هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون صديقًا؟‬ - بوابة الشروق
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 6:09 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون صديقًا؟‬

سلمي محمد مراد
نشر في: السبت 25 أكتوبر 2025 - 1:25 م | آخر تحديث: السبت 25 أكتوبر 2025 - 1:25 م

في زمن أصبح فيه التواصل الرقمي حاضرًا في كل لحظة، يبدو أن التكنولوجيا بدأت تخطو خطوة جديدة، ليس فقط لتسهيل حياتنا، بل لتكون رفيقًا عاطفيًا لنا، لكن هل يمكن لآلة أن تعوّض الصداقة البشرية فعلًا؟

رفيق رقمي يستمع إليك

بدأت الفكرة مع أجهزة حديثة مثل "فريند" (Friend)، وهي قلادة صغيرة تعمل بالذكاء الاصطناعي وترافق المستخدم طوال اليوم، تستمع إليه وتتحدث معه وتتعلم من أحاديثه لتقدم له دعمًا عاطفيًا أشبه بحديث الصديق.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، يقول صانع الجهاز، الشاب الأمريكي آفي شيفمان، إن هدفه ليس مساعدة الناس على إنجاز المهام، بل جعلهم يشعرون بأن هناك من يهتم بهم ويصغي إليهم، مؤكدًا أن العلاقات الرقمية قد تساعد في تخفيف الوحدة.

تجربة تثير التساؤلات

لكن التجربة لم تكن مريحة للجميع، ففي تقرير نشرته مجلة ذا أتلانتيك، روت صحفية أمريكية كيف جربت الجهاز لأسبوع كامل، وقالت إنها شعرت أحيانًا بالارتياح وأحيانًا بالضيق.

فالجهاز لم يكن مجرد مساعد ذكي، بل كان يتحدث باستمرار وبطريقة وُصفت بأنها مجامِلة أكثر من اللازم، ويتذكر كل شيء، بل ويسجل دون إذن واضح.

تحذيرات من "التملق الخوارزمي"

من جهة أخرى، يحذر بعض الخبراء مما يسمّى بالتملق الخوارزمي، أي ميل الأنظمة الذكية إلى مجاراة المستخدم وموافقته دائمًا دون نقد أو اختلاف، مما قد يجعل الإنسان يشعر بالراحة الزائفة.

ويقول باحثون في معهد MIT إن الاعتماد على مثل هذه الأجهزة قد يُضعف مهارات التواصل الواقعية ويزيد من العزلة الاجتماعية، خاصة بين من يعانون من الوحدة أو القلق.

ليست بديلاً عن العلاقات البشرية

من جانب آخر، يشير مختصون في علم النفس إلى أن العلاقات مع الذكاء الاصطناعي تفتقر للمشاعر الحقيقية، لأنها تقوم على البرمجة لا على التجربة الإنسانية.

لكنهم يعترفون في الوقت نفسه بأن هذه الأجهزة قد توفر بعض الراحة المؤقتة، خاصة لمن يعيشون بمفردهم أو يفتقدون الدعم الاجتماعي.

بين الراحة والعزلة

وبالتالي تجربة "فريند" تُظهر أن التكنولوجيا يمكن أن تمنحنا إحساسًا مصطنعًا بالاهتمام، لكنها لا تستطيع أن تحل محل التفاعل الإنساني الحقيقي، القائم على العطاء المتبادل والمشاعر الصادقة.

فهذه التكنولوجيا ليست بديلًا عن العلاقات البشرية، لكنها قد تكون أداة مساعدة، مثل وجود دفتر يوميات ناطق أو رفيق للاستماع في أوقات الضيق، إذ يمكنها أن توفر شعورًا مؤقتًا بالاهتمام، لكن من دون الوعي أو التبادل العاطفي الحقيقي الذي يميز العلاقات بين البشر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك