرين الايطاليين.

** نشاط بآلاف العمال

وحول أعداد المشتغلين بالطماطم المجففة في منطقة الناظور، قال العاتي: "بمنطقتنا 6 وحدات تجفيف يشتغل فيها أكثر من 3 آلاف عامل دون احتساب من يبيع للمعامل".

ومشيرا إلى وجود وحدات تجفيف تشغل أكثر من ألف عامل، قال إن تجفيف الطماطم يجلب مداخيل كبيرة.

وتابع: "هذا النشاط أحدث حركية اقتصادية وليس هناك عاطلون في المجال، وأجرة العمال صعدت إلى 21 دينارا ( 7.2 دولارات) و 22 دينار ( 7.5 دولارات) في حصة العمل، والعمل يتم صباحا أو مساء فقط".

وحول الصعوبات التي يواجهها المجال، قال العاتي إن أكبر التحديات هي غلاء أسعار الأدوية لعلاج أمراض الطماطم المزروعة.

وأضاف: "هذا العام واجهنا مرض الميلديو (أمراض فطرية تصيب الزراعات نتيجة الحرارة والرطوبة) ما نتج عنه خسائر تراوحت بين 5 آلاف دينار (1.7 ألف دولار) لمن له 5 هكتارات، وأكثر من 500 ألف دينار (172.4 ألف دولار) بالنسبة لمن يملك 50 هكتارا".

وبسبب الأمراض هذا العام، لا يتوقع العاتي أن تنتج مزارعه الكثير مقارنة بأعوام سابقة، ويشكو من غياب الإرشاد الفلاحي الذي يدل المزارعين على أفضل أنواع الأدوية.

وأردف: "الإنتاج يتغير كل عام، 50 هكتارا يمكن أن تنتج بين 100 طن و200 طن طماطم مجفف".

قال العاتي إنه لا يواجه مشاكل في التسويق رغم انخفاض الأسعار هذا العام، ويبيع كيلو الطماطم المجففة بنحو 8 دنانير (2.7 دولار)، بينما باعه عام 2023 بـ 12 دينارا (4.1 دولار).

ووفق العاتي، يتحكم في أسعار الطماطم المجففة بمنطقتهم، الموردون الإيطاليون الذين يجتمعون لتحديد الأسعار التي سيشترون بها.

** مراحل تجفيف الطماطم

في مكان مجاور لوحدة العاتي لتجفيف الطماطم، حدثنا العامل حاتم رجب عن مراحل إعداد الطماطم المجففة قائلا: "نجلب الطماطم من المزرعة ونقوم بغسلها عبر آلة غسيل خاصة ثم نضع شرائحها على الشباك ونرش عليها الملح تمهيدا لتجفيفها".

وأضاف رجب للأناضول: "بعد يومين أو ثلاثة أيام يتم جمع شرائح الطماطم في صناديق ونعمل على فرزها ثم نضعها في مبردات قبل أن يتم تصديرها".

وبشأن الكمية المطلوبة من الطماطم الطازجة للحصول على كيلوغرام مجفف، قال رجب: "يتم ذلك حسب النوع، فإن 10 كلغ طازجة من الطماطم التي يطلق عليها اسم ’فاسكو’ تعطي كيلوغراما واحدا مجففا، أما نوعية ’أراكو’ فتحتاج نحو 12 كيلوغراما من الطماطم الطازجة للحصول على كيلوغرام واحد مجفف".

وأوضح رجب أن أكثر شتول الطماطم تأتي من إيطاليا ويعيد المزارعون إنتاج شتلات جديدة منها.

وأشار إلى أن زراعة الطماطم تبدأ منتصف فبراير من كل عام، بينما يعتمد الإنتاج المجفف على أشعة الشمس وذلك بين 15 يونيو إلى 15 أغسطس من كل عام.

** 50 ألف طن سنويا

نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، المكلف بالإنتاج الفلاحي (نقابة المزارعين) شكري الرزقي، أكد للأناضول عدم وجود أرقام ثابتة حول إنتاج الطماطم المجففة في تونس.

وعن المجال، قال الرزقي: "هناك تقريبا نحو 50 ألف طن من الطماطم يتم تجفيفها سنويا، بين نحو مليون طن من الطماطم الطازج التي يتم إنتاجها في تونس سنويا".

وأضاف: "هناك 200 ألف طن من الطماطم الطازجة توجه للأسواق والبقية تحوّل للتخزين".

وأشار إلى أن تونس تستهلك نحو 7 آلاف طن من الطماطم المخزنة بينما يتم تصدير نحو 10 آلاف طن مجفف.

وذكر أن المساحات المخصصة عادة لزراعة الطماطم في تونس تبلغ نحو 14 ألف هكتار.

ولفت الرزقي إلى أن محاصيل الطماطم تتغير بحسب ظروف الإنتاج والمناخ وتوفر مياه الري، كما تتأثر بالأمراض وارتفاع درجات الحرارة .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك