الكفالة قصة العمر كله.. نوران خالد: ابنى الذى لم تلده بطنى.. لكنه ولد فى قلبى - بوابة الشروق
الجمعة 26 سبتمبر 2025 2:43 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

الكفالة قصة العمر كله.. نوران خالد: ابنى الذى لم تلده بطنى.. لكنه ولد فى قلبى

آية عامر
نشر في: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 11:01 م | آخر تحديث: الخميس 25 سبتمبر 2025 - 11:01 م

تجلس نوران خالد، 37 عاما، ربة منزل، لتروى رحلتها مع الكفالة وكأنها تحكى قصة عمرها كله، تزوجت صغيرة، ورزقت بثلاثة أطفال بعد انتظار، لكن شيئا بداخلها كان ينقصها دائمًا، تقول: «كنت أزور دور الأيتام وأعود باكية، وإذا سمعت بكاء طفل بلا أم أبكى معه، شعرت أن هناك جزءًا من رسالتى لم يتحقق بعد».

رغم أن زوجها كان مترددا وخائفا من نظرة المجتمع، فإن قلبها ظل متعلقا بفكرة الكفالة، لم يكن الأمر هينا، فهى تعلم أن التبنى محرم، لكن الله وضع أمامها طريقًا آخر هو الكفالة.
تحكى نوران: «شاهدت طفل صغير لم يتجاوز يوما واحدا من عمره، وما زال بالحبل السرى، رأيته وكأن الدنيا توقفت أمامى، كنت خائفة أن أفقده، لكننى شعرت فى تلك اللحظة أنه خُلق من أجلى».

لم يكن الطريق سهلاً، بين زيارات متكررة لوزارة التضامن، وطلبات ترفض أكثر من مرة، وإجراءات امتدت لشهور، بقى الطفل فى دار الأيتام سبعة أشهر كاملة، تقول: «كنت أزوره يوميا تقريبا، وأطفالى الثلاثة تعلقوا به بشدة، كانوا يبكون كلما تأخرنا فى رؤيته، ويخشون أن يذهب إلى أسرة أخرى، كانوا يحتفظون بملابسه ويحتضنونها ويبكون خوفا من ألا يعود».

وتتابع بصوت ممتلئ بالشغف: «زوجى تغير هو الآخر، من رجل متردد يخشى كلام الناس، إلى أب يركض ليحضر له اللبن والدواء فى الدار، وغيرنا عنوان بطاقاتنا فقط لنكون أقرب إليه، ولتسير الإجراءات بشكل أسرع، كان قد أصبح ابننا قبل أن نحمله رسميا إلى البيت».

حين جاءت الموافقة على الكفالة، شعرت نوران بأن حياتها بدأت من جديد، تقول: «بطنى أنجبت إخوتِه الثلاثة، لكن قلبى ولد به هو، ومعه اكتملت أمومتى حقا، هو الابن الذى لم تلده بطنى، لكنه ولد فى قلبى، لا أراه مختلفًا عن إخوتِه، بل أشعر بأنه فى كفة وحده ونحن جميعًا فى كفة أخرى».

اليوم، وقد بلغ الرابعة من عمره، عانى من تأخر لغوى بسبب حرمانه من البيئة الأسرية فى بداياته، لكن نوران لم تتركه لحظة، أحضرت له أخصائية تخاطب، وألحقته بالحضانة، وحصلت على الولاية التعليمية الخاصة به، تقول: «يتطور يوما بعد يوم، أراه يكبر أمامى فأحمد الله أننى لم أتراجع».

وتحكى نوران قصتها بكلمات تحمل رسالتها: «يسألنى البعض لماذا لجأت للكفالة وأنت أم بالفعل لثلاثة أطفال؟ أقول دائمًا: الأمومة ليست عددا، الأمومة قلب يكتمل بطفل محتاج، أنا لست بطلة كما يظنون، أنا فقط أم، أم اكتمل قلبها بابن أرسله الله لى، لأكون أمه، ولأتعلم أن العطاء لا ينقص من الحب، بل يزيده أضعافا».

وتختم نوران قصتها قائلة: «عندما كنت أذهب لإطعامه، قال لى أحدهم مرة: «ليس له تسلسل عائلى لأنه لا توجد له بيانات مسجلة.. هذه الجملة جرحتنى كثيرا».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك