تقرير - من الحداثة إلى الظلام.. هل انتهت ثورة جوارديولا الفنية مع مانشستر سيتي؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 10:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

تقرير - من الحداثة إلى الظلام.. هل انتهت ثورة جوارديولا الفنية مع مانشستر سيتي؟

زيـاد الميـرغني
نشر في: الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 - 8:51 م | آخر تحديث: الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 - 8:51 م

منذ وصوله إلى إنجلترا عام 2016، أحدث بيب جوارديولا ثورة في البريميرليج، الرجل الذي جلب معه فلسفة "التيكي تاكا" والضغط العالي جعل من مانشستر سيتي ماكينة لا تتوقف عن تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام القياسية، حتى بات الفريق الأزرق السماوي مدرسة قائمة بذاتها.

لكن المفاجأة أن نفس الرجل، الذي طالما ارتبط اسمه بالابتكار والهجوم الشرس، أصبح يقدم نسخة غريبة لا تشبه ماضيه، وكأننا نشاهد فريقًا آخر لا يمت لتاريخ بيب بصلة.

خطة دفاعية غريبة في مواجهة أرسنال

في قمة الجولة الأخيرة أمام أرسنال، تخلى جوارديولا عن فلسفته المعهودة، فلعب بخمسة مدافعين، تاركا زمام المبادرة للمنافس، السيتي الذي اعتاد إرهاق خصومه بتمريرات سريعة وضغط خانق، ظهر عاجزًا، مكتفيًا بمحاولات عشوائية للوصول إلى هالاند عبر كرات طولية.

حتى الهدف الذي سجله الفريق جاء من تحول مفاجئ لا يعكس أسلوبه التاريخي، لكن القدر كان منصفًا للمدفعجية، حيث خطفوا التعادل في اللحظات الأخيرة، تاركين عشاق الكرة في حالة صدمة مما آل إليه حال بطل إنجلترا.

اعتراف صادم من جوارديولا

الأكثر غرابة أن جوارديولا نفسه خرج بعد اللقاء ليعترف ضمنيا بفقدان هوية فريقه، منتقدًا النهج الدفاعي الذي اضطر لاعتماده، اعتراف بدا وكأنه عودة إلى "عصور الظلام الكروي"، حين كانت الفرق الكبيرة تكتفي بالدفاع والتأمين على حساب الإبداع والمتعة.

هل هي خطة مؤقتة؟

يرى البعض أن ما يفعله جوارديولا ليس خيانة لفلسفته، بل محاولة للتكيف مع واقع جديد فرضته الظروف: إصابات عديدة، تراجع جاهزية بعض اللاعبين، ورحيل عناصر كانت تمثل العمود الفقري للفريق، في هذا السياق، قد يبدو خيار الواقعية الدفاعية مبررًا، ولو على حساب المتعة.

انتقادات واسعة وجماهير حائرة

لكن الانتقادات لم ترحم المدرب الكتالوني، الصحف الإنجليزية وصفت أسلوبه الجديد بـ"المحافظ الممل"، والجماهير باتت حائرة: هل تخلى بيب عن هويته التي ميزت السيتي وجعلته أيقونة في كرة القدم؟ أم أن الأمر مجرد "مرحلة انتقالية" قبل أن يطلق مفاجأة جديدة تعيد السيتي إلى مجده المعتاد؟.

الخطر الحقيقي.. فقدان الهوية

الخطورة ليست فقط في خسارة بعض النقاط أو تغيير طريقة اللعب مؤقتًا، بل في فقدان الهوية التي لطالما ميزت مانشستر سيتي، فالفريق لم يكن مجرد بطل بالألقاب، بل مدرسة في كرة القدم الحديثة، وقدوة لفِرق حول العالم، خسارة هذه الهوية قد تفتح الباب لانهيار أكبر، حتى لو استمر الفريق في حصد النتائج على المدى القصير.

ما بين السقوط والنهضة الجديدة

في النهاية، يبقى السؤال معلقًا: هل نحن أمام بداية سقوط لفلسفة بيب الثورية التي غيرت وجه الكرة في إنجلترا، أم أن ما يحدث مجرد مرحلة مؤقتة، يخبئ بعدها "الساحر الكتالوني" مفاجأة كبرى تعيد السيتي إلى قمة المتعة والإبداع؟

الأسابيع المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة، لكنها بالتأكيد ستكون تحت أنظار الملايين من عشاق كرة القدم الذين اعتادوا على رؤية مانشستر سيتي فريقًا لا يرضى إلا بالسيطرة والابتكار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك