يستضيف المتحف المصري بالتحرير معرضًا أثريًا مؤقتًا يسلط الضوء على أحد أهم جوانب الحياة اليومية في مصر القديمة: صناعة الخبز. ويضم المعرض، المقام في قاعة 43 بالدور العلوي، مجموعة نادرة من أرغفة الخبز والكعك التي تعود إلى الدولة الحديثة، وتحديدًا الأسرة الثامنة عشرة، والتي عُثر عليها في مقبرة "خا" بدير المدينة خلال حفائر شياباريلي عام 1906.
وبحسب المتحف، أن المعرض يضم مجموعة أخرى من أرغفة الخبز بأشكال متنوعة، منها الطويل والمثلث، والتي تعود إلى عصر المملكة الوسطى، وقد تم اكتشافها خلال حفائر متحف المتروبوليتان للفنون بالدير البحري عام 1924. وسيستمر المعرض لمدة ثلاثة أشهر، مقدمًا للزوار لمحة نادرة عن تقنيات صناعة الخبز في العصور الفرعونية.
رحلة صناعة الخبز في مصر القديمة
وتابع: كان المصريون القدماء يبدؤون عملية صناعة الخبز بغسل الحبوب وقياسها قبل طحنها لإزالة القشور. ثم تُجفف الحبوب في الشمس وتُذرى لإزالة القشر الناعم والخشن. وبعد ذلك، تُطحن الحبوب باستخدام الرحى الحجرية، ما ينتج دقيقًا بدرجات متفاوتة من النعومة.
وتشير الدراسات الأثرية إلى أن العديد من الأرغفة المكتشفة لا تزال تحتوي على قشور وحصى، مما يدل على أن عملية الغربلة لم تكن دقيقة أو لم تُجرَ في بعض الأحيان.
بعد الطحن، يُضاف الماء إلى الدقيق، إلى جانب عامل التخمير، كما كانت تُضاف نكهات مختلفة مثل الملح، التوابل، الفواكه المجففة، والحبوب المتشققة لإنتاج أرغفة متنوعة، بل وحتى ألوان مختلفة للخبز.
تجربة فريدة لزوار المتحف
ولأول مرة، يقدم المتحف تجربة استثنائية لزواره من خلال عرض نماذج حديثة لأنواع الخبز المصري القديم، تم إنتاجها اعتمادًا على المصادر الأثرية، مثل النقوش الجدارية في المعابد، ومناظر الطقوس الدينية، ومشاهد الحياة اليومية للمصري القديم. هذه المبادرة تمنح