الأزمات النفسية لدى المراهقين.. خبراء يوضحون الأسباب والحلول - بوابة الشروق
الجمعة 22 أغسطس 2025 11:24 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

الأزمات النفسية لدى المراهقين.. خبراء يوضحون الأسباب والحلول

رنا عادل
نشر في: الجمعة 22 أغسطس 2025 - 5:46 م | آخر تحديث: الجمعة 22 أغسطس 2025 - 5:46 م

مع اقتراب عودة الطلاب إلى المدارس يزداد قلق الأهالي بشأن الصحة النفسية لأبنائهم، فالأرقام تكشف أن المراهقين اليوم، خصوصا الفتيات، أكثر عرضة للشعور المستمر بالحزن أو فقدان الأمل والتفكير في الانتحار مقارنة بما كان عليه الحال قبل عشر سنوات.

ووفقا لنتائج مسح صادر عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، فإن 40% من طلاب المرحلة الثانوية عام 2023 أبلغوا عن معاناتهم من مشاعر حزن أو يأس متواصل، وهو انخفاض طفيف عن نسبة 42% المسجلة أثناء جائحة كورونا، لكنه يظل أعلى بعشر نقاط مئوية من معدلات العقد الماضي.

وفي هذا السياق، أوضح الصحفي والكاتب الأمريكي مات ريتشيل، الذي قضى أربع سنوات في دراسة مرحلة المراهقة وأصدر كتابه الجديد "كيف ننضج: فهم فترة المراهقة"، في حوار مع شبكة CNN أبرز أسباب الأزمة وما يمكن أن يفعله الأهل.


- لماذا يعاني المراهقون نفسيا أكثر من قبل؟

يقول ريتشيل إن دماغ المراهق شديد الحساسية ويتعرض في وقت قصير لكم هائل من المعلومات في عالم سريع التغير. هذا التدفق قد يتحول إلى قلق، اجترار ذهني، أو اضطرابات نفسية.

ورغم الاعتقاد الشائع بأن الهواتف الذكية هي السبب الرئيسي، يؤكد أن الأمر أعقد من ذلك، فالمراهقون في الثمانينيات مثلا واجهوا مخاطر أخرى مثل شرب الكحول والقيادة تحت تأثيرها، أما اليوم فقد تراجعت تلك السلوكيات بينما برزت مشكلات الصحة النفسية.


- تحديات مرتبطة بمرحلة العمر

يشير ريتشيل إلى أن المراهقة بطبيعتها فترة انتقالية هدفها دمج المعروف والمجهول، فالمراهق يسمع من والديه ما هو صحيح، لكنه يكتشف بنفسه أن الواقع قد يكون مختلفا، وهو ما يخلق صراعا داخليا. ومع انخفاض سن البلوغ، تتعرض أدمغتهم مبكرا لهذا الضغط دون أن تكون جاهزة تماما للتعامل معه.

كما أن طبيعة الاستكشاف تغيرت، ففي الماضي كان المراهق يختبر العالم بالخروج والمغامرات الجسدية، أما اليوم فالكثير من الاستكشاف يحدث داخليا وعلى الشاشات، ما يترتب عليه أسئلة وجودية أعمق ومشكلات نفسية بدلا من الإصابات الجسدية.


- وسائل التواصل.. أثر مزدوج

يرى ريتشيل أن تأثير مواقع التواصل يختلف من شاب لآخر. بعضهم يشعر بسعادة بعد استخدامها لأنها تمنحه تواصلا، بينما يعاني آخرون من المقارنات المستمرة التي تزيد شعورهم بالنقص.

لكن الاستخدام المفرط يظل خطيرا لأنه يزاحم النوم والتمارين والتفاعل الواقعي، وهي عناصر ضرورية للصحة النفسية.


- كيف يمكن مساعدة الأبناء؟

ويؤكد ريتشيل أن الحل ليس في إغراق المراهقين بالمزيد من النصائح وقت الأزمة، بل في تعليمهم مهارات مواجهة الضغط.

هذه المهارات قد تكون بسيطة مثل ممارسة الرياضة، أخذ حمام بارد، أو تقنيات العلاج السلوكي المعرفي، وهي طرق تساعد على تهدئة كيمياء الدماغ ليصبحوا أكثر قدرة على التفكير المنطقي لاحقا.

ويختم بالتأكيد أن الآباء يظلون المؤثر الأكبر في حياة أبنائهم، وأن دورهم الأساسي هو احتواء انفعالات المراهقين.

وأفضل ما يمكن أن يقدمه الأهل في هذه المرحلة هو الصبر والاحتواء، فحين يمر المراهق بمشاعر سلبية ويشعر بالرفض من محيطه، لا يكون جاهزا لسماع الردود المنطقية أو محاولات الإقناع. لذلك من المهم منحه مساحة للتعبير عن انفعالاته، وانتظار اللحظة التي يكون فيها أكثر هدوءا ليستطيع رؤية الأمور بواقعية أكبر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك