فيلم حادث بسيط يتوج بناهي بالسعفة الذهبية في مهرجان كان.. والمخرج الإيراني: الأهم الحرية في بلادي - بوابة الشروق
الأحد 25 مايو 2025 11:39 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فيلم حادث بسيط يتوج بناهي بالسعفة الذهبية في مهرجان كان.. والمخرج الإيراني: الأهم الحرية في بلادي

خالد محمود
نشر في: الأحد 25 مايو 2025 - 7:29 م | آخر تحديث: الأحد 25 مايو 2025 - 7:29 م

الفيلم الفلسطينى «سعيد لأنك ميت الآن» أفضل فيلم قصير.. والتونسية نادية مليتى أفضل ممثلة

وسط أجواء احتفالية عالمية واسعة بالأفلام المشاركة التى عبرت عن تنوع التجارب الفنية كاشفة موجة جديدة للسينما.. اختتم مهرجان كان السينمائى الدولى دورته الـ٧٨ بحفل توزيع الجوائز الذى أقيم مساء أمس الأول، فى قصر المهرجانات بمنطقة كروازيت المرصعة بالنجوم على شاطئ الريفييرا الفرنسية. وجاءت جوائز المسابقة الرسمية التى ترأست لجنة تحكيمها النجمة الفرنسية جولييت بينوش فى معظمها حسب توقعات النقاد، بينما جاء بعضها مخالفا لتلك التوقعات.
وبين هذا وذاك، فإن دورة هذا العام جاءت حافلة بمجموعة من الأفلام المهمة، التى تبارى فيها المخرجون والنجوم لتقديم أدوار وقصص وحكايات ورؤى فنية عميقة وجديدة وكاشفة عن أبعاد جديدة لفن السينما - بحسب إيريس نوبلوخ رئيسة المهرجان، وتييرى فريمو المندوب العام .
وحصد فيلم «حادث بسيط» للمخرج الإيرانى جعفر بناهى جائزة السعفة الذهبية لتمنح بذلك الجائزة الأرفع للمهرجان العريق لمخرج مُنع من مغادرة إيران لأكثر من 15 عامًا. والذى تمكّن من الحضور إلى مهرجان كان اخيرا .
وسبق أن سُجن بناهى البالغ 64 عاما، مرتين فى إيران ومُنع من التصوير لمدة 20 عاما.
قدّمت كيت بلانشيت الجائزة لبناهى، وقالت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش عند إعلانها عن الجائزة «الفن يحرك الطاقة الإبداعية لإخراج أفضل ما بداخلنا.. إنه قوة تحول الظلام إلى تسامح وأمل وغفران وحياة جديدة.
بناهى الذى أنتج أفلامًا سرًا فى وطنه، منها فيلم «هذا ليس فيلمًا» صُوّر فى غرفة معيشته، و«تاكسى» الذى صُوّر فى سيارة، وقد صُوّر الفيلم الفائز سرا، إذ رفض المخرج طلب الإذن بالتصوير. وفى تحدّ لقوانين بلده، ظهرت ممثلات كثيرات فى العمل من دون حجاب.
المشهد كان ملهما، وقف الجمهور مصفقا بحرارة للمخرج، الذى رفع ذراعيه على الفور واتكأ على مقعده فى ذهول قبل أن يصفق لزملائه والجمهور من حوله.
قال بناهى إن الأهم هو الحرية فى بلاده. وأضاف: «فلنتحد. لا ينبغى لأحد أن يجرؤ على أن يُملى علينا ما يجب أن نرتديه، أو ما يجب أن نفعله، أو ما لا يجب أن نفعله. السينما مجتمع. لا يحق لأحد أن يُملى علينا ما يجب علينا فعله أو ما لا يجب علينا فعله.
على المسرح، رحبت به رئيسة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائى، جولييت بينوش، التى رفعت اسمه فى مهرجان كان عام ٢٠١٠ تكريمًا له عندما كان قيد الإقامة الجبرية.
«حدث بسيط» يقدم قصة أخلاقية تغوص فى مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم».
حيث يروى الفيلم الملىء بجرعات متساوية من الفكاهة الساخرة والغضب، قصة خمس شخصيات يعتقدون أنهم تعرفوا على المدعى العام الذى عذبهم أثناء اعتقالهم - ولكن بما أنهم كانوا جميعا معصوبى الأعين فى السجن، لا يمكن لأحد منهم أن يكون متأكدا تماما من أن أسيرهم هو نفس الرجل.
