شارك عشرات الآلاف من البولنديين اليوم الأحد، في مظاهرات وطنية في العاصمة وارسو، بقيادة الرجلين المتنافسين على الرئاسة في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقررة في أول يونيو والتي من المتوقع أن تشهد منافسة حادة ولها عواقب على مستقبل الأمة.
وقد سافر العديد من أولئك الذين شاركوا في المظاهرات اليوم الأحد من جميع أنحاء بولندا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 38 مليون شخص، ليس فقط لدعم أحد المرشحين ولكن للإعراب عن تأييد رؤى متباينة بشكل حاد لمستقبل البلاد.
وقاد إحدى المسيرات رافال ترزاسكوفسكي (53 عاما)، عمدة وارسو المؤيد للاتحاد الأوروبي الذي يدعم حقوق الإجهاض ودمج المثليين. وهو حليف سياسي وثيق لرئيس الوزراء دونالد تاسك، الذي يقود حكومة ائتلافية وسطية منذ أواخر عام 2023.
وفي كلمة أمام حشد كبير، طرح ترزاسكوفسكي رؤيته لبولندا التي تضم الجميع وتعهد بالعمل على المساعدة في تطوير الصناعة البولندية مع استمرار البلاد في التحول الاقتصادي إلى قوة اقتصادية وعسكرية إقليمية.
وفي جزء آخر من وارسو، تحدث كارول نوروكي (42 عاما) إلى مؤيديه. ويحظى نوروكي وهو مؤرخ محافظ وملاكم سابق بدعم من حزب القانون والعدالة القومي، والذي حكم بولندا خلال الفترة من عام 2015 وحتى 2023.
ونقلت عن وكالة وكالة أسوشيتد برس (أ ب) عن نوروكي قوله لأنصاره: "أنا بولندي أفهم صعوبات الحياة اليومية. أنا أقف أمامكم وأنا مقتنع تماماً بأنني صوتكم".
ويخوض المرشحان منافسة شديدة للغاية قبل جولة الإعادة، حيث تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تعادل بنسبة 47% من الأصوات لكل منهما.
ويمكن أن يكون للانتخابات تأثير حاسم على مستقبل بولندا السياسي، حيث تتمتع الرئاسة بسلطات كافية لعرقلة أجندة رئيس الوزراء دونالد تاسك الإصلاحية.
وأنهى ترزاسكوفسكي، الجولة الأولى من الانتخابات الأحد الماضي في المركز الأول بنسبة 36ر31% من الأصوات.
لكنه يواجه تحديا خطيرا من نوروكي، الذي فاز بنسبة 54ر29% من الأصوات في الجولة الأولى.