ميندونسا يستكشف الدكتاتورية المظلمة فى البرازيل .. وسيرجى لوزينيستا ينقلنا إلى حقبة التطهير الستالينى فى روسيا
لويس أندرسون فى مهمة ساحرة مرصعة بالنجوم.. ودومينيك مول يستدعى مواجهات «السترات الصفراء
يختتم غدا مهرجان كان السينمائى الدولى دورته الـ78، وسط ترقب كبير لمن سيتوج بالسعفة الذهبية التى يتنافس عليها ٢٢ فيلما، بجانب جوائز المهرجان المتنوعة بأقسامه الموازية، حيث ضم المهرجان هذا العام باقةً مميزةً من الأفلام، التى تُعرض لأول مرة، وتُقدم مزيجًا فريدًا من الأنواع السينمائية لتشكل موجة جديدة من إلهام وإبداع الواعدين الجدد، وحتى أفلام المخرجين المستقلين، بدءًا من أفلام الإثارة النفسية والكوميديا السوداء مثل «مت يا حبيبى» لجنيفر لورانس وروبرت باتينسون، وصولًا لأفلام الحركة والمغامرة مثل «إيدينجتون»، و«مهمة مستحيلة».. «الحساب الأخير» لتوم كروز، والسيرة الذاتية مثل «إليانور العظيمة» لسكارليت جوهانسون، و«المخطط الفينيقى» كوميديا التجسس للويس اندرسون بجانب «حادث بسيط» للإيرانى جعفر بناهى الذى يعود للمهرجان بعد سنوات، بالإضافة إلى الأخوين جان-بيير ولوك داردين، الثنائى الأيقونى فى السينما البلجيكية، مع عملهما الدرامى الاجتماعى «الأمهات الشابات» و«الصغيرة الأخيرة» للتونسية الفرنسية حفيظة درزى، و«القضية ١٣٧» لدومنيك مول.
ووفقا لتوقعات النقاد ورواد المهرجان تظهر فى الأفق 15 فيلما تستحوذ على الحدث الاهم وتحظى بالاهتمام، وتلك هى القائمة:
١- «مت يا حبيبى»
فيلم الكوميديا السوداء والإثارة النفسية للمخرجة الاسكتلندية لين رامزى، تجىء حبكته وطاقم الممثلين الرائعين جينيفر لورانس، وروبرت باتينسون، ولاكيث ستانفيلد، ونيك نولتى، وسيسى سبيسك لتجعله عملا مميزا بحسب نقاد عالميين. الفيلم المقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه صدرت عام ٢٠١٧ لأريانا هورويتز، ويُعرض لأول مرة فى كان، وتدور أحداثه بمنطقة ريفية نائية ومنسية، حيث يتتبع أمًا «جريس» تعانى من اكتئاب مابعد الولادة وتقترب من حافة الانهيار لتفقد عقلها تدريجيًا، بينما تكافح من أجل البقاء.
٢- «المخطط الفينيقى»
يعرف المخرج ويس أندرسون بأسلوبه الفريد والساحر فى صناعة الأفلام، وبعد عرض فيلميه الأخيرين، «المرسل الفرنسى» و«مدينة الكويكب»، فى كان، يعود مجددًا للمهرجان بفيلمه «المخطط الفينيقى» والذى تدور أحداثه حول «زازا كوردا» رجل أعمال ثرى وقطب اعمال دولى (بينيسيو ديل تورو) لديه أعداء كثيرين. يعتزم توريث ممتلكاته الفاخرة لابنته الوحيدة، الراهبة «ليسل»، وتؤدى دورها ميا ثريبلتون،. ينطلق الاثنان معًا فى مهمة محفوفة بالمخاطر حول العالم، يصادفان مجموعة من الشخصيات المتنوعة التى يؤديها النجوم مايكل سيرا، وتوم هانكس، وسكارليت جوهانسون، وبنديكت كومبرباتش، وريز أحمد، وويليم دافو، وبيل موراى، وبراين كرانستون.
٣- «إليانور العظيمة»
يُمثّل هذا الفيلم التجربة الإخراجية الأولى للممثلة سكارليت جوهانسون. وفيه تلعب الممثلة جون سكويب، المرشحة لجائزة الأوسكار، دور امرأة متقاعدة تيلغ من العمر 95 عامًا تنتقل لنيويورك بعد وفاة زميلتها فى السكن وصديقتها المقربة بحثًا عن بداية جديدة. ولأن تكوين صداقات جديدة فى سن التسعين أمرٌ صعب، تُصادق طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عامًا «إيرين كيليمان» فى مدينة نيويورك.
تضيف سكارليت جوهانسون كمخرجة إلى سجلها الحافل بهذه القصة التى تتناول صداقة عابرة للأجيال محطة جديدة عبر هذا النوع الدراما التى تركز على الشخصيات، والتى تخصصت فيها جوهانسون فى بداياتها كممثلة، ويشارك فى بطولة الفيلم كل من تشيوتيل إيجيوفور وجيسيكا هيشت.
4- «أدينجتون»
أرى أستر، مخرج فيلمى الرعب الشهيرين «ميدسمار» و«هيريديترى» يُحوّل الآن نظرته الإخراجية الثاقبة لنوع كلاسيكى آخر وهى أفلام الغرب الأمريكى. تدور أحداث فيلمه «إيدينجتون» فى ذروة جائحة كوفيد-19 ببلدة صغيرة فى نيو مكسيكو، وهو تفسير حديث وساخر تمامًا للصراع المتصاعد بين جهات تنفيذ القانون والسياسيين المحليين. يؤدى خواكين فينيكس - الذى لعب دور البطولة فى فيلم آرى أستر الأخير «بو إز أفريد» دور شريف بلدة صغيرة يواجه عمدة إيدينجتون، الذى يؤدى دوره بيدرو باسكال.
5- «تاريخ الصوت»
يقدم المخرج الجنوب أفريقى أوليفر هيرمانوس وأبطاله بول ميسكال وجوش أوكونور دراما رومانسية تاريخية، مُقتبسة من قصة قصيرة نُشرت عام ٢٠٢٤ لبن شاتوك (شارك شاتوك أيضًا فى كتابة السيناريو مع هيرمانوس). يُجسّد ميسكال وأوكونور دورى ليونيل وديفيد، الطالبين فى معهد نيو إنجلاند الموسيقى خلال الحرب العالمية الأولى. بعد أن نشأت بينهما علاقة عاطفية فورية فى حانة بيانو مليئة بالدخان، انطلق الاثنان لجمع الأغانى الشعبية من مواطنيهما ليشكلا صورة جديدة للمجتمع والوطن.
6 - «المدعون العامون»
فى فيلم «المدعين العامين»، يُعيدنا المخرج الأوكرانى سيرجى لوزينيستا إلى حقبة التطهير الستالينى فى روسيا، مُقتبسًا روايةً تحمل الاسم نفسه للفيزيائى والناجى من معسكرات الجولاج، جورجى ديميدوف. يتتبع الفيلم مدعٍ عامٍّ مُعيّن حديثًا يطلب مقابلة سجينٍ وقع ضحيةً لعملاء فاسدين من الشرطة السرية. ويغوص سيرجى لوزينيستا فى أعماق نظامٍ شمولى منذ دراسته لصناعة الأفلام فى أوائل التسعينيات، حيث عمل على ربط نوعى الأفلام الوثائقية والروائية. بفضل اهتمامه الدقيق بالتفاصيل، ويشهد بأفلامه على صراعات قديمة وراهنة، من ندوب الحقبة السوفيتية إلى الحرب الدائرة مع روسيا.
