عاد اسم هيئة الإنفاذ والإبعاد الأمريكية التابعة لهيئة الجمارك والهجرة لتصدر العناوين بعد أن عاد ترامب وجلب معه قوانين ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين، مستأنفًا حربه الباطشة التي شنها على المهاجرين طوال ٤ أعوام من فترته الأولى، والتي شملت اعتقال عشرات الآلاف وفصل الأطفال عن أمهاتهم وتعقيم المهاجرات، والاعتداء بقنابل الغاز والمياه على المحتجزين بمعسكرات الاعتقال. وبعد قرار ترامب الجديد، تستعد الولايات المتحدة لتجديد فصول معاناة المهاجرين بحملة أمنية جديدة.
وتسرد جريدة الشروق أهم المعلومات الواردة عن هيئة الإنفاذ والإبعاد الشهيرة بالكثير من الانتهاكات بحق المهاجرين، والتي يتصاعد دورها مع تولي دونالد ترامب للرئاسة، وذلك وفقًا لمواقع سي إن إن، والإنترسبت، وهيوستن كرونيكل.
مواليد ١١ سبتمبر
قررت الحكومة الأمريكية في أعقاب هجمات ١١ سبتمبر تكوين أكبر جهاز أمني ضمن وزارة الداخلية الأمريكية، وهو هيئة الهجرة والجمارك، للتحقيق وتتبع أي حالة دخول للولايات المتحدة وضمان عدم تدفق أي شخص مسبب للمشاكل. وكان تأسيس الهيئة عام ٢٠٠٢، لتضم عدة هيئات فرعية يبلغ عدد موظفيها وشرطييها ٢٠ ألف شخص موزعين على نحو ٤٠٠ مكتب داخل أمريكا وخارجها.
اختصاص الهيئة
تختص هيئة الإنفاذ والإبعاد ضمن فروع هيئة الهجرة بتنفيذ القرارات من اعتقالات وملاحقة وإبعاد وإشراف على معسكرات الاحتجاز للأشخاص المجهزين لعمليات الترحيل. لذلك تعد من أشهر القوات الأمنية لتدخلها المباشر في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين.
تهديد للأمريكيين
تحظى الإنفاذ والإبعاد بسمعة سيئة لتعنتها وعدم دقتها في التعامل، إذ قامت خلال ٨ سنوات باعتقال أكثر من ١٢٠٠ أمريكي واحتجازهم لفترة تصل إلى ٣ سنوات بحجة أنهم مهاجرون غير شرعيين، وذلك بالرغم من حملهم الجنسية الأمريكية. وفيما يذكر أن الهيئة تكرر اعتقال المواطن الأمريكي المشتبه به بالخطأ لعدة مرات مختلفة، ما تسبب برفع نحو ٣٠ قضية على الهيئة من قبل مواطنين أمريكيين نظير ما تعرضوا له من اعتداء.
تحرش وتعقيم السيدات
تصاعدت تهم التحرش الموجهة لضباط وموظفي الهيئة خلال تعاملهم مع المهاجرات من أمريكا الجنوبية، إذ تجاوزت التحرشات بالسيدات الـ١٠٠٠ حالة خلال ٧ سنوات، بينما تم تسجيل ٤٠٠ حالة تحرش في ٢٠٢٠ وحدها. وواجهت الهيئة تلك التهم بقدر كبير من التجاهل، إذ لم تجرَ تحقيقات سوى في ٢٪ من حالات التحرش.
وقد تعرضت الهيئة لفضيحة في ذروة اعتقالها للمهاجرين بفترة رئاسة ترامب الأولى، حينما أظهر تحقيق مصور قيام معسكر جورجيا التابع للهيئة بتعقيم عشرات السيدات. وقد أدلت ٤٠ مهاجرة بشهادتهن عن التعرض لعمليات تعقيم.
مصادرة الأطفال
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الإبعاد قامت خلال فترة رئاسة ترامب الأولى بفصل ٣٠٠٠ طفل عن عائلاتهم من المهاجرين، لتضعهم في معسكرات عزل سيئة الأوضاع. ولم تكتفِ بذلك، حيث عرضت الكثير من الأطفال للتبني عبر جمعية دينية تولت مهمة الوساطة في تسليم الأطفال المهاجرين لعائلات أمريكية.
ما بين المهاجرين وترامب
وتجدر الإشارة إلى تصاعد ملاحقات المهاجرين خلال حكم ترامب، سواء الفترة الأولى أو الفترة الحالية في بدايتها، بسبب إصداره قرارات ترحيل المهاجرين من أصحاب السوابق الإجرامية. ويفتح ذلك باب الاشتباه من قبل هيئة الإنفاذ، التي تعتقل أعدادًا كبيرة بمعسكرات العزل للتحقيق معهم، ويستمر ذلك لفترات طويلة تصل إلى سنوات. فيما تتسم أعداد من تلك المعسكرات بظروف معيشة سيئة.
مكروهة شعبيًا
وقد أصدر العديد من الأمريكيين ردود فعل غاضبة خلال فترة ترامب الأولى ضد هيئة الإنفاذ، في شكل مظاهرات أمام مكاتب الهيئة واعتداءات سببت خسائر للهيئة بـ٢٣ مليون دولار. كما استهدفت المظاهرات أيضًا الشركات المتعاونة مع الهيئة، مثل مايكروسوفت. وقد استمرت المظاهرات خلال فترة رئاسة ترامب الأولى رغم اعتقال العديد من المشاركين.