وأعلن بناهى أنه سيعود إلى وطنه الأحد بالرغم من خطر التعرض لأعمال انتقامية. ولا يُعرف المصير الذى تخبئه له السلطات بعد فيلمه الحادى عشر. ويسود غموض حيال المصير الذى تخبئه له السلطات فى طهران بعد فيلمه.
فيما ذهبت الجائزة الكبرى، وهى ثانى أرفع جوائز المهرجان بعد السعفة الذهبية، إلى الفيلم النرويجى «القيمة العاطفية» للمخرج يواكيم ترير، المعروف بأسلوبه العاطفى المتوازن وقدرته على تصوير العلاقات الإنسانية بعمق بالغ.
الفيلم نال إعجاب لجنة التحكيم بفضل السيناريو المحكم وأداء ممثليه الرائعين، خاصةً فى تناوله لموضوعات الفقد والارتباط بأسلوب شاعرى دون مبالغة.
وتقاسم جائزة لجنة التحكيم فيلما «سيرات» إخراج الفرنسى أوليفر لاكس، والذى يدور حول طفلين يحاولان عبور الحدود الأوروبية فى رحلة محفوفة بالمخاطر. و«صوت السقوط» إخراج ماشا شيلينسكى.
وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى البرازيلى كليبر مندونسا فيليو عن فيلمه السياسى «العميل السرى»، الذى يُعيد طرح ثيمة السلطة والمقاومة من خلال قصة عميل مزدوج يعيش بين الولاء والتمرد.
وفاز بجائزة أفضل سيناريو إلى الأخوان البلجيكيين جان - بيير ولوك داردان عن فيلم «الأمهات الشابات»، الذى يتناول معاناة الأمهات العازبات فى بيئة قاسية،
من خلال دار تعنى برعاية أمهات مراهقات يعانين ظروفا صعبة، حيث إن النص تميز بالبساطة والحساسية، ما جعله واحدًا من أكثر الأعمال تأثيرًا فى المهرجان.
وفازت بجائزة أفضل أداء للممثلة التونسية نادية مليتى فى دورها المؤثر فى فيلم «الصغيرة الأخيرة» للمخرجة حفصية حرزى، حيث جسّدت شخصية امرأة تُصارع الفقد والعزلة فى بيئة اجتماعية محافظة.
وأشاد النقاد بأدائها الصامت الملىء بالتعبير، والذى جسّد الانكسار الداخلى للشخصية بعمق.
وفاز بأفضل أداء الممثل البرازيلى فاجنر مورا فى فيلم العميل السرى عن أدائه اللافت فى فيلم «العميل السرى»، حيث جسد شخصية معقدة مليئة بالتناقضات.
ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة للفيلم الإيرانى «القيامة» من إخراج بى جان، وهو عمل بصرى ملىء بالتأمل، يتناول فكرة البعث والهوية الثقافية فى إيران المعاصرة.
وكانت المسابقة الرسمية قد شهدت منافسة ساخنة بين٢٢ فيلما، طرحت العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية.
«كعكة الرئيس»
فاز الفيلم العراقى «كعكة الرئيس» بجائزة الكاميرا الذهبية (Caméra d’Or) لأفضل عمل أول، من إخراج حسن هادى.
حيث يروى الفيلم قصة طاهٍ فى القصر الرئاسى خلال فترة صاخبة من تاريخ العراق، بأسلوب ساخر لكنه يحمل عمقًا سياسيًا مؤثرًا، وتُعد هذه الجائزة دعمًا قويًا للأصوات السينمائية الجديدة القادمة من المنطقة العربية.
حصل الفيلم النيجيرى «ظل والدى» على ذكر خاص من لجنة التحكيم، وهو عمل شاعرى يستعيد سيرة الأب فى قالب شبه وثائقى، وقد أخرجه أكينولا ديفيز جونيور، الفيلم استُقبل بحرارة ضمن العروض الموازية، ويُعد إضافة مهمة للسينما الإفريقية الصاعدة.
تم اختيار الفيلم الفلسطينى «سعيد لأنك ميت الآن» للمخرج توفيق برهوم بـجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير، حيث إن الفيلم يتناول مفهوم التحرّر الشخصى وسط واقع قاتم، وهذا بأسلوب رمزى مكثف وجرىء، ما جعله أحد أقوى الأفلام القصيرة فى المهرجان فيما نال فيلم «على» إخراج عدنان الراجيف على تنويه خاص.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك