يمثل مرض الأطفال في سنوات الحضانة تحديًا متكررًا للآباء، الذين يجدون أنفسهم في حيرة، فهل يرسلون طفلهم إلى الحضانة رغم إصابته بالزكام أو السعال؟ أم يبقونه في المنزل؟، وبينما تنتشر الأمراض بسرعة في بيئات اللعب الجماعية، يبقى القرار بحاجة إلى وعي صحي وتوازن بين مصلحة الطفل وسلامة الآخرين.
لماذا يمرض الأطفال أكثر في الحضانة؟
وبحسب موقع كليفلاند كلينيك، الحضانة بطبيعتها مكان يجتمع فيه عدد كبير من الأطفال، ومع ضعف جهاز المناعة لدى الصغار وعدم التزامهم الدائم بغسل اليدين أو تغطية الفم عند العطس، تصبح العدوى شائعة.
وحتى في المراكز الأكثر نظافة، يضع الأطفال الألعاب في أفواههم، ويفركون أعينهم، فيسهل انتقال الجراثيم.
ومن أبرز الأمراض التي تظهر في هذه المرحلة: نزلات البرد، التهابات الجهاز التنفسي، العين الوردية، التهاب الحلق العقدي، أنفلونزا المعدة، ومرض اليد والقدم والفم.
متى يجب بقاء الطفل في المنزل؟
وبحسب ABC NEWS ، تتبع دور الحضانة عادة إرشادات المجلس الوطني للصحة والبحوث الطبية بأستراليا NHMRC))، والتي تحدد فترات الاستبعاد على أساس الأعراض، ففي حالة القيء أو الإسهال يجب أن يمر 24 ساعة خالية من الأعراض.
أما حالة الحمى، الطفح الجلدي، الخمول الشديد، ضعف الشهية أو قلة شرب الماء لا ينبغي إرسال الطفل مطلقًا، وبعض المراكز قد تطبق قواعد أكثر صرامة إذا كان بين الأطفال من يعاني ضعف المناعة أو يخضع لعلاج خاص.
هل التعرض للجراثيم يفيد المناعة؟
وبحسب موقع NIH، تفيد نظرية النظافة، وهي أحد فرضيات علم الحساسية، أن التعرض المبكر للجراثيم يساعد الأطفال على بناء جهاز مناعي أقوى.
فعندما يواجه الطفل فيروسًا ما، يُنتج جسمه أجسامًا مضادة توفر له حماية ضد السلالة نفسها مستقبلًا، لكن الواقع أن الفيروسات متعددة السلالات، ولهذا لا يكفي مرض واحد لحماية الطفل من أمراض مشابهة لاحقًا، ومع ذلك، يبقى التعرض المبكر خطوة مفيدة لتطوير جهاز المناعة تدريجيًا.
وتشير دراسة أجراها المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، أن الأطفال في الحضانة يمرضون بمعدل أكبر حتى سن الثالثة، لكن ذلك يمنحهم مناعة أوسع لاحقًا مقارنة بأقرانهم الذين لم يخوضوا التجربة، لأنهم غالبًا ما يتعرضون لبعض الجراثيم لأول مرة.
كيف تعزز مناعة طفلك؟
وتتفق التقارير المنشورة في المواقع المذكورة سابقًا، أن المرض جزء طبيعي من الطفولة، إلا أن هناك خطوات عملية تقلل المخاطر وتساعد في تقوية الجهاز المناعي:
1. غسل اليدين باستمرار قبل وبعد الطعام، وبعد استخدام الحمام، وبعد اللعب أو لمس الأسطح العامة.
2. الالتزام باللقاحات، فهي تحمي من أمراض خطيرة مثل الالتهاب السحائي، بعض أنواع الالتهاب الرئوي، الإنفلونزا وفيروس الروتا.
3. استخدام معقم اليدين عند الحاجة، وتعليم الأطفال ألا تلمس أيديهم الفم أو العين بعد استخدامه.
4. نمط حياة صحي يتمثل في: التغذية الجيدة، النوم الكافي، شرب الماء بانتظام، واللعب في الهواء الطلق تدعم جميعها المناعة.
وبالتالي فإن أمراض الحضانة أمر لا مفر منه، لكنها ليست سببًا لإرسال الأطفال المرضى إلى المراكز وتعريض الآخرين للخطر، فالبقاء في المنزل عند الحاجة، مع تعزيز المناعة عبر التطعيمات والعادات الصحية، يمنح الأطفال حماية أفضل ويساعدهم على النمو في بيئة أكثر أمانًا وصحة.