المخرجة ليلى عباس لـ«الشروق»: يهمني الإنسان الفلسطيني وقضاياه سواء كانت اجتماعية أو سياسية - بوابة الشروق
الجمعة 25 أبريل 2025 8:40 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المخرجة ليلى عباس لـ«الشروق»: يهمني الإنسان الفلسطيني وقضاياه سواء كانت اجتماعية أو سياسية

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 25 أبريل 2025 - 5:12 م | آخر تحديث: الجمعة 25 أبريل 2025 - 5:12 م

يعرض ضمن أسبوع القاهرة السينمائي في سينما زاوية الفيلم الفلسطيني "شكراً لأنك تحلم معنا"، من إخراج ليلى عباس، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وألمانيا وقطر، كما تلقى تمويلاً ودعماً من جهات عدة مثل صندوق مهرجان البحر الأحمر، ومهرجان الجونة، ومهرجان روتردام، والصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق".

خاض الفيلم رحلة في المهرجانات العالمية، وحصد عدداً من الجوائز من بينها جائزة الإسكندر الفضية من مهرجان سالونيكي السينمائي باليونان، وكان عرضه العالمي الأول في مهرجان لندن السينمائي خلال الدورة 68 في أكتوبر 2024، وهذه المرة الثانية التي يُعرض فيها الفيلم في مصر، بعد مشاركته في مهرجان الجونة السينمائي في نوفمبر الماضي، حيث حصد جائزة أفضل فيلم روائي عربي طويل مناصفة مع فيلم "ماء العين".

تدور الأحداث في إطار اجتماعي شائك، يتمثل في رفض الموروث الذي تفرضه تفسيرات الشريعة الإسلامية، والذي يقضي بأن نصيب الذكر من الميراث ضعف نصيب الأنثى، والفيلم يحتج بوضوح على هذا، إلى جانب احتجاج عام حول قضية المواريث وسيطرة الذكر على الميراث.

وللحديث عن الفيلم وموضوعه الشائك كان لنا هذا الحوار مع المخرجة ليلى عباس..

لماذا وقع اختيارك على هذا الموضوع ليكون أول مشاريعك الروائية الطويلة؟


هناك أمر شخصي يمسني بهذا الموضوع، لذلك قررت اختياره ليكون أول ما أطرحه في فيلمي الروائي الأول. أشعر أننا في عالمنا العربي قطعنا شوطاً طويلاً في التعليم والعمل وكثير من السياقات، لكن لا نزال عاجزين أمام مجموعة من الأشياء، منها القوانين المتعلقة بالميراث، والتي يستفيد منها "الرجل بكل بجاحة". ولأن عائلتنا أغلبها إناث، أنا شخصياً ليس لدي إخوة ذكور، وعايشت تجربة أنا وأخواتي للوقوف أمام رجال العائلة، لذلك كان الأمر يتعلق بي، ربما ليست نفس القصة، لكن الحالة العامة. ويتركنا الأمر أمام أسئلة صعبة: "معقول الأمر هيك؟ أم أن هذه القوانين اجتزأت من سياقات كانت مناسبة للماضي وغير مناسبة للوقت الحالي؟".

هل يمكن وصف فيلمك بأنه درامي نسوي؟ وهل تشغلك القضايا النسوية في المقام الأول؟


ليس من المفضل لدي التفكير في كل الأمور من نواحي نسوية، وهي ليست هاجسي أو محور أفكاري. تناولت الموضوع لأنه يمس أموراً في عائلتي. قد يتم تصنيفه من قبل الكتابات النقدية بأنه نسوي، لكنني لست حاملة لهذا اللواء. فقط أحب تناول موضوعات المرأة وتعقيداتها، ولكن لن يكون هذا خطي الدائم في كل أفلامي، وفيلمي الجديد مختلف.

هل كان النقد يشغلك عند اختيار الموضوع، سواء نقد بسبب الابتعاد عن موضوعات الاحتلال أو الهجوم بسبب التشريعات الدينية؟


طبعاً يهمني النقد، ويهمني سماع الآراء الإيجابية والسلبية. كان هدفي تقديم فيلم اجتماعي، لأن الاحتلال بالفعل يحتل مساحة كبيرة من السينما الفلسطينية، ويزاحم وجودنا في كل مكان، لذلك أحببت الذهاب إلى هذا الاتجاه وترك الاحتلال فقط في الخلفية. لكن لم يكن في مخيلتي أن يتزامن عرض الفيلم في المهرجانات مع حرب الإبادة على قطاع غزة، وهذا صعّب مهمتي كثيراً، لأنني شعرت وكأني أقدم شيئاً خارج السياق.
لكن في النهاية، أقول إن الموضوع الاجتماعي مهم، وأن الجمهور يرى حياة فلسطينية ويقترب منا. أما بالنسبة للتشريعات، فقد كنت قلقة من النقد، لذلك حاولت ألا أكون منفّرة في المعالجة. أردت من المشاهد أن يفكر ويتساءل مع الشخصيات، وبصراحة، لست ضد تصرف الشخصيات، لأن حين يكون كل شيء مغلقاً ولا توجد منافذ، فأنا لا أمانع الطرق الملتفّة، لأن القانون حين يكون في صالح جنس معين، فلا مشكلة لدي في تجاوزه.

حصل الفيلم على أكثر من جائزة.. كيف تمثل لك هذه الجوائز دافعاً للاستمرار؟


ردود فعل الجمهور والجوائز مؤثران جداً على ثقة صانع الأفلام بعمله. من المهم أن نسمع تفاعل الجمهور داخل قاعة العرض، وعندما تشعر بأنك تحرك شيئاً داخله، فذلك يخبرك بأشياء كثيرة سواء إيجابية أو سلبية. والجوائز لا شك تمنح دفعة للاستمرار، لأن صناعة الأفلام مهنة شاقة بها الكثير من الإحباطات والانتظار الطويل، وتمنحنا الجوائز شعوراً بالتقدير لنا وللأشخاص الذين عملوا في ظروف صعبة وبأجور ضئيلة، وهو شعور جماعي بالرضا.

مرحلة الإنتاج مهمة بالنسبة لصانع الفيلم.. كيف كانت هذه المرحلة لك؟


وجود المهرجانات مهم جداً لصانع الأفلام، خاصة مهرجان الجونة، الذي لا يركز فقط على عرض الأفلام، ولكن أيضاً على تطوير الأفلام، وأتمنى أن يكون هناك مهرجانات أكثر تهتم بمرحلة التطوير والتمويل. لأن الخروج بفيلم مكلف للغاية، ونحن في عالمنا العربي للأسف مصادر التمويل قليلة، ونحن في فلسطين بشكل خاص لا يوجد دعم أو صندوق مخصص للسينما، لذلك نركّز دائماً على الإنتاج المشترك، وخاصة مع ألمانيا، لكي نستطيع الدخول والتقديم في المنح الأجنبية، وإن كان الأمر ذو حدين، لأن وجود منتج أجنبي أحياناً يعقّد الموضوع.

ما هو مشروعك القادم؟ وهل يمكن إخبارنا بتفاصيل عنه؟


أعمل على تطوير فيلم جديد عن حياة الإنسان الفلسطيني الذي يعاني من تبعات الاحتلال، لذلك ليس لدي مشكلة في تقديم موضوع يتعلق بالاحتلال طالما يتصل بفلسطين، سواء اجتماعياً أو سياسياً، لكن ليس بالضرورة أن تكون البداية الحالية هي الصبغة الدائمة في كل الأعمال القادمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك