كشفت دراسة حديثة لغرفة الصناعات الغذائية، عن فرص مصر الواعدة في مجال صناعة وتصدير الزبيب؛ بسبب تراجع إنتاجية الدول المهيمنة على القطاع، إضافة إلى إنتاج مصر الوفير من العنب، إذ تحتل المركز الأول عالميا من ناحية الكميات.
وخلال الأسبوع الماضي، استعرض وزيرا الصناعة كامل الوزير، والزراعة علاء فاروق آليات إنشاء منطقة صناعية متكاملة لتصنيع الزبيب، مجهزة بما يتطلبه التصنيع من درجات حرارة ورطوبة مناسبة، ودرجة ملوحة مياه محددة، وكوادر عاملة مدربة، مع تنسيق الجهود مع وزارة التموين لإنشاء مخازن تموينية في مناطق التصنيع الزراعي.
وبحسب دراسة غرفة الصناعات الغذائية، التي حصلت عليها «الشروق»، تسعى مصر لأن تصبح مركزا إقليميا رائدا لإنتاج وتصدير الزبيب عالي الجودة خلال الـ 10 سنوات المقبلة، لتوفير قيمة مضافة والتصدير.
ومصر من أكبر 10 منتجين للعنب عالميا، ويتجاوز الإنتاج 1.7 و1.8 مليون طن سنويا، فضلا عن أن المنتج المصري يتميز بسعر تنافسي، وفق الدراسة.
وأوضحت الدراسة أنه رغم ضخامة إنتاج العنب، إلا أن نسبة صغيرة فقط تُصنع زبيب، مقارنة بالاستهلاك الطازج أو التصدير كعنب، إضافة إلى أن معظم الإنتاج يجري بطرق تقليدية من خلال التجفيف الشمسي على المفارش مع وجود محاولات محدودة لإدخال تكنولوجيا التجفيف الصناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن الجزء الأكبر من إنتاج الزبيب فى مصر موجه للاستهلاك المحلي، ولا تزال الصادرات محدودة، وتتركز في أسواق الخليج وإفريقيا.
وأوضحت الدراسة، أن الزبيب يوفر للمنتجين عائدا أعلى من بيع العنب الطازج، مما يشجع على تنمية الصناعة إذا توفرت البنية التحتية المناسبة.
ولفتت إلى أن الإنتاج العالمي من الزبيب يتراوح بين 1.26 و1.33 مليون طن سنويا مع ميل طفيف للانخفاض نتيجة الظروف المناخية، ويتركز الإنتاج العالمي للزبيب بشكل أساسي في 5 دول هي: تركيا، إيران، الهند، الولايات المتحدة، والصين.
وأوضحت أن تركيا تعد لاعبا رئيسيا، وأي انخفاض في إنتاجها ينعكس مباشرة على أسعار السوق الدولية، كما أن الهند حققت إنتاجا كبيرا عام 2024/25، لكنها مرشحة للانخفاض الحاد بسبب تحديات مناخية وزراعية، وأيضا تشهد إيران تراجعا في الإنتاج نتيجة لضغوط المياه والمناخ.
ووفق الدراسة؛ تسعى مصر إلى تعزيز القيمة المضافة عبر التوسع في تحويل جزء أكبر من إنتاج العنب المصري الضخم إلى زبيبً بدلا من الاقتصار على تصديره كعنب طازج.
كما تستهدف التوسع في وحدات التجفيف الحديثة باستخدام تكنولوجيا متطورة (تجفيف شمسي مطور- أنفاق هوائية – تجفيف بالغاز الطبيعي أو الكهرباء) لرفع الجودة وتقليل الفاقد.
والارتقاء أيضا بالمواصفات القياسية للزبيب المصري بما يتوافق مع متطلبات الأسواق الأوروبية والآسيوية، خاصة من حيث الحجم واللون وخلو المنتج من بقايا المبيدات.
والتوجه نحو الزراعة التعاقدية بين المزارعين والمصانع لضمان استقرار سلاسل التوريد وجودة المحصول.
وزيادة القدرة التنافسية في التصدير من خلال تحسين التعبئة والتغليف وتطوير العلامات التجارية القادرة على المنافسة عالميا.
وفتح أسواق جديدة خاصة في إفريقيا والخليج وأوروبا الشرقية، مع العمل على التوسع التدريجي في الأسواق المتقدمة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
والتركيز على الصناعات الغذائية المحلية (المخبوزات – الحلويات – حبوب الإفطار)، واستخدام الزبيب المصري بديلا عن المستورد، مما يعزز الاكتفاء الذاتي.
وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في مجال التجفيف والتعبئة والتسويق، مع توفير حوافز للمشروعات الصغيرة والمتوسطة العاملة في هذا القطاع.
والاعتماد على البحث والتطوير لإنتاج أصناف عنب أكثر ملاءمة للتجفيف، بما يزيد من الإنتاجية والجودة.
ووفق للدراسة، نما إنتاج العنب في مصر بشكل ملحوظ خلال الـ 10 سنوات الماضية، وبلغ ذروته حوالي 1.57 مليون طن في 2023/2024.
وأشارت إلى مواصلة الإنتاج النمو، لكن بوتيرة أبطأ، مع مرحلة انتقال نحو الاستقرار أكثر من التوسع السريع.
وتفتقر السوق حاليا لبيانات دقيقة عن إنتاج الزبيب فقط، لكن السياق العام يشير إلى إمكانية تطويرهذه الصناعة بالتوازي مع إنتاج العنب الطازج.
إلا أن الدراسة أكدت أن ارتفاع الطلب العالمي على الزبيب في الصناعات الغذائية (الحلويات – المخبوزات – حبوب الإفطار) يمثل فرصة كبيرة لمصر للاستفادة من وفرة الإنتاج المحلي.
وعلى جانب آخر، بلغت الواردات المصرية من الزبيب 4.851 مليون دولار خلال عام 2024، بإجمالى 1.745 طن، فيما تركزت الورادات من لبنان بنسبة 84%، يليها تركيا بنسبة 6%، ووإيران بنسبة 5%، وسوريا بنسبة 3%، والإمارات بنسبة 2%.
وبلغت قيمة الصادرات المصرية من الزبيب 14,573 مليون دولار، بإجمالي 5.613 طن، واحتلت الجزائر أكبر الدول استيرادا من مصر بنسبة 81%، يليها المغرب 10%، وتونس 7%، والأردن 2%.