في ذكرى ميلاده.. سلمان رشدي رجل أشعل جدل العالم وأصدر الخميني فتوى بإهدار دمه - بوابة الشروق
الأربعاء 25 يونيو 2025 2:48 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

في ذكرى ميلاده.. سلمان رشدي رجل أشعل جدل العالم وأصدر الخميني فتوى بإهدار دمه

شيماء شناوي
نشر في: الإثنين 23 يونيو 2025 - 12:47 م | آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 12:47 م

استطاع قلة من الكتاب في عالم الأدب المعاصر، أن يثيروا جدلاً عاصفًا ويحتلوا مساحة واسعة في الوعي الجمعي العالمي، كما فعل سلمان رشدي - الروائي البريطاني ذو الأصول الهندية - الذي وُلد في مثل هذا اليوم في 23 يونيوعام 1947، بمدينة بومباي.

لم يكتفِ بكتابة الروايات، بل أصبحت كتاباته بحد ذاتها أيقونة نقطة تقاطع معقدة بين حرية التعبير، القيم الدينية، والتصادم الثقافي.

كما تميزت مسيرته الأدبية، التي تمتد لأكثر من خمسة عقود، بأسلوب الواقعية السحرية، وغوصها في ثيمات الهوية، الاغتراب، التاريخ، والأسطورة.

وتخرج رشدي في جامعة كامبريدج، وبدأ مسيرته المهنية في مجال الإعلانات قبل أن يتفرغ تمامًا للأدب، فيما لفت الأنظار مبكرًا بروايته الثانية "أطفال منتصف الليل"، الصادرة عام 1981، وتناول خلالها مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال والانقسام، وهي الرواية الفائزة بعدة جوائز منها جائزة بوكر المرموقة.

ولسلمان رشدي عدة مؤلفات منها: مثل "العار"، التي تناولت الواقع السياسي والاجتماعي في باكستان بطريقة ساخرة وفانتازية، مستكشفًا مفاهيم العار والشرف والانتقام.

لكن نقطة التحول الكبرى في حياته ومسيرته الأدبية جاءت مع روايته الرابعة "آيات شيطانية"، التي صدرت عام 1988، إذ إنها الرواية التي اعتبرتها أطياف واسعة من العالم الإسلامي خاصة إيران، والهند مسقط رأس المؤلف، إساءة للإسلام سواء عبر كلام فيه إساءة للمقدسات، أو تهجم على الأديان، أو استغلال حرية التعبير بطريقة خاطئة؛ ما أثار عاصفة من الغضب والاحتجاجات في أجزاء واسعة من العالم الإسلامي، وأدى إلى إصدار فتوى بإهدار دمه من قِبل روح الله الخميني في إيران عام 1989.

وتجاوزت الاحتجاجات ساحة العالم الإسلامي لتظهر أصوات مضادة للكاتب وعمله في بلدان عديدة من العالم مثلما حدث في بريطانيا، من الطيفين اليميني واليساري، فقد قام كيث فاز مرشح حزب العمال إبان فوزه في 1989 بمسيرة تندد بالكتاب وتطالب بمنعه لكونه "يتجاوز حرية التعبير ليدخل في إهانة مقدسات ثقافات الآخرين".

من جانبه قال أما رئيس حزب المحافظين السابق نورمان تيبيت، عنه إنه "شرير طالب شهرة" و"حياته العامة سلسلة من الفضائح والتصرفات النزقة المشينة يهين فيها تربيته، دينه، وطنه الثاني وجنسيته".

تلك العاصفة التي تلت طرح الرواية وصدور فتوى الخميني، أجبرت سلمان رشدي على العيش في عزلة وحماية مشددة لسنوات طويلة، لكنه واصل الكتابة وأصدر عدة مؤلفات منها "هارون وبحر الحكايات"، وهي رواية أطفال رمزية تحتفي بقوة الحكي والخيال، وكذلك كتاب "خطوات عبر البساط" الذي يضم مجموعة مقالات تعكس تأملاته العميقة في الثقافة، السياسة، والأدب."

وصدر لسلمان رشدي العديد من الأعمال الأخرى منها: "الأسد الذهبي، ابتسامة الجكوار، مشرد باختيار، شرق.. غرب، زفرة العربي الأخيرة، الأرض تحت قدميها، الغضب، خطوات تقطع الخط، شاليمار المهرج، عرافة فلورنسا، البيت الذهبي"، وتناولت أعماله قضايا معاصرة بأسلوب يمزج بين الفانتازيا والواقع السياسي والاجتماعي.

وخضع سلمان رشدي في عام 2022، لعملية جراحية، بعد محاولة اغتياله وتلقى الرعاية اللازمة، وذكرت تقارير إعلامية أن عدد الطعنات التي تلقاها سلمان رشدي بلغت 15 طعنة واحة منها في الرقبة، إذ أعاد هذا الحادث المروع تسليط الضوء إعلاميًا على المخاطر التي قد يواجهها الكتّاب الذين يثيرون جدلاً واسعًا.

كتابات سلمان رشدي ليست مجرد قصص، بل هي حوارات معقدة حول تاريخ العالم الحديث، وتأثير الاستعمار، وصراع الثقافات، والبحث عن المعنى في عالم ما بعد الحداثة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك