ولأنى مريض ارتفاع ضغط الدم ملتزم فأنا أجرى تحاليلى العامة كل ستة أشهر وأقيس ضغط الدم بانتظام وأقوم بتسجيله ومراجعته مع الاستشارى. هذا الشهر أخبرنى بأن الإرشادات الطبية الجديدة لرابطة أطباء القلب الأمريكية توصى باعتبار أن الإنسان يعد مريضًا بارتفاع ضغط الدم إذا ما تجاوز ضغطه ٨٠/١٣٠ مليمتر زئبق. الواقع أننى أستشعر بأن وراء ذلك رغبة فى دفع العالم لاستعمال أدوية أكثر، وبالتالى أرباح أعلى لشركات الدواء فهل تشاركيننى هذا الرأى؟
أحمد زين الدين . جيولوجى
بداية أشاركك بطرح الرأى فأهم ما يجب مراعاته هو صدق القناعة التى بها يتناول الإنسان دواءه والثقة المتبادلة بينه وطبيبه.
بالفعل جاءت تلك التوصية فيما صدر من توصيات لاجتماع رابطة القلب الأمريكية شهر نوفمبر بعد هذا العام والمنعقد فى كاليفورنيا. جاء الأمر بالفعل مفاجأة جعلت من نصف البالغين فى الولايات المتحدة الأمريكية مرضى بارتفاع ضغط الدم، حيث رفعت نسبتهم من ٣٢ بالمائة إلى ٤٦ بالمائة، فيما يعادل إصابة ١٫٣ مليون أمريكى!
قد يتبادر إلى الذهن أن ما تحدثت به قد يكون صحيحًا الأمر الذى لا أنفيه شخصيًا، لكن الواقع أن هناك عددًا من النقاط قد يشرح أهمية أن تصدر مثل تلك التوصية كالآتى:
١ - تحديد ارتفاع ضغط الدم إذا ما تجاوز القياس ٩٠/١٤٠ جاء فى توصيات ٢٠٠٤ ولم يتغير حتى الآن لذا لزم إعادة التقييم وتلك كانت النتيجة.
٢ - التوصية صدرت بعد أربع سنوات من البحث والتدقيق ومراجعة ٩٠٠ دراسة طبية واستشارات وأسئلة متعددة لمتخصصين واستشاريين.
٣ - رغم ارتفاع عدد مرضى ضغط الدم وفقًا لتلك التوصية فالواقع أنها ستلزم عددًا قليلًا نسبيًا منهم بالعلاج. المضى الذين لديهم عوامل خطر تشير إلى أنهم عرضة لخطورة أمراض القلب فى السنوات العشرة القادمة فقط هم من سيتلقون العلاج فقط «العمر، الجنس، ارتفاع نسبة الكوليسترول، ضغط الدم، التدخين، والإصابة بالسكر».
أما البقية فالواجب توجيههم من خلال برامج الطب الوقائى وإعادة تأهيل مرضى القلب إلى التغييرات التى يجب اللجوء إليها فى نمط حياتهم الغذائى والحركى ودعوتهم إلى تقليل الملح وضرورة ممارسة الرياضة البدنية.
٤- أشارت التوصيات أيضًا إلى ضرورة قياس ضغط الدم فى جو هادئ منزلى إذ إن هناك من ترتفع قياسات ضغطهم فى المستشفيات والعيادات.