كلية العلوم جامعة القاهرة.. 100 عام من الالتزام العميق بالمعرفة والتعليم - بوابة الشروق
السبت 27 سبتمبر 2025 12:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

كلية العلوم جامعة القاهرة.. 100 عام من الالتزام العميق بالمعرفة والتعليم

تقرير - عمر فارس
نشر في: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 7:42 م | آخر تحديث: الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 7:46 م

عميدة الكلية: طورنا خلايا شمسية بكفاءة 40% باستخدام مواد نانوية ورقائق إلكترونية للكشف عن فيروس سى.. وزيادة التمويل ودعم الباحثين أبرز التحديات
رئيس قسم النبات: معشبة النباتات أسسها جورنال تاكهولم وزوجته بجمع 80% من نباتات الشرق الأوسط وافتتحتها ملكة السويد
الدكتور حامد عيد: علوم القاهرة خرجت 40% من علماء مصر.. ووفرت بيئة بحثية متميزة رغم محدودية الإمكانات

مثلت كلية العلوم جامعة القاهرة، نواة الجامعة المصرية وسعت وراء المعرفة وتجاوزت الحدود الجغرافية والثقافية لتكون روح العلوم الطبيعية وصدارتها عالميًا، فمنذ 100 عام تأسست الكلية بمرسوم ملكى من فؤاد الأول ملك مصر والسودان، وبدأت الرحلة فى مبانى قصر الزعفران بالعباسية (مقر جامعة عين شمس حاليًا) بـ6 أقسام رئيسية، وانتقلت إلى مقرها الحالى عام 1925.

ومنذ تلك اللحظة، أصبحت مركزًا للتميز الأكاديمى وانطلقت منها العديد من الأبحاث والدراسات واستقطبت أفضل الكوادر العلمية من الداخل والخارج، ولم تمثل هذا اللحظة ولادة مؤسسة تعليمية فحسب، بل رمزت أيضًا إلى التزام عميق بالمعرفة والتعليم، ما مهد الطريق لإرث يستمر فى تشكيل المشهد الفكرى فى مصر، علماء أجانب جاءوا بنور المعرفة، وساهموا فى بناء أسس تعليمية رفيعة المستوى، جعلت من هذه الكلية مرجعية عالميّة.

وجذبت الكلية علماء بارزين من مختلف دول العالم، مثل البروفيسور ماكس بورن، الحائز على جائزة نوبل فى الفيزياء عام 1954، والبروفيسور ليونيل بريمل، محرر مجلة نيتشر الإنجليزية، الذين زاروها كتبوا مشاهداتهم عنها ونشروها فى مجلة نيتشر للتعريف بالعلوم فى مصر.

وكانت قيادة الأساتذة المتميزين، مثل الدكتور محمد مرسى أحمد، الذى درس تحت إشراف العالم إى، تى، ويتاكر الشهير، تجسد مزيجًا من التأثيرات الأكاديمية المحلية والعالمية، وتؤكد مساهماتهم أهمية الإرشاد والنسب الفكرى فى رعاية مجتمع علمى مزدهر، أيضًا كان قسم الكيمياء، تحت إشراف الدكتور ألكسندر شوينبيرج، يجسد الروح الإبداعية التى تميزت بها هيئة التدريس، حيث تم دمج البحوث متعددة التخصصات بالتعاون مع علم الأحياء والزراعة، كما يتضح هذا بشكل أكبر من خلال جهود قسم علم النبات، حيث توجت الأبحاث الرائدة حول الحياة النباتية فى مصر بالنشر فى مجلات مرموقة مثل ساينس ونيتشر.

وعلاوة على ذلك، فإن أنشطة قسم الفلك، بقيادة الدكتور محمد مدور، كانت تدل على رؤية طموحة للمستقبل، يعكسها إنشاء مرصد فلكى جديد، التزامًا بتوسيع آفاق البحث العلمى، بهدف وضع مصر كلاعب مهم فى الخطاب العلمى العالمى، وعندما نتأمل المشهد العلمى لعام 1946، فمن الضرورى أن ندرك أن تقدم العلم فى مصر لم يكن مجرد ظاهرة معزولة؛ بل كان مظهرًا من مظاهر الاهتمام المجتمعى الأعمق بالمعرفة والابتكار.

من جانبها، قالت عميدة كلية العلوم بجامعة القاهرة، الدكتورة سهير رمضان، إن رؤيتنا للقرن المقبل ترتكز على مشروعات تحقق التنمية المستدامة، وأن العلم هو سلاح مصر فى معركة المستقبل، مضيفة أن الكلية حارسة للإرث العلمى المصرى ومنارة للتنوير، موضحة أن أبرز التحديات تتمثل فى ضرورة زيادة التمويل ودعم الباحثين لمواكبة المنافسة العالمية، وأن رؤية الكلية تتضمن تحويلها إلى «وادى السيليكون» للبحث العلمى فى إفريقيا والشرق الأوسط، موجهة الدعوة للصناعة والحكومة للاستثمار فى مشروعات الكلية كرافعة للاقتصاد الوطنى.

وكشفت رمضان لـ«الشروق»، عن تفاصيل مشروع الخلايا الشمسية لقسم الفيزياء، والذى يقوم على تطوير خلايا شمسية بكفاءة 40% باستخدام مواد نانوية، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى مشروع الرُقاقة الإلكترونية للكشف عن فيروس سى (قسم التقنية الحيوية)، نتج عنها براءة اختراع عالمية (2023)، وتطوير إنذار مبكر للزلازل بقسم الجيوفيزياء باستخدام الذكاء الاصطناعى لتحليل البيانات الزلزالية.

وأشارت إلى أن مشروعات الكلية تشمل أيضًا مشروع مقاومة التصحر (قسم النبات)، بالتعاون مع الأمم المتحدة، لاستصلاح 50 ألف فدان بصحراء مصر الغربية، فضلًا عن أبحاث الذكاء الاصطناعى فى الطب (قسم الحاسبات)، بالشراكة مع جامعة هارفارد لتشخيص الأورام عبر تحليل الصور الإشعاعية.

 



من جهته، قال رئيس قسم النبات والمايكروبايولجى الدكتور طارق عبدالموجود، إنه بدأ العمل فى إنشاء معشبة كلية العلوم سنة ١٩٢٧ على يد الدكتور السويدى جونار تاكهولم، أول رئيس لقسم النبات، أما فيفى تاكهولم، زوجته، فاستكملت المسيرة بعد وفاته عام 1933، وتوالت الأجيال المتعاقبة من العلماء المصريين والأجانب فى جمع محتوياتها، وهى عبارة عن نباتات مجففة كل منها مثبت على ورقة تضم بيانات كاملة عن هذا النبات ومكان نموه والباحث الذى جمعه وتاريخ ضمه إلى المعشبة، وهذه المعشبة تضم 90٪ من النباتات المصرية، ونحو 80٪ من النباتات الموجودة فى الشرق الأوسط.

وأضاف لـ«الشروق»، أن هذه المعشبة تكونت عبر العشرات من السنين، لذلك تعتبر كنزًا علميًا مما تملكه مصر ومرجعًا لا غنى عنه للدارسين فى هذا المجال، كما أن لفيفى تاكهولم مؤلف مهم جدًا، وهو كتاب الفلورا المصرية، والذى صدر عامى ١٩٥٦ و١٩٧٤ وأهدته للجامعة للبيع بسعر رمزى للطلاب وما زال هو المرجع الرئيسى للطلاب حتى الآن، وتحتل المعشبة المركز السابع على مستوى إفريقيا بما يقرب من 500 ألف نوع نبات، وتعد من أضخم المعشبات فى المنطقة العربية، حيث تجمع كل نباتات مصر البرية والفلورا، بالإضافة لنباتات بعض الدول المجاورة، وتعتبر مجموعة مرجعية للمعرفة النباتية، وكذلك بحوث المجموعات الطلابية فى مجال التصنيف والفلورا.

وتابع: بعد وفاة فيفى تاكهولم، أكمل المسيرة علماء، مثل: محمد نبيل الحديدى، ومحمد عبدالفتاح القصاص، وافتتحت ملكة السويد المكتبة المركزية لفيفى تاكهولم عام 1988، تحتوى على أمهات الكتب والمراجع فى علوم النبات، بالإضافة إلى أبحاثها الخالدة، وتضم أيضًا مكتبة ثانية متخصصة فى مجال العلوم البيئية أنشئت فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى، وتحمل اسم العالم الكبير محمد عبدالفتاح القصاص، أما المكتبة الثالثة، فقد أضيفت سنة 2003 بعد رحيل محمد نبيل الحديدى، وأطلق عليها اسمه لتضم المعشبة ثلاث مكتبات تحمل أسماء ثلاثة نجوم لامعة فى علوم النبات والبيئة.

فى سياق متصل، قال أستاذ الكيمياء بالكلية والمستشار الثقافى الأسبق بالمغرب، عضو المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور حامد عيد، إنه فى الماضى وتحديدا الفترة 1925-1970، شهدت الكلية بيئة بحثية متميزة رغم محدودية الإمكانات، حيث نشرت أبحاث الكلية فى «نيتشر» و«ساينس» منذ الثلاثينيات.

وأوضح عيد، كيف واجهت تحديات الاحتلال البريطانى، شُح التمويل، وندرة المعامل المتطورة، ورغم صعوبة البدايات فإن واقع الحاضر فى 2025 تشهد الكلية دخول التصنيفات العالمية مثل QS فى تخصصات الكيمياء والجيولوجيا، وشراكات مع «سيرن» و«ناسا»، وتحول رقمى منصات التعلم الذكى Moodle، معامل الواقع الافتراضى.

وأضاف لـ«الشروق»: وخلال 100 عام خرجت الكلية 40% من علماء مصر الحاصلين على جوائز دولية، وفى مجال البحث العلمى، قدمت دراسة ثروات مصر الطبيعية (المياه، البترول، التربة)، واكتشاف احتياطات خام الحديد بأسوان والواحات البحرية، وتعزيز صناعة الحديد والصلب المحلية، تطوير نموذج AiION للتنبؤ بدرجات حرارة الخزانات، وتعزيز السياحة العلمية «حفريات عمرها 70 مليون سنة»، «موسوعة الفلورا المصرية» فيفى تَاكهولم أول توثيق للنباتات البرية المصرية، محطة الأحياء البحرية بالغردقة 1930 مركز عالمى لبحوث الشعب المرجانية، اكتشاف علاجات حديثة للعديد من الأمراض، وعلى رأسها السرطان.

وواصل: كما خدمت المجتمع بمشروعات تحلية المياه بالطاقة الشمسية، تطوير سلالات قمح مقاومة للملوحة، تطوير العديد من المبيدات الحشرية الفعالة.

 

 

أبرز علماء الكلية

* الدكتور على مصطفى مشرفة «فيزياء»: أول عميد مصرى للكلية (1936-1950)، رائد فيزياء الكم والنسبية، رُشح لنوبل مرتين، ألّف كتبًا مثل «الذرة والقنابل الذرية»، وقاد تطوير المناهج العلمية.
* الدكتورة سميرة موسى «فيزياء نووية»: أول امرأة تحصل على دكتوراه فى الإشعاع النووى من جامعة لندن (1940)، أسست «وحدة الأشعة» بالكلية، ولقت مصرعها فى حادث غامض بكاليفورنيا (1952) أثناء أبحاثها للأغراض السلمية.
* الدكتور حامد جوهر «علم البحار»: مؤسس محطة الأحياء البحرية بالغردقة (1930)، وأشهر مقدم لبرنامج «عالم البحار» التليفزيونى،
* الدكتور أحمد زكى عاكف «كيمياء»: رئيس جامعة القاهرة الأسبق، ورائد كيمياء البوليمرات، وأول مدير مصرى لمصلحة الكيمياء.
* الدكتور محمود حافظ «حشرات»: مؤسس متحف الحشرات بالكلية مع الدكتور حسن أفلاطون، حارب وباء الملاريا بمصر عبر أبحاثه عن البعوض الناقل.

4 مراكز فى الكلية تسهم فى صون هوية مصر الطبيعية
* متحف الحشرات د. حسن أفلاطون، 1948: يضم آلاف العينات.
* محطة الأحياء البحرية بالغردقة 1930: أول مركز عربى لدراسة النظم البيئية البحرية.
* مرصد حلوان الفلكى د. محمد رضا مدور، 1936: رصد المذنبات وتغيرات المناخ.
* بنك الجينات النباتية قسم التقنية الحيوية لحفظ السلالات المصرية النادرة من الانقراض.

علي مصطغى مشرفة

 

حامد جوهر



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك