اللواء أحمد فهمي يكشف لـ الشروق تفاصيل مشاركته في حرب أكتوبر ولحظة تكريمه من الرئيس السيسي - بوابة الشروق
السبت 25 أكتوبر 2025 4:17 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

اللواء أحمد فهمي يكشف لـ الشروق تفاصيل مشاركته في حرب أكتوبر ولحظة تكريمه من الرئيس السيسي

محمد صابر
نشر في: الجمعة 24 أكتوبر 2025 - 11:39 ص | آخر تحديث: الجمعة 24 أكتوبر 2025 - 11:39 ص

في ذاكرة الوطن تبقى حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة جسدت شجاعة الجندي المصري وإصراره على استعادة الكرامة والعزة، ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم اللواء أحمد فهمي زكي، أحد رجال القوات المسلحة الذين شاركوا في ملحمة العبور، وكان شاهدًا على أعظم معركة في تاريخ مصر الحديث.

وأجرت «الشروق» لقاءً مع اللواء أحمد فهمي زكي عقب تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الندوة التثقيفية رقم 42 التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

وقال اللواء أحمد فهمي زكي، الذي شغل منصب رئيس صواريخ ومدفعية للفرقة العاشرة ثم كبير معلمي كلية الدفاع الجوي، إنه يشعر بالفخر والاعتزاز بتكريمه من قِبَل الرئيس السيسي، مؤكدًا أن هذا التكريم يعد تقديرًا لكل أبطال القوات المسلحة وأسرهم.

وأضاف أن هذا التكريم شرف كبير يعتز به، وأن الرئيس دائمًا ما يقدّر أبطال الوطن ويعتز بهم، وقد لمس ذلك في كلماته وتصرفاته أثناء لقائه به، حين صافح زوجته، فدعت له دعاءً صادقًا من القلب، فابتسم وقال له: «خلي بالك منها، دي بركة»، ثم قام بتقبيل رأسها.

وأكد فهمي أن تكريم الرئيس له ولزوجته هو تكريم لكل أسرة مصرية قدمت وضَحّت، مشيرًا إلى أن وراء كل بطل في الميدان أم عظيمة وزوجة مخلصة، والأم المصرية في كل بيت هي صاحبة الفضل الحقيقي في بناء الأجيال، فهي التي ربّت الأبطال وصنعت الأسر القوية التي تحمي الوطن.

وتابع اللواء فهمي أن زوجته هي بالفعل البركة في حياته؛ فهي التي ربّت أولاده وساندته طوال سنوات خدمته، حيث كان يقضي أغلب الوقت في الميدان والتدريب بالصحراء، وكانت هي الأم والأب في آنٍ واحد؛ نحن وهي شركاء في الكفاح والحياة.

وأشار إلى أنه أنجب ولدين، أحدهما مهندس مدني يعمل بإحدى الشركات العالمية في مجال التشييد، والآخر مهندس برمجيات، مضيفًا بفخر: "ربّيت أولادي كما ربّيت الأجيال في عملي؛ فأنا كنت أدرّس وأعلّم، وكل ما اكتسبته من خبرة وهبته لهم".

واستعاد اللواء أحمد فهمي ذكرياته قائلاً: "التحقت بالكلية الحربية في أكتوبر 1955 وتخرّجت في يوليو 1975، وانضممت فورًا إلى سلاح المدفعية المضادة للطائرات، الذي أصبح لاحقًا سلاح الدفاع الجوي بعد إدخال الصواريخ عام 1968. بعد نكسة 1967 بدأت مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر، وشهدت القوات تدريبًا مكثفًا وانضباطًا عاليًا حتى استعد الجندي المصري للقتال بروح قوية وكفاءة مرتفعة رغم قِدم المعدات".

وأوضح أنه تم الاعتماد على التدريب المتواصل والمحاكيات لرفع الكفاءة، حتى أصبحت وحدات الدفاع الجوي قادرة على تنفيذ المهام القتالية بكفاءة عالية واستعادة الثقة بالنفس، مؤكّدًا أنَّ التدريب مع مستشارين سوفيت ارتفع بجاهزية وحدتهم لدرجة اجتياز تفتيش روسي في فبراير 1973، ثم شاركوا في حرب 6 أكتوبر بعد التحرك ليلة 5 أكتوبر، مستخدمين تكتيكات خاصة وأجهزة بصرية متقدمة، وأسقطوا عدة طائرات مع الحفاظ على حماية مواقعهم.

وعن لحظات الحرب، قال: "في يوم 6 أكتوبر كنا داخل الدشم، كل طاقم الكتيبة في مواقعه داخل مراكز القيادة والرادارات؛ لم نكن نرى العبور بعينينا، لكن كنا نتابع إشارات الطيران على الشاشات، وفي حالة استعداد كامل لأي هجوم. من اليوم الثالث اضطر العدو إلى إبعاد طيرانه عن مواقعنا بعد خسائر كبيرة، ولم تكن هناك راحة نفسية طوال فترة الحرب، كنا نعمل 24 ساعة؛ المعدات دائمًا جاهزة والأبطال على مواقعهم".

وذكر فهمي أنه في 20 أكتوبر كان الهوائي معطلاً، لكن فجأة هاجمتهم أربع طائرات، وكل طائرة كانت تحمل نحو ثمانية أطنان من القنابل، أي تقريبًا ثلاثين طنًا من القنابل في دائرة قطرها 150 إلى 200 متر. وأضاف: "كنت أرى النجوم في عز الظهر من قوة الانفجارات".

وتابع: "كان لدي كتيبة رشاشات وفصيلة صواريخ الحية تدافع عن الكتيبة، سمعت صوت الرشاشات فقفزت من الطَنل لأتفقد حالة المعدات، لكن اللحظة كانت مؤلمة؛ استشهد صف ضابط بجواري، والضابط الذي على يساري فقد رجله من الانفجار، وكانت الأرض كلها نورًا وانفجارات".

وأضاف: "بعد الحرب عدت إلى البيت، فكانت زوجتي في استقبالي ومعه ابني الكبير الذي كان عمره سنة ونصف، وكانت فرحة العائلة لا توصف، وبعدها احتفل الشارع كله؛ كان يومًا من أجمل أيام حياتي".

واختتم اللواء أحمد فهمي حديثه قائلًا: "بعد 52 سنة من النصر، عندما جاءتني مكالمة التكريم من القوات المسلحة كنت متفاجئًا تمامًا، كانت الساعة التاسعة صباحًا وقالوا لي: اللواء أحمد فهمي، سَتُكرَّم في الندوة التثقيفية السنوية احتفالًا بانتصارات أكتوبر. كانت المكالمة مفاجأة عظيمة لا تُنسى، والجميل أن تكريم الرئيس لم يكن بروتوكوليًا؛ بل كان تصرُّفًا إنسانيًا صادقًا عندما قبَّل الرئيس رأس زوجتي كأم مصرية استطاعت الصمود أثناء الحرب، وهو تصرُّف لمس القلوب ورفع رأس كل أم وكل أسرة لبطل من أبطال أكتوبر، شعور بالفخر والامتنان لا يوصف".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك