يبدو أن العلم فى النهاية يقرر أن ما تأكله السيدة الحامل ليس صاحب الأثر الأوحد على حملها إنما يمكن أن يتأثر جنينها أيضًا بما تأكل أو تشرب فيه.
إذا كان من الطبيعى أن يطلب الطبيب من السيدة فى حملها ألا تقترب من أطعمة نيئة، مثل اللحم النيئ (الكبد النية اللبنانية) أو الأسماك مثل الطعام اليابانى الأشهر (السوشى) أو تناول أدوية دون الرجوع إليه خشية التأثير بالسلب على حملها فإن عليها الآن أيضًا أن تتجنب الشرب من عبوات المياه البلاستيكية وكل طعام المعلبات.
دراسة حديثة نشرت هذا الشهر فى الدورية العلمية المرموقة (Pedioteics) قام بها فريق من باحثى كلية طب هارفارد الأمريكية تشير إلى وجود علاقة بين ميلاد أطفال خاصة من الإناث يعانون من أمراض كالتوحد وظواهر نفسية أخرى وسلوكية، مثل العنف فى اللعب والتعامل والقلق وفرط النشاط والحركة والانفعال بصورة مبالغ فيها أحيانًا.
تظهر تلك السلوكيات حول سن الثالثة من العمر لدى الأطفال الذين تأكد أنهم تعرضوا لمادة البايسفينول الكيماوية الموجودة فى مصنوعات البلاستيك التي تتناول الأمهات فيها الأطعمة والمياه.
من سوء الحظ أن مادة البايسفينول (bisphenol (Bpr توجد غالبًا فى كل ما تخالطه من مصنعات بلاستيكية فى الزجاجات البلاستيكية التى تعبأ فيها المياه المعدنية، فى عبوات المياه الغازية التى تطلى بطبقة من البلاستيك من الداخل، فى كل علب المعلبات طبقة من البلاستيك تحمى ما بها من طعام من التعرض المباشر للمعدن الذى صنعت منه العلبة، وأيضًا فى زجاجات رضاعة الأطفال الصناعية.
لماذا البنات دون الأولاد؟
تشير الدراسة إلى تأثر البنات دون الأولاد بمادة البايسفينول خلال حياتهن الجنينية وفترة التكوين فى الرحم ربما لاتحاد تلك المادة بالهرمونات الأنثوية خاصة الاستيروجين. وأن ذلك الأثر يبدو فى سلوكهن غالبًا فى السنة الثالثة من أعمارهن، حيث تلاحظ الأمهات تلك التصرفات السلوكية التى تثير قلقها وحيرتها وتدفعها أحيانًا إلى عقاب طفلتها دون جدوى.
تشير الدراسة أيضًا إلى احتمال أن يكون هذا أحد أسباب ظاهرة التوحد لدى الأطفال التى يتزامن ظهورها وسن الثالثة أيضًا، ويحار فى تحديد أسباب قاطعة لها الأطباء رغم رصدهم الأعراض كاملة.
كيف إذن تتفادى الحامل أثر البلاستيك؟
إذا كان تفادى تناول الطعام أو الشراب فى عبوات بلاستيكية فيمكن على الأقل محاولة التقليل من التعرض لها.
مراجعة العلامات الموجودة على عبوات المياه البلاستيكية هناك علامة فى شكل مثلث بداخلها رقم من ١ إلى ٦ غالبًا ما توجد مادة البايسفيتول فيها.
يمكن استخدام عبوات المياه المصنوعة من مادة الصلب الذى لا يصدأ أو ملئها بالماء إذا ما كنت من هواة الرياضة، ولك أن تحتفظى بمصدر للماء معك.
يجب الامتناع تمامًا أثناء الحمل عن تناول أى أطعمة محفوظة فى علب معدنية يمكنك بالطبع استبدالها بالخضراوات أو الفاكهة الطازجة أو المجمدة.
يجب أيضًا أثناء الحمل تجنب تناول المياه الغازية المعبأة فى عبوات معدنية إذ إنها من الداخل مغطاة بطبقة رقيقة من البلاستيك.
أما المياه المعدنية فقد أصدرت هيئة الصحة العالمية تقريرًا يفيد بأنها لا تختلف عن مياه الصنبور - المطابق للمواصفات - مع إضافة بعض من الأملاح والمعادن.
لذا إذا اطمئنت نفسك إلى مياه الصنبور العادية مع استعمال الفلتر المناسب فلا داعى للحياة المعدنية فى زجاجات من البلاستيك حتى مع الزعم بأنها مختلفة لأنها معدنية.