7- «التسلسل الزمنى للمياه»
فى أول تجربة إخراجية لها، تقدم النجمة كريستين ستيوارت فيلمًا مقتبسًا من مذكرات ليديا يوكنافيتش الصادرة عام ٢٠١١، والتى تتناول تقاطع الجنس والإدمان والبقاء على قيد الحياة من منظور سبّاحة وفنانة مخضرمة. ستيوارت، التى شاركت فى كتابة السيناريو مع آندى مينجو، اختارت إيموجين بوتس لتلعب دور البطولة فى دور ليديا.
8- «العقل المدبر»
بعد عرض فيلمها «الظهور» لأول مرة فى كان 2022، تعود كيلى ريتشاردت بفيلم درامى يأخذها من موطنها المعتاد بشمال غرب المحيط الهادئ إلى ماساتشوستس.
تدور أحداث الفيلم فى السبعينيات على خلفية حرب فيتنام وصعود حركة تحرير المرأة، ويشارك فى بطولته جوش أوكونور، الذى يلعب دور نجار عاطل يُدبّر عملية سرقة جريئة للوحة فنية فى وضح النهار، وتنهار حياته عندما تسوء الأمور. ويضم فريق العمل أيضًا آلانا حاييم، وجون ماغارو، وجابى هوفمان، وهوب ديفيس.
9- «العميل السرى»
يعود فاجنر مورا للسينما البرتغالية بعد سنوات، ويشارك ببطولة هذا الفيلم التاريخى السياسى المثير للمخرج البرازيلى كليبر ميندونسا فيلهو، الفائز بجائزة لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائى عام ٢٠١٩ عن فيلمه المناهض للاستعمار «باكوراو»، وكما هو الحال مع فيلم «صور الأشباح» الوثائقى المثير للرعب لعام ٢٠٢٣، تدور أحداث فيلم «العميل السرى» فى مسقط رأس المخرج، ريسيفى، خلال أسبوع الكرنفال السنوات الأخيرة من الحكم العسكرى الديكتاتورى للبلاد.
ويركز الفيلم على خبير تكنولوجيا هارب من ماضى غامض ويبحث عن ملاذ آمن. فى الفيلم السياسى المثير، يوضح كليبر ميندونسا فيلهو أنه كان يسعى لاستكشاف كيفية عمل الأفراد فى ظل نظام قمعي، وكيف يقاومون أو يستسلمون.
10- «الموجة الجديدة»
يقدم المخرج ريتشارد لينكليتر فى مشاركته الثانية بمهرجان كان فيلمًا وثائقيًا روائيًا بالأبيض والأسود عن قصة صنع فيلم «لاهث» لجودار بأسلوب ولغة الموجة الفرنسية الجديدة.. يُعيد إحياء لحظة فارقة فى تاريخ السينما وتصوير أول فيلم روائى طويل لجان لوك جودار «لاهث» عام ١٩٦٠، بطولة جان بول بلموندو وجان سيبرج. فكرة أن لينكليتر يُبدع تحفة فنية، وفى الوقت نفسه يُكرّم عملًا سينمائيًا، تُثير الحماس. لدى الجمهور، والفيلم بطولة زوى دويتش، جيوم ماربيك، أوبرى دولين.
11- «صوت السقوط»
تم ترشيحه كأحد أبرز الأفلام بمهرجان كان قبل وقت طويل من اختياره رسميًا ضمن قائمة المسابقة، فيلم «صوت السقوط» للمخرجة ماشا شيلينسكى، الذى يروى قصة أربعة أجيال من الفتيات أثناء نشأتهن فى مزرعة بمنطقة ألتمارك الألمانية. يعتمد أسلوب شيلينسكى على الحواس، فلا يكاد يكون تاريخًا مباشرًا، بل يتكشف من لقطات الفيديو المنزلية التى صورتها الأشباح، وتخلق كاميرتها المفرطة فى الذاتية وحبكتها المتكررة شبكة شعرية من الحواس والذكريات ودوافع إنكار الذات.
ومن المؤكد أن «صوت السقوط» سيكون من بين الأفلام الأكثر إبداعًا رسميًا بالمهرجان هذا العام، ومن شأنه أن يرسخ مكانة شيلينسكى كقوة رئيسية على المسرح العالمى، بالإضافة إلى كونه ركيزة أساسية فى «كان».
12- «مرايا رقم ١٣»
«مرايا رقم 13»، يُعد أول فيلما روائيا طويلا للمخرج الألمانى كريستيان بيتزولد، الذى يُعرض لأول مرة بمهرجان «كان»، أكثر أفلامه غموضًا حتى الآن، عبر بطلة مصابة بارتجاج فى المخ، وعلى غرار فيلمى «فينيكس» و«أوندين»؛ يُقدم بيتزولد تعاونه الرابع مع الممثلة باولا بيير، حيث تُجسد دور امرأة تُعانى من حادث سيارة مُروع يُودى بحياة حبيبها، وينتهى بها الأمر إلى الضياع فى رعاية وإعادة تأهيل حيث تعيش بمزرعة.
13- سيرات
فيلم الإثارة للمخرج أوليفر لاكس يدور حول لويس «سيرجى لوبيس» أب قلق يجوب المغرب بحثًا عن ابنته الكبرى مارينا، التى اختفت أثناء متابعته لأحداث حفلات الصحراء المحلية. واستُدعى ابنه الأصغر استيبان «برونو نونيز» وكلبتهما «بيبا» للمساعدة.
14- «القضية ١٣7»
الكاتب والمخرج الفرنسى دومينيك مول لديه قائمة من أفلام الإثارة المتميزة، «هارى.. إنه هنا للمساعدة»؛ «ليمينج»؛ «الحيوانات فقط»؛ «ليلة الثانى عشر». يتناول فيلمه الأخير«القضية 137»، وهو قصة رائعة ومؤثرة، مستمدة من عناوين الصحف، المواقف المريرة تجاه الشرطة فى فرنسا، مستكشفًا بدقة تداعيات ما يُسمى بمظاهرات «السترات الصفراء» فى باريس فى ديسمبر 2018.
مع هدوء الأحداث، يُخشى من طى صفحة حادثة إطلاق النار على رأس متظاهر سلمى كادت أن تُودى بحياته. لكن هذا لن يكون ممكنًا لولا حماس ستيفانى برتراند (ليا دراكر)، محققة الشئون الداخلية التى لا تدع مجالًا للشك فى تهرب شرطة مكافحة الشغب. مع فريقها، تُمعن النظر فى تسجيلات كاميرات المراقبة للقبض على الجناة، بينما تُثقل كاهلها عبء وظيفة لا تحظى بشعبية كبيرة: الشرطة تكرهها، والجمهور يكرهها أيضًا.
أدت دراكر أداءً رائعًا، مما سيجعلها مُرشحة رئيسية لجائزة أفضل ممثلة لهذا العام فى فرنسا؛ دور مساعد مُلفت للممثلة الرائعة جوسلاجى مالاندا كخادمة صامتة ربما شهدت الحادثة بأكملها، يُضيف بُعدًا عنصريًا ضروريًا.
15- «حادث بسيط»
يقدم المخرج الايرانى جعفر بناهى دراما نفسية مشوقة تبدأ بحادث بسيط ــ رجل يصدم كلبًا بسيارته ــ لكنها تتطور إلى رحلة سريالية تستعرض الفساد والعنف المؤسسى فى إيران. يلتقى الرجل بمالك ورشة يُدعى وحيد، الذى يعتقد أن الرجل هو الجلاد الذى عذّبه فى السجن، مما يؤدى إلى سلسلة من الأحداث التى تستكشف مفاهيم العدالة والانتقام.
يعيد بناهى، الذى عرف بأعماله المعارضة للرقابة وتعبيره الصريح عن الأزمات الاجتماعية والسياسية فى إيران، طرح قضية الحرية الفردية فى بلاده عبر قصة إنسانية مؤثرة تسلط الضوء على خيارات الحياة تحت القيود.