أردوغان: السلام لن يتحقق إلا بحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة - بوابة الشروق
الإثنين 22 سبتمبر 2025 10:44 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

أردوغان: السلام لن يتحقق إلا بحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة

أنقرة / الأناضول
نشر في: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 8:22 م | آخر تحديث: الإثنين 22 سبتمبر 2025 - 8:22 م

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السلام العادل في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني على دولة مستقلة كاملة الأركان على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك في مقال للرئيس أردوغان باللغة الإنجليزية بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، بعنوان "الرؤية الدبلوماسية التركية من أجل العدالة والرفاه" شاركها رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران بمنشور عبر منصة "إن سوسيال" التركية.

ودعا أردوغان في مقاله دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين، معتبرا أن الاعتراف "هو أقوى ردّ على الاحتلال والحصار والقمع الذي تمارسه إسرائيل على غزة".

واستهل مقاله بتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها العالم منذ فترة في مقدمتها الصراعات والإرهاب والأوبئة والكوارث المناخية واختلال ميزان العدل والمساواة وثقل ذلك على كاهل النظام الدولي القائم.

وقال بهذا الصدد: "دون الحياد عن سياستها الخارجية القائمة على مبادئ العدالة والسلام والتضامن، تعمل تركيا برؤية تأخذ بعين الاعتبار أمنها والمستقبل المشترك للإنسانية، في خضم أزمات شاملة ومعقدة".

وأضاف :"دعوتنا التي تنطلق من إدراكنا بأن العالم أكبر من خمسة، والتي نكررها منذ سنوات، تتجاوز مجرد انتقاد النظام القائم، لتفتح آفاقًا لمستقبل مشترك للبشرية."

مجلس الأمن مقيد بمصالح خمس دول

وأشار الرئيس التركي إلى أن الأمم المتحدة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية للحفاظ على الأمن والسلم العالميين، فشلت في أداء وظيفتها الأساسية في مواجهة الأزمات والصراعات التي نواجهها اليوم.

وأردف: "مجلس الأمن يعد أهم أجهزة الأمم المتحدة الذي أُنشئ بحجة الحفاظ على العدالة والمساواة، محصورٌ بإرادة ومصالح خمس دول فقط في عمليات صنع القرار المتعلقة بالأزمات الإقليمية والعالمية".

وتابع: "يجب إصلاح هذا الهيكل غير العادل على الفور، والذي يُعد من الأسباب الرئيسية لانعدام إيجاد الحلول في عصرنا".

وشدد على ضرورة "تحويل الأمم المتحدة إلى مركز فاعل للتعددية، ينسجم مع فلسفتها تأسيسها، وهو الحاجة الملحة لإيجاد حلول عادلة للمشاكل العالمية".

وبين أنه رغم الفراغ والتحديات الجيوسياسية بسبب فقدان الأمم المتحدة فعاليتها، تضع تركيا الحوار ودبلوماسية الوساطة في صميم سياستها الخارجية.

واعتبر "مبادرة الحبوب" عبر البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا، مثالا واضحا على إسهام هذا النهج بشكل ملموس في الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

وقال: "في منطقة شاسعة تمتد من القوقاز إلى إفريقيا ومن الشرق الأوسط إلى البلقان، لم تتوان تركيا عن تحمل مسؤولياتها في إنهاء النزاعات من خلال حلول دبلوماسية عادلة، وفتح الباب أمام سلام مستدام وعادل".

تركيا دورها ستواصل بتعزيز التضامن العالمي

وأكد أردوغان أن الرؤية الدبلوماسية لتركيا لا تتجلى فقط في حلّ الأزمات، بل أيضًا تحمل بعدا إنسانيا.

وأشار إلى أن مكانة تركيا كواحدة من أكبر مانحي المساعدات الإنسانية في العالم هو تجسيد للمسؤولية التي يفرضها عليها تاريخها وقيمها قائلا: "على هذا الأساس ستواصل تركيا بحزم دورها كدولة رائدة في تعزيز التضامن العالمي".

ووصف "احتلال إسرائيل المستمر وانتهاكاتها في غزة" من أعظم الاختبارات للضمير الإنساني، مؤكدًا أن هذا الاختبار قد انتهى بعار على الإنسانية جمعاء، وخاصةً على الجهات الفاعلة في النظام الدولي.

"الاعتراف بفلسطين أقوى رد بمواجهة الاحتلال والحصار"

ولفت الرئيس التركي إلى مقتل الأطفال والنساء الفلسطينيين في قطاع غزة، وحرمان الملايين من احتياجاتهم الأساسية بسبب الحصار.

وأضاف: "تواصل تركيا جهودها دون انقطاع من أجل تحقيق وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل متواصل، وإحياء حل الدولتين".

وأشار إلى أن المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى غزة والتي تجاوزت 100 ألف طن، ما هي إلا خطوة من خطوات اتخذتها بلاده لتضميد جراح الفلسطينيين الذين يكافحون الجوع تحت الحصار اللاإنساني الذي تفرضه إسرائيل.

وتابع: "نؤمن بأن المجتمع الدولي مطالب بموقف أكثر صلابة وصدقا تجاه هذه الوحشية، حيث يفقد يوميا عشرات الفلسطينيين الأبرياء حياتهم إما جوعا، أو بسبب انعدام الدواء، أو برصاص وقنابل قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وجدد أردوغان تأكيده بأن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حدود العام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، مضيفا بالقول: "هذا شرط لا غنى عنه لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط".

وأردف: "نداؤنا إلى دول العالم واضح: اعترفوا بدولة فلسطين، فالاعتراف بفلسطين هو أقوى رد على الاحتلال والحصار والظلم".

وتابع: "نهنئ البلدان التي أعلنت مؤخرا عزمها اتخاذ قرار في هذا الاتجاه، ونتوقع منها أن تكون متسقة في قراراتها وأن تترجم التزاماتها إلى خطوات ملموسة".

كل خطوة بشأن مستقبل سوريا يجب أن تراعي مصلحة شعبها

وأضاف أردوغان أن سوريا بلد ذو أهمية كبيرة بالنسبة للاستقرار الإقليمي، مبينا أن الصراع المستمر فيها منذ العام 2011 تسبب في مقتل مئات آلاف الأشخاص، وتشريد الملايين، وإحداث دمار واسع.

وشدد على أن إعادة إعمار سوريا وإحيائها أمر لا مفر منه من أجل استقرار الشرق الأوسط.

وأكمل: "كل خطوة تُتخذ بشأن مستقبل سوريا يجب أن تراعي قبل كل شيء مصلحة الشعب السوري. وينبغي أن يُعلم أيضا أن الاستقرار والسلام الدائمين في سوريا لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال الأخذ في الاعتبار الإرادة المشتركة لجميع السوريين، دون منح امتياز لأي انتماء أو جماعة".

وأكد أن تركيا ستواصل الدفاع عن مبدأ "احترام سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية".
واستطرد: "ترفض تركيا أي مبادرات تتجاهل إرادة الشعب السوري، وتفسح المجال للأطماع الانفصالية أو للتنظيمات الإرهابية".

وشدد على أن "الطريق الوحيد لإصلاح الأخطاء المرتكبة في سوريا خلال السنوات الـ14 الماضية، هو دعم إقامة نظام دولة ومجتمع مستقر على أساس نهج أمني تعاوني".

وتابع: "في ضوء التجارب المؤلمة التي عشناها نعلم أن مستقبلا يسوده الحق والعدالة والتضامن لا يمكن أن يُبنى إلا بإرادتنا المشتركة".

وأكد أن تركيا، إدراكا منها لهذه المسؤولية، ستواصل الاضطلاع بدورها الريادي في مسيرة إنسانية نحو مستقبل مشرف وعادل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك