حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن تصاعد الأعمال العدائية وإصدار أوامر الإخلاء الجديدة في شمال وجنوب غزة خلال اليومين الماضيين هدد بإخراج مزيد من المرافق الصحية عن الخدمة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ذكرت "الصحة العالمية" أن أربعة مستشفيات رئيسية في غزة وهى: (مستشفى كمال عدوان، المستشفى الإندونيسي، مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الاصطناعية، مستشفى غزة الأوروبي)، اضطرت إلى تعليق خدماتها الطبية خلال الأسبوع الماضي؛ بسبب قربها من مناطق الاشتباكات أو مناطق الإخلاء، إضافة إلى تعرضها للهجمات.
وسجلت المنظمة 28 هجوما على الرعاية الصحية في غزة خلال الآونة الأخيرة؛ ليصل إجمالي عدد الهجمات منذ أكتوبر 2023 إلى 697 هجوما.
ومن أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، فإن 19 مستشفى فقط لا تزال عاملة، ومنها مستشفى واحد يقدم الرعاية الأساسية للمرضى الذين لا يزالون داخله، وحتى هذه المستشفيات تعاني نقصا حادا في الإمدادات، وعجزا في أعداد العاملين الصحيين، وانعداما ممتدا للأمن، وارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات.
وأضافت المنظمة أنه في الوقت الحالي، لا يتوفر في جميع أنحاء قطاع غزة سوى 2000 سرير في المستشفيات، في حين يبلغ عدد سكان القطاع أكثر من مليوني نسمة، لذا فإن هناك عجزا حادا في عدد الأسرة مقارنة بالاحتياجات الحالية.
ونبهت الصحة العالمية بأنه حتى مع هذا العدد المحدود من الأسرة، فإن هناك خطرا بفقدان ما لا يقل عن 40 سريرا لوقوعها في مستشفيات داخل مناطق الإخلاء التي أُعلن عنها مؤخرا، وقد يُفقد 850 سريرا إضافيا إذا تدهورت الأوضاع في المرافق الصحية القريبة من تلك المناطق.
ودعت المنظمة إلى توفير حماية فاعلة لمرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، مشددة على ضرورة عدم عسكرة المستشفيات أو استهدافها تحت أي ظرف من الظروف.
وطالبت بالسماح بدخول المساعدات على نطاق واسع إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى السكان أينما كانوا.
وجددت المنظمة التأكيد على أن الأمم المتحدة وشركاءها لديهم خطة واضحة ومبدئية وفعالة لإيصال المساعدات، وأن هذه الخطة تشمل ضمانات تحول دون انحرافها عن مسارها الإنساني، وأنها خطة أثبتت فاعليتها ويجب تمكينها من الاستمرار.
وفي تطور آخر.. أوضح برنامج الأغذية العالمية أن 15 شاحنة تابعة للبرنامج تعرضت للنهب في وقت متأخر من الليلة الماضية جنوب غزة، أثناء توجهها إلى المخابز التي يدعمها، حيث كانت هذه الشاحنات تنقل إمدادات غذائية أساسية للسكان الذين ينتظرونها بفارغ الصبر.. مشيرا إلى أن انعدام الأمن في القطاع يتزايد بسبب الجوع واليأس والقلق بشأن وصول مزيد من المساعدات الغذائية.
وأكد برنامج الأغذية العالمية أن هناك حاجة إلى دعم من السلطات الإسرائيلية لإيصال كميات أكبر بكثير من المساعدات الغذائية إلى غزة بشكل أسرع وأكثر انتظاما، ونقلها عبر طرق أكثر أمانا، كما حدث خلال وقف إطلاق النار.
وشدد البرنامج على ضرورة السماح له ولشركائه بتوزيع الدقيق والمواد الغذائية مباشرة على العائلات، حيث إن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لمنع انتشار الجوع الشديد.. مجددا التذكير بأن مليوني شخص يواجهون الجوع والمجاعة الشديدين إذا لم تتخَذ إجراءات فورية.
وقالت فرجينيا جامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، إن النزاع المسلح المطول ومنع دخول المساعدات إلى غزة، وجميع التدخلات في التوزيع المباشر للموارد للمحتاجين، أدت إلى خلق وضع إنساني كارثي لسكان غزة، وخصوصا لأطفالها ورضعها.
ودعت جامبا إسرائيل إلى تسهيل مرور الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين، ودعت جميع الأطراف إلى عدم عرقلة أو الاستيلاء على الموارد اللازمة للحفاظ على حياة الفئات الأكثر ضعفا.